روسيا ترد بالمثل على العقوبات الأميركية

17 ابريل 2021
مُنع وزير العدل وآخرون من دخول روسيا (براندون سميالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت روسيا، الجمعة، النقاب عن ردّها على العقوبات الأميركية الجديدة، عبر اتخاذها قرارات شملت طرد دبلوماسيين وحظر دخول مسؤولين أميركيين كبار إلى أراضيها، وذلك على الرغم من تشديدها على أنها منفتحة على فكرة عقد قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.

ويأتي تبادل فرض العقوبات، في وقت واصلت فيه العلاقات بين الخصمين الجيوسياسيَّين تدهورها، على خلفية اتهامات الولايات المتحدة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020، والتجسس وتنفيذ هجمات إلكترونية. وأعلنت واشنطن الخميس سلسلة عقوبات تستهدف روسيا، تشمل طرد عشرة دبلوماسيين روس وحظراً على البنوك الأميركية لشراء ديون مباشرة صادرة عن هذا البلد بعد 14 يونيو/ حزيران.

وجاء ردّ موسكو سريعاً، إذ أعلن وزير خارجيتها سيرغي لافروف، الجمعة، قرار بلاده طرد عشرة دبلوماسيين أميركيين، وفرض قيود مختلفة من شأنها أن تعرقل عمل البعثات الدبلوماسية الأميركية في روسيا، فضلاً عن حظر المؤسسات الأميركية والمنظمات غير الحكومية على أراضيها بسبب "تدخلها العلني" في السياسة الروسية الداخلية.

كذلك لن يُسمَح للعديد من أعضاء إدارة بايدن، بعد الآن، بدخول روسيا، وهم وزراء العدل، والأمن الداخلي، ومستشارة السياسة الداخلية، إلى جانب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ومديرة المخابرات. وأشار لافروف إلى أن كبير مساعدي الرئيس الروسي في مجال السياسة الخارجية، يوري أوشاكوف، نصح بأن يغادر السفير الأميركي جون سوليفان إلى واشنطن لإجراء "مشاورات جدية".

وأدانت الولايات المتحدة، الجمعة، "التصعيد المؤسف" من جانب موسكو. وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة: "ليس من مصلحتنا الدخول في حلقة من التصعيد، لكنّنا نحتفظ بحقّ الردّ على أيّ عمل انتقامي روسي ضدّ الولايات المتحدة".

والشهر الماضي، استدعت روسيا سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور بشأن مستقبل العلاقات مع واشنطن، في خطوة جاءت بعدما قال بايدن إن بوتين "سيدفع الثمن" لتدخله المفترض في الانتخابات، مبدياً موافقته على التقييم القائل إن بوتين "قاتل". وأعلنت روسيا، الجمعة، أنها قرّرت طرد خمسة دبلوماسيين بولنديين، رداً على إعلان وارسو طرد ثلاثة دبلوماسيين روس، تضامناً مع الإجراءات الأميركية ضد موسكو.

وكما درجت العادة بعد كل مرة تفرض فيها الإدارة الأميركية حزمة عقوبات، وصفت الرئاسة الروسية التدابير العقابية الجديدة التي أعلنتها واشنطن الخميس ضد موسكو بأنها "غير مقبولة". إلا أن الكرملين بدا الجمعة راضياً عن كلام الرئيس الأميركي. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن "الرئيس بوتين تحدث (أولاً) عن ضرورة تطبيع العلاقات وخفض التصعيد. يتحدث عن ذلك باستمرار. إنه موقف مقتنع به". وأضاف: "من وجهة النظر هذه، فإن تطابق وجهات نظر الرئيسين أمر إيجابي"، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود نقاط خلافية عدة بين واشنطن وموسكو.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية أنها تنظر بـ"إيجابية" إلى مقترح البيت الأبيض عقد القمة بين بوتين وبايدن، على الرغم من التوتر بين البلدين، وتبادل فرض عقوبات وطرد دبلوماسيين.

(فرانس برس)

المساهمون