رفضت روسيا مطلباً إسرائيلياً بمراقبة ومنع وصول الأسلحة الإيرانية عبر سورية إلى حزب الله اللبناني، قائلة إن ذلك ليس من مهمة قواتها الموجودة في سورية. وقال مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، إن مطالب إسرائيل بضبط مرور الأسلحة الإيرانية عبر الحدود السورية إلى "حزب الله" في لبنان "ليست من مهام الجيش الروسي"، معتبراً أن تلك القوات تنحصر مهمتها فقط في "مكافحة الإرهاب".
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية اليوم الأربعاء (وكالة نوفوستي وموقع روسيا اليوم)، أضاف لافرنتييف أن "رغبة إسرائيل في الحصول على ضمانات من الجانب الروسي بشأن وقف أي نقل محتمل للمواد العسكرية عبر سورية إلى لبنان لصالح حزب الله، ستتطلب إقامة نقاط تفتيش جديدة على الحدود، وهي مهمة ليست ضمن تفويض القوات الروسية في سورية".
ورأى لافرنتييف أن "هذه المهام يجب أن تقع على عاتق السلطات اللبنانية والنظام السوري مباشرةً"، مؤكداً أنه "لا نستطيع التأثير في هذا الأمر، وضمان تنفيذ هذه التعهدات أمر في غاية الصعوبة". وقال: "حتى من الناحية العملية، لا يمكننا ضمان ذلك، فنحن أولاً في أرض سورية ذات سيادة ومستقلة، ولا يمكننا إقامة حواجز مادية لضمان إغلاق كل هذه الطرق".
وقال المسؤول الروسي إن بلاده "تبذل جهوداً لتحقيق وقف إطلاق النار في لبنان، وسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية بالكامل، وكذلك انسحاب حزب الله خلف الخط الأزرق وفقاً لقرارات الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن "الطلب أو الشرط بأن تتضمن الاتفاقية ضمانات من الجانب الروسي غير ممكن، فنحن لا نستطيع تقديم مثل هذه الضمانات".
من جهة أخرى، نفى مبعوث الرئيس الروسي صحة الأنباء عن استخدام إيران قاعدة "حميميم" الجوية التي تتمركز فيها القوات الروسية على الساحل السوري من أجل إمداد حزب الله بالأسلحة. وقال لافرنتييف: "لا أستطيع أن أؤكد ذلك، ومن الواضح أننا لا نوفر قاعدتنا لتغذية حزب الله وأنا متأكد من أن هذا لا يحدث". وأوضح أن "عدد الرحلات الإيرانية التي تحمل مساعدات إنسانية إلى مطار حميميم ازداد خلال الفترة الماضية"، مضيفاً أن "حميميم مطار مدني من ناحية، ولكنه من ناحية أخرى قاعدة جوية روسية مباشرة في سورية، لذلك فهو كذلك دون تفتيش".
ولفت لافرنتييف إلى أن "الغارة الجوية الإسرائيلية (2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي) ضربت المنطقة المجاورة مباشرة لقاعدة حميميم، أي إنها لم تضرب القاعدة الجوية مباشرةً، لأن ذلك سيكون له، بطبيعة الحال، عواقب سلبية للغاية، بما في ذلك بالنسبة إلى إسرائيل". وأشار إلى تقديم وزارة الدفاع الروسية احتجاجاً إلى إسرائيل يفيد بأن "مثل هذه الأعمال غير مقبولة، لأنها يمكن أن تهدد حياة العسكريين الروس".
ويكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرباته داخل الأراضي السورية منذ بدء العدوان المتواصل على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين 2023، وزادت حدة هذه الهجمات بعد توسيع إسرائيل حربها باتجاه لبنان قبل أكثر من شهر. وحذّر لافرنتييف، من اجتياح إسرائيلي للجنوب السوري، لافتاً إلى أن إيران والتشكيلات التابعة لها، قلّصت وجودها على الأراضي السورية، قبل بدء التصعيد الإسرائيلي على لبنان.
وقال لافرنتييف إن ردة فعل روسيا ستكون سلبية حيال أي اجتياح إسرائيلي للجنوب السوري، معتبراً أن محاولة احتلال مناطق في درعا والسويداء والقنيطرة، "ستنزع عن إسرائيل الشرعية أمام المجتمع الدولي" مشيراً الى انتشار 8 نقاط روسية للمراقبة على طول خط "ألفا" عند الحدود مع الجولان المحتل.
ورأى أن الوضع في الجنوب السوري "معقد وليس سهلاً"، لكنه لفت إلى وجود استقرار نسبي في القنيطرة ودرعا، عكس السويداء التي تشهد توترات. وزعم أن هناك "مقاتلين يتدربون في قاعدة التنف، بهدف توجيههم لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى ضد النظام السوري في السويداء"، وفق تعبيره.