كشفت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة واصلت اتصالاتها مع كل الأطراف الليبية الفاعلة، سعياً لفرض رؤيتها وتوسيع مساحة نفوذها في الساحة الليبية خلال الفترة المقبلة. وفي السياق، التقى وفد مصري برئاسة مسؤول اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، وكيل جهاز المخابرات العامة، اللواء أيمن بديع، رئيسَ مجلس نواب طبرق عقيلة صالح في مقر إقامته بمدينة القبة الليبية، قبل أيام، وقبل توجه الأخير إلى المغرب. وبحثا الاستعدادات الجارية بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وبحسب المصادر، فإن الوفد المصري تناول مع صالح تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في إطار المحاصصة بين الأقاليم والقبائل الليبية، مشيرة إلى أن رئيس البرلمان ما زال ضمن أوراق الضغط المصرية. وأضافت أن الوفد بحث أيضاً مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في لقاء منفصل، المشهد الجديد، مؤكدة أن مصر ما زالت على موقفها الداعم لحفتر في عدم تسليم زمام القوات التابعة له للسلطة التنفيذية الجديدة، برئاسة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي، إلى حين اختبار مواقفهما خلال الفترة المقبلة. وأوضحت المصادر أن القاهرة وإن كانت متمسكة حالياً بعدم تسليم الحكومة الجديدة الولاية على مليشيات شرق ليبيا التي يتزعمها حفتر، إلا أنها في المقابل لا تعرقل جهود تلك الحكومة المدعومة أممياً، طالما أن هناك توافقاً وتفهماً للمصالح والدور المصريين.
بدء مشاورات كانت القاهرة طرفاً فيها بشأن خطط إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا
وكشفت المصادر عن بدء مشاورات كانت القاهرة طرفاً فيها بشأن خطط إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، لافتة إلى أن الدور المصري في هذا الإطار يتعلق بتأثير القاهرة على حفتر، إذ يتواجد ضمن قواته آلاف المقاتلين من السودان والنيجر وتشاد. ونفت المصادر تلقّي مصر أي ملاحظات من الحكومة الليبية الجديدة بشأن فيلم "السرب" الذي أنتجته الشركة المتحدة، المملوكة لجهاز المخابرات العامة، بشأن الضربة الجوية المصرية عام 2015 لمدينة درنة الليبية، في أعقاب مقتل عدد من الأقباط المصريين على يد تنظيم "داعش" وقتها. وقالت المصادر "لم تقدم أية جهة ليبية أي ملاحظات لمصر بشأن العمل الفني"، مؤكدة أن "القاهرة في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات ليبية بالإساءة، والهجوم على النظام السياسي، كانت تستقبل الفعاليات الليبية المختلفة، وفي مقدمتها مباريات الفرق الليبية الرياضية ومنتخب كرة القدم على أراضيها، تأكيداً على التقدير المصري للشعب الليبي".
وليامز: في ليبيا حوالي 20 ألف مرتزق عليهم الخروج منها
يأتي هذا في وقت أكدت فيه المبعوثة الأممية بالإنابة السابقة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، وجود حوالي 20 ألف مرتزق في ليبيا، مشيرة إلى أن الليبيين يرفضون أي وجود أجنبي، وعليهم الخروج. وأضافت، في تصريحات صحافية، أن الحكومة الليبية الجديدة، لديها فرصة كبيرة في إيصال البلاد إلى انتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتنفيذ خريطة الطريق المنبثقة من الحوار الليبي. ولفتت إلى أن "التحدي الأكبر أمامها هو شهوة السلطة والثروة لدى البعض". وأشارت وليامز إلى أن فريق الأمم المتحدة استفاد من الجمود العسكري لدفع الأمور باتجاه وقف النار في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقالت إن بين العوامل المهمة في نجاح الحوار الليبي هو رفض الليبيين الوجود الأجنبي في بلادهم، مع انتشار نحو 10 آلاف مقاتل سوداني مع حفتر.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف الحاجة إلى تشكيل سلطات فعالة في ليبيا في أقرب وقت ممكن، من أجل ضمان وحدة البلاد وسلامة أراضيها وسيادتها. جاء ذلك في اتصال هاتفي مع الدبيبة، مع مناقشة الطرفين الوضع في ليبيا والمنطقة، فضلاً عن المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد. وكان النائب الأول للممثل الدائم الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، قد أكد وجود مهمة استطلاع على الأرض لمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا، عند سؤاله عن مسألة نشر مراقبين دوليين خلال مؤتمر صحافي في نيويورك.