شرعت السلطات الإسرائيلية، منذ صباح اليوم الثلاثاء، في هدم أربعة منازل لعائلة أبو عيشة، من عكا، التي تسكنها منذ سبعين عامًا، بزعم "البناء غير المرخص".
واقتحمت قوات الشرطة، المعززة بالقوات الخاصة وحرس الحدود، المنازل صباحا، وطردت بطريقة وحشية أفراد العائلة من منازلهم واعتقلت أربعة منهم.
وأغلقت قوات الشرطة كل الطرق المؤدية إلى المنازل ووضعت حواجز بحراسة شرطة حرس الحدود وأعلنتها منطقة مغلقة، مع بدء الجرافات وآليات الهدم في هدم المنازل.
واعتقلت الشرطة نظمي وإبراهيم وناريمان أبو عيشة.
وانتقدت نورا أبو عيشة، وهي ساكنة أحد المنازل التي هدمت اليوم، في حديث مع "العربي الجديد"، "القيادات المحلية والقيادة السياسية ولجنة المتابعة" في الداخل الفلسطيني، قائلة "نحن نقطن في بيوت سقفها مصنوع من الصاج منذ سبعين عامًا، وهذه أرض وقف مسيحي. أي جريمة ارتكبت كي يهدموا بيوتنا؟ أنا بنت الجيل الثالث في البيت".
وأضافت: "تقطن المنازل أربع عائلات مؤلفة من 20 فردا، من بينهم 9 أطفال سيعودون ويرون أنفسهم بلا مأوى".
ومضت قائلة: "أغلقوا كل البلد منذ الصباح من أربع جهات، وأبقوها فقط مفتوحة من جهة البحر"، متسائلة "أي جريمة ارتكبناها ونحن ندفع جميع الضرائب؟ لماذا تذكروننا الآن بعد سبعين سنة".
وأردفت "سمعنا روايات كثيرة بأن أرض الوقف المسيحي تمت مصادرتها، وأيضا أن البلدية تريد شق شارع، ورواية أخرى عن أن شركة قطار إسرائيل تريد توسيع السكة".
من جهتها، قالت وفيقة أبو عيشة: "خرجت باكرا إلى العمل وتركت بناتي في البيت، ثم فجأة هاتفنني وقلن لي: الشرطة في البيت تريد هدم بيتنا. أنا أمراة مريضة بالقلب، عندما وصلت طلبت من الشرطة أن تسمح لي بالدخول وأخذ بعض الحاجات، لم يسمحوا لي وألقوني إلى الشارع".
وقالت الحاجة أبو عيشة وهي تذرف الدموع من عينيها: "أنا ولدت قبل سبعين عاما في هذا البيت، جاءت الشرطة صباحا واقتحمت البيت ونحن لا نزال نائمين، ولم تسمح لنا بأن نأخذ أي غرض من البيت.. أردت أن أتناول قارورة مياه من الثلاجة ولم يسمحوا لي، وطردونا من بيتنا إلى الشارع".
من جهته، قال بلال أبو عيشة، الذي يقطن مع والدته: "كنت نائمًا في سريري فجاءت الشرطة وألقتني على الأرض. المسألة بدأت قبل سنة؛ حينها فقط قرروا أن البيت غير مرخص. وفي شهر ديسمبر/كانون الأول صدر قرار بالهدم. لم يسمحوا لنا بأخذ أغراضنا".