القضاء العراقي يرفض طعناً بقرار إقصاء بطريرك الكنيسة الكلدانية من منصبه

16 نوفمبر 2023
أزمة الكاردينال ساكو أخذت حيزاً كبيراً في الصحافة العالمية (Getty)
+ الخط -

أصدرت المحكمة الاتحادية العليا بالعراق، اليوم الخميس، قراراً برد دعوى الكاردينال مار لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الذي طعن بمرسوم رئاسي أنهى تعيينه، في قضية أثارت جدلاً سياسياً في البلاد قبل نحو 4 أشهر.

وفي يوليو/تموز الماضي، قرر رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف رشيد إلغاء المرسوم الذي يعترف بالبطريرك لويس ساكو، رئيساً للكنيسة المسيحية في البلاد. ورغم أن أزمة الكاردينال ساكو أخذت حيزاً كبيراً في الصحافة العالمية، إلا أن الرئيس العراقي واصل الإصرار على موقفه من دون الاكتراث للمواقف الرافضة، وخصوصاً الدينية. 

وقالت المحكمة الاتحادية، في بيان اليوم الخميس إنها "نظرت في الدعوى المتضمنة الطعن بصحة إجراءات سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم"، مبينة أنها "قررت رد دعوى المدعي الكاردينال ساكو لعدم وجود ما يخلّ بصحة إجراءات إصدار المرسوم الجمهوري، المنشور في جريدة الوقائع العراقية، الصادر عن المدعى عليه رئيس الجمهورية إضافة إلى وظيفته المتضمن سحب المرسوم الجمهوري لسنة 2013 الذي تقرر بموجب الفقرة (أولاً) منه تعيين البطريرك مار لويس روفائيل الأول، ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم ومتولياً على أوقافها".

وقرار المحكمة الاتحادية، وهي أعلى سلطة قضائية بالعراق، أنهى آمال ساكو بالعودة، فيما عدّ إعلام بطريركية الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، قرار المحكمة برد الدعوى "مسيَّساً".

وقال المكتب الإعلامي للبطريركية، في بيان، إن "قرار المحكمة الاتحادية بسحب المرسوم من البطريرك ساكو صحيح لعدم وجود أساس دستوري وقانوني لمنحه المرسوم. لا بأس، لكن لماذا سُحب من البطريرك ولم يُسحب من رجال دين آخرين أقل درجة منه، كيف يصح سحبه منه ولا يصح سحبه من الآخرين؟"، متسائلاً: "أليس هذا تسييساً؟".

وأكد أن "منح رجال الدين المسيحيين الكبار مرسوماً، تقليد عمره 14 قرناً (1400 عام)، ومضى على مرسوم البطريرك 10 أعوام، ما معنى أن الرئيس يقرر الآن إلغاء هذا التقليد العريق؟"، لافتاً إلى أن "القرار جاء بتوقيع خمسة قضاة من عدد 9 لصالح السحب، وأربعة لصالح عدم السحب. القرار يجب أن يكون بالأغلبية".

وتساءل: "هل يمكن في هذه الحالة أن نعدّ القضاء عنواناً للعدالة والمساواة؟"، مشدداً على أن "البطريرك لا يزال يعتبر سحب المرسوم منه قراراً ظالماً ومن دون مسوّغ، ولن يسكت عن المطالبة بحقه".

وتشهد قيادة الوضع المسيحي في العراق حالة من الصراع ما بين بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو، وقائد جماعة "بابليون" المسلحة، ريان الكلداني، حتى وصلت خلال الأشهر الماضية إلى تبادل التهم والبيانات عبر وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحافية، في مرحلة جديدة من الصراع على الوضع الديني والسياسي للمكون المسيحي، الذي لم يمرّ بحالة جيدة منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وهاجم ساكو، في وقت سابق، الكلداني، معتبراً أنه "لا يمثل المكون المسيحي"، واتهمه بالتورط في سرقة أملاك المسيحيين. وقال إنه لا يرضى لنفسه بمناظرة شخصية مثل ريان الكلداني، الذي سرق أملاك المسيحيين في بغداد ونينوى وسهل نينوى، ويحاول شراء رجال الدين المسيحيين بمساعدة امرأة وضعها بمنصب وزيرة، في إشارة إلى وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو التابعة لحركة "بابليون".

المساهمون