استمع إلى الملخص
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن تعديلات على العقيدة النووية الروسية وخفض عتبة استخدام السلاح النووي، مما يزيد التوترات بين البلدين.
- واشنطن حثت موسكو على العودة إلى معاهدة "ستارت-3"، محذرة من سباق تسلح جديد، لكن روسيا علقت مشاركتها في فبراير 2023 بسبب ما اعتبرته مخالفة الولايات المتحدة لأحكام الاتفاقية.
نقلت صحيفة إزفيستيا الروسية شبه الرسمية، اليوم الثلاثاء، عن مصدر رفيع قوله إن روسيا لن توقع على معاهدة جديدة للحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت"، موضحاً أن استئناف مشاركة موسكو في المعاهدة لن يحقق شيئاً سوى "إرضاء غرور الولايات المتحدة" مرجعاً موقف موسكو إلى ما اعتبره أعمال واشنطن الهدامة وتقديمها دعماً عسكرياً لأوكرانيا.
وقال المصدر: "علقنا مشاركتنا في معاهدة (ستارت-3) بسبب أعمال واشنطن، ولن نقدم على توقيع معاهدة جديدة، لأن ذلك لن يحقق شيئاً سواء إرضاء غرور الولايات المتحدة"، مضيفاً: "يهددوننا بالأسلحة الاستراتيجية، ويوفرون أسلحة لأوكرانيا، فعن أي معاهدة نتحدث؟".
ويأتي ذلك بعد أقل من أسبوع على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، قائمة التعديلات المراد إدخالها على العقيدة النووية الروسية وخفض هام لعتبة استخدام السلاح النووي.
وسبق لواشنطن أن حثت موسكو على العودة إلى العمل بمعاهدة "ستارت-3"، إذ أحال عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الديمقراطي، إدوارد ماركي، إلى الكونغرس في مارس/آذار الماضي مشروع قرار يحثّ روسيا على إعادة تفعيل مشاركتها بالمعاهدة. ووجه معدو المشروع انتقادات إلى قرار روسيا بتعليق مشاركتها في المعاهدة، لافتين إلى أن واشنطن أبدت منذ عام 2023 استعداداً للحوار مع روسيا بشأن هذه المسألة، ومحذرين من أن الوضع الراهن قد يؤدي إلى حلقة جديدة من سباق التسلح.
وكان بوتين قد أعلن في فبراير/شباط 2023 تعليق مشاركة موسكو في "ستارت-3"، مرجعاً ذلك إلى ما اعتبره مخالفة الولايات المتحدة لأحكام الاتفاقية. ورغم أن الولايات المتحدة لم تعلق رسمياً العمل بالمعاهدة، التي مُدِّدَت بُعيد تنصيب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في بداية عام 2021، إلا أنها أعربت عن أسفها لقرار روسيا، وبدأت على نحو تدريجي تقليص التزاماتها، زاعمة أنها لا تزال تفي بعدد من أحكام "ستارت-3"، وتعتبر روسيا ملزمة بالوفاء بها أيضاً.
ويعود تاريخ معاهدة "ستارت-3" إلى إبريل/نيسان 2010، حين وقعها الرئيسان السابقان، الروسي ديميتري مدفيديف والأميركي باراك أوباما، وسط تحسن ملحوظ لم يدم طويلاً في العلاقات بين بلديهما، لتُبقي على ترسانتي البلدين عند مستوى أقل كثيراً مما كانت عليه الحال خلال "الحرب الباردة" في الحقبة السوفييتية.