سلاح الطائرات المسيّرة يضرب مناطق النظام السوري مجدداً

27 أكتوبر 2023
أبرز هجوم بالطائرات المسيرة استهدف الكلية الحربية في حمص (Getty)
+ الخط -

ارتفعت وتيرة استخدام الطائرات المسيرة في هجمات طاولت مناطق سيطرة النظام السوري بشكل لافت خلال الأسابيع الأخيرة، وكان أبرز تلك الهجمات التي استهدفت الكلية الحربية التابعة لقوات النظام السوري في مدينة حمص، وخلفت عشرات القتلى والجرحى، وسط تساؤلات عن الجهة التي تقف خلف هذه المسيرات.

ويوم أمس الخميس قتل 3 أشخاص وأصيب اثنان آخران، في هجوم بقذائف من طائرة مسيرة على بلدة الربيعة الواقعة تحت سيطرة النظام السوري في ريف حماة الغربي. وقال مصدر في قيادة شرطة حماة إن الهجوم جرى بطائرة مسيرة استهدفت بلدة الربيعة، بحسب ما نقلت "وكالة سانا" الرسمية.

كذلك ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن الدفاعات الجوية التابعة لقوات النظام تمكنت من إسقاط طائرتين مسيرتين حاولتا استهداف مطار النيرب العسكري في شرقي مدينة حلب.

وأشار إلى أن هذا الاستهداف الجديد هو السابع من نوعه لمدينة حلب خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

كما أكد المرصد أن الدفاعات الجوية التابعة لقوات النظام تمكنت يوم أمس الخميس من إسقاط ما لا يقل عن 6 طائرات مسيرة، هاجمت ريفي حماة وحمص.

وكان أعنف هذه الهجمات التي استهدفت الكلية الحربية التابعة لقوات النظام في حمص خلال حفل تخريج ضباط بداية الشهر الجاري وأدت إلى مقتل نحو 90 شخصاً.

كما تعرضت قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري لعدة هجمات بالطائرات المسيرة كان آخرها في منتصف يونيو/ حزيران الفائت.

دعاية

وفي هذا الصدد، شكك الباحث في مركز "جسور للدراسات" النقيب رشيد حوراني في رواية النظام السوري حول الهجمات بالطائرات المسيرة، وقال إنها "دعاية" يستخدمها النظام حالياً مبرراً لقصف إدلب وريف حلب.

وأضاف حوراني في حديث لموقع "العربي الجديد" أنّه بعد الاستهداف الذي طاول حفل التخرج في الكلية الحربية وادعاء النظام أن مسيرات استهدفت الحفل، بات يعلن كل يومين أو كل فترة عن استهداف بالطائرات المسيرة لمواقعه ونقاط انتشار قواته على خطوط التماس المقابلة لفصائل المعارضة، وذلك لتأكيد روايته عن استهداف الكلية الحربية، وليستمر من خلال توجيه الاتهام للمعارضة في شحن مواليه الذين يبررون القصف والتصعيد الذي تشهده المنطقة.

وحول امتلاك فصائل المعارضة مسيرات، قال الحوراني إنه قياساً على استهداف قاعدة حميميم، قد تكون لدى الفصائل القدرة والكفاءات التي تعمل على تصنيع المسيرات القادرة على استهداف نقاط قريبة من خطوط التماس وتامين مستلزماتها وتقنياتها الأولية عبر الإنترنت. ورأى أنه من الصعب أن تعلن الفصائل عن ذلك كي لا تصبح تحت عين المراقبة ومحاولات الاختراق.

من جانبه، قال القيادي السابق في فصائل المعارضة أبو يزن الشامي المقيم في ريف اللاذقية إن سلاح الطائرات المسيرة بات اليوم يشكل أهمية كبيرة في المعركة لجميع القوى العسكرية المسيطرة على الأرض، بما فيها قوات النظام والمليشيات الإيرانية.

وأضاف الشامي لـ"العربي الجديد" أن فصائل المعارضة حققت في الفترة الأخيرة تقدماً ملحوظاً في استخدام هذا السلاح وتطويره، واستدرك بالقول: "لكن لا أعتقد أنه قادر على إحداث هجوم مثل تفجير حمص".

وتوقع الشامي أن سلاح الطائرات المسيرة سيكون هو المسيطر خلال الفترة القادمة في تنفيذ عمليات الاغتيال والهجمات على مناطق ما وراء الخطوط لجميع الأطراف.