- معيقل الهواشلة من المركز الميداني للمجلس الإقليمي في النقب أكد على هدم الحي بأكمله وعدم توفير بدائل للسكان الذين يصل عددهم إلى 300 شخص، مما يعكس الوضع الإنساني الصعب.
- الاستجابات للهدم تباينت بين تأييد وزير الأمن القومي الإسرائيلي للهدم كخطوة نحو استعادة الحكم، وإدانة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية للهدم كجزء من الحرب على الشعب الفلسطيني، مما يعكس الانقسام العميق بين السياسات الإسرائيلية ومعاناة الفلسطينيين.
شرعت آليات الاحتلال الإسرائيلي وجرافاته، صباح أمس الأربعاء، بتنفيذ أكبر عملية هدم في منطقة النقب في وادي الخليل قرب قرية أم بطين، بحسب وصف وكالة الأنباء الفلسطينية. وستستهدف عملية الهدم 47 منزلاً لعائلة أبو عصا، في خطوة تزعم إسرائيل أنها تأتي لشق شارع يخدم منطقة الجنوب. وفي السياق، وصلت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية إلى المكان في وادي الخليل ومنعت المتضامنين من دخول الحي.
من جهته، قال معيقل الهواشلة، من المركز الميداني للمجلس الإقليمي في النقب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الاحتلال "بدأ الهدم منذ الصباح وهناك قوات كبيرة جداً من الشرطة وحرس الحدود، يبدو أنهم يريدون هدم الحي بأكمله. وبعض العائلات أحرقت منازلها وعددها قليل"، مضيفاً أن "الحي الذي يقع عليه الخلاف في وادي الخليل يحتوي على 75 منزلاً، 47 منها ستهدم".
هدمت السلطات الإسرائيلية 47 منزلا تعود لعائلة أبو عصا في وادي الخليل قرب قرية أم بطين في منطقة النقب، جنوبي البلاد، صباح اليوم الأربعاء.
— موقع عرب 48 (@arab48website) May 8, 2024
وأقدم عدد من أبناء عائلة أبو عصا في منطقة وادي الخليل على حرق بيوتهم قبل بدء عملية الهدم.
وقالت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب إن "هذه أكبر… pic.twitter.com/5WMV8spqXQ
وأضاف أنّ "السلطات الإسرائيلية وصلت صباح اليوم، والعائلات كانت موجودة في منازلها، والهدم ما زال قائماً (...) بدأت عملية الهدم دون توفير أي بديل للسكان الذين يصل عددهم إلى 300 شخص، وهم أطفال ونساء ورجال وشيوخ"، وأوضح أنّ "المحامي قال إنه سيتم منح العائلات سنة إضافية قبل الهدم، ولكن العائلات في وادي الخليل لم تصدق ذلك بسبب تجارب الهدم السابقة".
وأكد الهواشلة أنه "بحسب القانون الإسرائيلي فإنه في حال وجود 50 رب منزل في منطقة ما فهي تصنف بأنها قرية، وبالتالي فإنهم يهدمون قرية بأكملها (...) هذه منطقة تاريخية وقرية مسلوبة الاعتراف والناس يقطنون فيها منذ بدء التاريخ". واتهم الهواشلة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بأنه المحرّض على هذه الخطوة، قائلاً إنّه "أعلن قبل فترة أنه يريد أن يهدم كل منطقة في النقب".
ووصف المتحدث ما يجري بأنه "نكبة كبيرة لأهالي النقب"، خصوصاً أن 300 شخص سيكونون بلا منازل، مضيفاً: "سمعت الناس يقولون إنهم سوف ينصبون الخيام على الركام ولن يخرجوا من أرضهم (...) نحن ما زلنا في فترة حرب وهذا عمل إجرامي وغير إنساني". وأصدرت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب بياناً، ليلة أمس، قالت فيه إنّ سلطة الاحتلال تعتزم هدم 47 منزلاً لعائلة أبو عصا في وادي الخليل بالقرب من قرية أم بطين في النقب.
بن غفير: هدم بيوت النقب خطوة مهمة نحو استعادة الحكم
وبدوره، أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بهدم منازل العرب في النقب. وقال بن غفير، عبر منصة إكس: "يشكل هدم عشرات المباني غير القانونية في تجمع أبو عصا في النقب هذا الصباح خطوة مهمة نحو استعادة الحكم".
وأضاف: "كما وعدت منذ اليوم الأول لتولي منصبي (أواخر 2022)، توجد زيادة كبيرة في هدم المنازل غير القانونية في النقب، وأنا فخور بقيادة هذه السياسة". وتابع: "تقدير خاص لشرطة المنطقة الجنوبية ورئيس الشرطة أمير كوهين الذين ينفذون هذه السياسة"، وزعم أنّ "الشرطة الإسرائيلية ستخوض حرباً وحشية ضد مَن يستولون على الأرض، ويحاولون إقامة واقع مختلف على الأرض".
لجنة المتابعة: هدم البيوت في النقب يندرج في حرب إسرائيل على شعبنا الفلسطيني
إلى ذلك، أكدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في بيان لها، الأربعاء، أنّ جريمة تدمير عشرات البيوت في النقب، في يوم واحد، "يندرج في إطار الحرب الإسرائيلية على شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن وجوده في الوطن، بموازاة استفحال التمييز العنصري، وغض النظر عن استفحال الجريمة".
ودعت اللجنة إلى أوسع مشاركة في مسيرة العودة القطرية، التي تبادر لها لجنة الدفاع عن حقوق المهّجرين، في 14 مايو/ أيار الجاري، وقالت إنّ المشاركة الواسعة "هي اختبار للموقف الشعبي الوطني، خاصة في ظل التصعيد الحربي الإسرائيلي على شعبنا".
وأعربت عن دعمها قرارات لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، التي صدرت في أعقاب تدمير 47 بيتاً، معلنة عن عقد اجتماع مشترك للجنتين، السبت المقبل، تتبعه تظاهرة عند مفرق السقاطي، الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي.
وقالت إنّ "مسيرة العودة، التي تبادر لها لجنة المهجرين، ستنطلق يوم الثلاثاء 14 مايو/ أيار الجاري، الساعة الواحدة والنصف ظهراً، من قرب شفاعمرو إلى موقع قريتي هوشة والكساير، المدمرتين المهجرّتين، يجب أن تحظى بمشاركة شعبية واسعة، لأنها ستكون اختباراً للموقف الشعبي الوطني، خاصة في ظل التصعيد الحربي الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني، لتوسيع رقعة حرب الإبادة، وبالذات على قطاع غزة، وأيضاً في الضفة الغربية المحتلة، وتوسيع رقعة الحرب الى مدينة رفحومنطقتها، جنوب قطاع غزة، الملاذ الأخير لمئات آلاف النازحين من شمال ووسط القطاع".
يُذكر أن هذه أكبر عملية هدم في يوم واحد نفذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة سنوات، وهي خطوة تسعى الأخيرة من خلالها إلى إشعال النقب من أجل تعميق التمييز العنصري، ومحاولة إجبار سكان تجمع أبو عصا على الانتقال إلى مكان آخر تحت التهديد والوعيد.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية شارع رقم 60 وشوارع أخرى، أمس الأربعاء، لمنع السكان من التظاهر والتجمهر والاحتجاج على جريمة الهدم والترحيل التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ النقب، والتي تمارسها الحكومة الإسرائيلية وعناصر الشرطة وآليات الهدم بحق المواطنين العرب في النقب.