زيلينسكي يصل إلى قمة السبع في اليابان للعودة بـ"أف-16" ودعم عسكري

20 مايو 2023
سيطلب زيلينسكي من مجموعة السبع مساعدات عسكرية جديدة (Getty)
+ الخط -

وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى هيروشيما، اليوم السبت، لحضور قمة مجموعة السبع، وذلك بعد حصوله على دعم أميركي لتزويد كييف بطائرات مقاتلة متطورة تطالب بها بشدة، وتدريب طيارين أوكرانيين.

وتمثل هذه الرحلة فرصة للتشاور مع حلفاء مثل الرئيس جو بايدن، ولجذب قوى رئيسية غير منحازة في القمة، منها الهند والبرازيل.

في مطار هيروشيما، هبطت الطائرة الفرنسية التي كانت تقلّ زيلينسكي من السعودية، حيث توجه، الجمعة، لحضور قمة جامعة الدول العربية.

وكتب الرئيس الأوكراني على "تويتر": "اليابان. مجموعة السبع. اجتماعات مهمة مع شركاء وأصدقاء أوكرانيا. أمن وتعاون مكثف كي ننتصر. اليوم سيكون السلام أقرب".

وتأتي الزيارة التي لم تكن متوقعة بعد أن أُعلنت في السابق مشاركته عبر اتصال فيديو، عقب توقفه في جدة حيث ألقى كلمة أمام قمة جامعة الدول العربية. وصرّح مصدر دبلوماسي، لوكالة فرانس برس، بأنه سيصل بعد ظهر السبت على متن طائرة فرنسية.

ويأتي حضوره القمة في هيروشيما عقب انفراجة في مساعيه الحثيثة لإقناع واشنطن بحاجة أوكرانيا لطائرات "أف-16".

وتصاعد الزخم لتزويد أوكرانيا بتلك الطائرات، لكن دعم واشنطن أساسي لأنّ موافقتها ضرورية قانونياً من أجل إعادة تصدير معدات أميركية اشتراها الحلفاء.

وكانت الولايات المتحدة قد أشارت، في السابق، إلى فترات تدريب الطيارين الطويلة والمكلفة، كأسباب لعدم تزويد الطائرات، مع إصرار المسؤولين على وجود طرق أكثر فعالية من حيث التكلفة لتعزيز الدفاعات الجوية لكييف.

لكن من المرجح الآن على ما يبدو أن تنضم طائرات "أف-16" إلى قائمة الأنظمة المتطورة، بما فيها الدبابات الغربية والأسلحة بعيدة المدى، التي وافق حلفاء أوكرانيا على تزويدها بها بعد تردد في البداية.

وقال بايدن لقادة مجموعة السبع في اليابان إنّ واشنطن ستدعم الطلب الآن، في خطوة أشاد بها زيلينسكي، معتبراً أنها "قرار تاريخي".

وقال زيلينسكي إنه سيلتقي بايدن في هيروشيما لمناقشة "التنفيذ العملي" للخطة، وقال البيت الأبيض إنّ بايدن "يتطلع" إلى المحادثات من دون تحديد موعد لذلك.

وشدد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان على أنّ القرار المتعلق بالطائرات لا يعكس تحوّلاً في سياسة الولايات المتحدة.

وصرّح للصحافيين في هيروشيما: "لم يتغير شيء. نهجنا في توفير الأسلحة والعتاد والتدريب للأوكرانيين اتبع مقتضيات الصراع".

وأضاف: "وصلنا إلى مرحلة حان فيها الوقت للنظر إلى الأمام والقول، ما الذي ستحتاجه أوكرانيا لتكون قادرة على ردع العدوان الروسي والتصدي له؟".

وتابع قائلاً إنّ "طائرات "إف-16" مقاتلات من الجيل الرابع، هي جزء من هذا المزيج. والخطوة الأولى الواضحة هنا هي القيام بالتدريب ثم العمل مع الحلفاء والشركاء والأوكرانيين لتحديد كيفية تنفيذ نقاط التزويد الفعلية أثناء في مضينا قدماً".

تجنب حرب عالمية ثالثة

لا يزال الجدول الزمني لتلك التدريبات غير واضح، وقدر المسؤولون الأميركيون في وقت سابق أن تستغرق ما يصل إلى 18 شهراً.

مع ذلك، رحّب الحلفاء بالقرار، ومنهم المملكة المتحدة. وكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك على "تويتر": "ستعمل المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك لتزويد أوكرانيا بالقدرة الجوية القتالية التي تحتاجها"، مضيفاً: "إننا متكاتفون".

ونفى سوليفان أن يسهم تزويد أوكرانيا بالطائرات في تصعيد الصراع، وقال إنّ أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام أي معدات عسكرية أميركية لشن هجمات داخل روسيا.

وأضاف: "سنبذل كل ما بوسعنا لدعم أوكرانيا في دفاعها عن سيادتها وسلامة أراضيها، وسنمضي قدماً بطريقة تتجنب حرباً عالمية ثالثة".

ستكون لحضور زيلينسكي في هيروشيما انعكاسات كبيرة على اليومين الباقيين من القمة، إذ ستسرق أوكرانيا الأضواء من قائمة طويلة من الموضوعات الشائكة الأخرى، ومنها التصدي للمخاوف إزاء القوة العسكرية والاقتصادية المتنامية للصين.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إنّ "ما فعلناه على مدى 20 عاماً مع الصين لتشجيع التنمية كان صائباً، لكن ربما كان علينا أن نكون أكثر حرصاً بشأن مواد حيوية وسلاسل التوريد وتلك العناصر".

وأضاف: "أعتقد أنّ هدف جميع قادة مجموعة السبع، القول إنّ الصين اتبعت سياسة منهجية للحصول على مواد خام مهمة والتحكم في سلاسل التوريد، ونحن نستجيب لذلك من خلال التنويع".

وتجرى محادثات مع دول غير أعضاء وسط محاولة قادة مجموعة السبع إقناع دول نامية بقدرتها على تقديم بدائل دبلوماسية واقتصادية لدول مثل الصين.

ورفض العديد من المدعوين، ومنهم البرازيل والهند، إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، ومن المرجح أيضاً أن يكونوا أهدافاً رئيسية لمسعى زيلينسكي الدبلوماسي.

وقالت وزارة الخارجية اليابانية إنّ زيلينسكي سيشارك في محادثات حول أوكرانيا مع قادة مجموعة السبع، الأحد، إضافة إلى جلسة حول "السلام والاستقرار" ستشمل أيضاً دولاً غير أعضاء مدعوة للقمة.

ومن المقرر أن يعقد زيلينسكي في هيروشيما اجتماعات ثنائية أيضاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.

من جهته، قال رئيس مجلس الأمن الأوكراني أولكسي دانيلوف إنّ "مسائل مهمّة ستتقرّر (في هيروشيما)، وبالتالي إنّ وجود رئيسنا حضورياً أمر أساسي بشكل مطلق للدفاع عن مصالحنا".

وقال مصدر دبلوماسي: "نفترض أنّهم سيلتقون (...) هذه فرصة للتحدّث مع أكبر عدد ممكن من القادة"، مشيراً إلى أنّ "أفضل متحدّث باسم قضيّة أوكرانيا هو الرئيس الأوكراني نفسه".

ومن المتوقع أن يطلب زيلينسكي من مجموعة السبع إمكانات عسكرية جديدة للتصدّي بشكل أفضل للقوّات الروسيّة قبل الهجوم المضاد الذي أعلنته كييف، كذلك سيطلب المزيد من قذائف المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي المتطورة.

وقرّر قادة دول مجموعة السبع خلال قمتهم في هيروشيما في اليابان، أمس الجمعة، فرض عقوبات جديدة على روسيا بهدف "حرمانها التكنولوجيات والمعدات الصناعية وخدمات مجموعة السبع التي تساند حملتها الحربية" في أوكرانيا.

وإلى جانب الملف الأوكراني، تتناول المحادثات موضوع الصين ومسألة تنويع سلاسل الإمداد للدول السبع بوجه مخاطر "الإكراه الاقتصادي" الذي قد تمارسه بكين.

لقاء يجمع بين زيلينسكي ومودي في اليابان

روسيا تحذر من وصول "أف-16" 

في المقابل، نقلت وكالة تاس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، اليوم السبت، قوله إن دول الغرب ستواجه "مخاطر هائلة" إذا أمدت أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز "أف-16".

وجاء ذلك رداً من غروشكو على سؤال عن تداعيات إمدادات الطائرات التي تطلبها أوكرانيا من دول حلف شمال الأطلسي.

وأضاف غروشكو: "نرى أن دول الغرب لا تزال ملتزمة إزاء سيناريو التصعيد. إنه ينطوي على مخاطر هائلة عليها".

وتابع قائلاً: "على أي حال، سيؤخذ ذلك في الاعتبار في جميع خططنا، ولدينا كل الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف التي حددناها".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)