سجال بين قوى عراقية والسفير البريطاني في بغداد بشأن الانتخابات المبكرة

12 مايو 2021
هادي العامري والصدريون من ضمن من هاجموا السفير البريطاني (الأناضول)
+ الخط -

شنّ رئيس تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لفصائل "الحشد الشعبي" في العراق، هادي العامري، هجوما على السفير البريطاني في العراق ستيفن هيكي، بسبب تصريحات للأخير بشأن الانتخابات المبكرة المقرر أن تجرى في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، قال فيها، تعليقا على حادثة اغتيال الناشط المدني في كربلاء إيهاب الوزني، إنه "لم يؤد الإفلات من العقاب على مقتل النشطاء منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019 إلا إلى المزيد من القتل. هناك حاجة ملحة لاتخاذ تدابير ملموسة لمحاسبة الجناة وحماية المواطنين العراقيين أثناء استعدادهم للانتخابات في أكتوبر".

ودعا العامري، في بيان له الثلاثاء، وزارة الخارجية العراقية إلى مراقبة عمل السفراء واتخاذ ما يلزم لمنع التدخل في الشأن الداخلي، قائلا "على السفير البريطاني أن يعرف حدود عمله، ولن نسمح له بالتدخل في الشأن الداخلي".

فيما اعتبر تحالف "سائرون"، التابع للتيار الصدري، أمس الثلاثاء، تصريحات السفير البريطاني تدخلا في الشؤون العراقية، موضحا، في بيان، أنه "اطلع على تصريحات السفير البريطاني في العراق، والتي قال فيها إن البيئة الحالية غير مناسبة لإجراء الانتخابات". 

وتابع: "إننا في تحالف سائرون نؤكد رفضنا التام لتصريحات غير موفقة كهذه، والتي تمثل تدخلا في الشأن الداخلي لا يمكن القبول بها أبدا"، مضيفا أنه "على جميع أعضاء السلك الدبلوماسي في العراق أن يحترموا السيادة العراقية، وألا يتدخلوا في الشأن العراقي".

ورد السفير البريطاني في العراق على ذلك بالقول، خلال مقابلة متلفزة مساء الثلاثاء، إنه اطلع على تصريح للتيار الصدري "سائرون" فيما يتعلق بإجراء الانتخابات، موضحا أنه يحترم سيادة العراق، والرغبة في إجراء الانتخابات المبكرة. 

واستدرك السفير هيكي: "في الوقت ذاته أنا أدرك وجود تحديات تواجه الانتخابات، خصوصا أننا شاهدنا قبل 3 أيام اغتيال الناشط إيهاب الوزني (في كربلاء)، وأنا أدين بشدة كل الهجمات ضد الناشطين والصحافيين"، معبرا عن أمله في تحسن الوضع الأمني قبل الانتخابات.  

 

وبشأن الاتهامات التي وجهتها مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية للسفارة البريطانية في بغداد بـ"قيادة مؤامرة لتأزيم الأوضاع في البلاد"، قال هيكي إن "بريطانيا تريد للعراق الأمن والاستقرار والازدهار"، موضحا أن بلاده تحترم سيادة العراق. 

 

وأشار السفير البريطاني إلى "عدم وجود أي دليل يؤكد تدخل بريطانيا في الشأن العراقي"، متهما إيران بتقديم الدعم لفصائل عراقية مسلحة تعمل خارج إطار الدولة.  

 

وأول من أمس الاثنين، اتهمت مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية ما وصفتها بـ"قوى الشر والتخريب" بـ"تحريك المجاميع المغرر بها والمنحرفة لإثارة الفتن والأزمات"، وذلك بعد قيام محتجين بحرق جزء من مقر القنصلية الإيرانية في كربلاء.

واعتبرت المليشيا أن ما شهدته مدينة كربلاء يمثل "نتاجاً للتنافس وتصفية الحسابات بين أطراف مرتبطة بمشاريع تآمرية أجنبية"، قائلة إن "خيوط هذه المؤامرة التي تحاك في مقري سفارة الشر البريطانية في بغداد وبيروت تدخل عدواني تآمري سافر، لا بد أن تدفع ثمنها هذه الدولة الاستعمارية الخبيثة، وجميع القوى الدولية والإقليمية والمحلية التي لا يردع إصرارها على إيذاء شعبنا إلا الضرب على رؤوسها العفنة الخاوية".