رداً على استفزازات مانيلا… حاملة طائرات صينية قبالة الفيليبين

01 يوليو 2024
سفينتان حربيتان صينيتان، تشينغاو 20 إبريل 2023 (فو تيان/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حاملة الطائرات الصينية "شاندونغ" رُصدت قبالة الفيليبين في بحر الصين الجنوبي، مما يُعتبر رسالة إلى مانيلا وواشنطن وسط توترات إقليمية، دون تعليق من وزارة الدفاع الصينية.
- الخبير العسكري تشانغ جون شي يفسر تواجد "شاندونغ" كجزء من التدريبات العسكرية واستعداد لرحلة بحرية بعيدة، مؤكدًا على أهمية التدريبات لردع استفزازات والدفاع عن السيادة الصينية.
- خفر السواحل الصيني، المعروف بـ"البحرية الثانية"، يُظهر توجه الصين نحو تعزيز إنفاذ القانون البحري واستراتيجية متماسكة في بحر الصين الجنوبي، الغني بالموارد.

قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية، مساء أمس الأحد، إنه تم رصد حاملة الطائرات الصينية "شاندونغ" قبالة الفيليبين في عملية وصفتها بأنها تحمل رسالة إلى مانيلا وواشنطن، ولفتت إلى أن السفينة شُوهدت وهي تبحر باتجاه الشمال الغربي على بعد حوالي 200 ميل بحري فقط من جزيرة لوزون الفيليبينية في بحر الصين الجنوبي، حسبما أظهرت صور أقمار صناعية نشرتها يوم الأربعاء الماضي شركة ميزار فيجن، وهي شركة تكنولوجيا واستخبارات صينية مقرها شانغهاي.

ولم تعلق وزارة الدفاع الصينية على الصور بعد، ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري الصيني، تشانغ جون شي، ترجيحه أن "يكون تواجد حاملة الطائرات هناك في إطار تدريبات ويمكن أن تأخذها أيضاً في رحلة بحرية بعيدة محتملة إلى غرب المحيط الهادئ وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة"، وأضاف أنه "من الطبيعي تماماً أن تجري حاملة الطائرات شاندونغ تدريبات في بحر الصين الجنوبي، لأنه من خلال التدريب فقط يمكن لها اكتساب قدرات قتالية. وستردع هذه التحركات الفيليبين، التي كانت تقوم باستفزازات، عن القيام بذلك حيث سيدافع الجيش الصيني بحزم عن السيادة الإقليمية للصين وحقوقها البحرية".

وقالت الصحيفة بأن المهمة الرئيسية لحاملة الطائرات شاندونغ على الأرجح ليست الفيليبين بل رحلة بحرية بعيدة تتجاوز سلسلة الجزر الأولى إلى غرب المحيط الهادئ، لأن الصين لا تحتاج إلى نشر حاملة طائرات بالنظر إلى حجم التوتر المستمر مع مانيلا. ونقلت عن خبير عسكري صيني آخر، طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن حاملة الطائرات شاندونغ أجرت تدريبات بحرية متعددة خارج سلسلة الجزر الأولى في العام الماضي، لذا فمن المرجح أن تجري تدريبات مماثلة هذا العام. وبالتالي من الطبيعي أن تجري تدريبات تحضيرية في بحر الصين الجنوبي قبل الإبحار إلى مياه أبعد.

وكثف جيش التحرير الشعبي الصيني مناوراته في بحر الصين الجنوبي في الأشهر الأخيرة. وفي الأسبوع الماضي تم رصد أربع سفن تابعة للبحرية الصينية، مدمرتان وفرقاطة وسفينة إمداد، بالقرب من جزيرة بالاوان جنوب غرب الفيليبين في بحر الصين الجنوبي.

وفي سياق متصل، سلطت وسائل إعلام صينية، اليوم الاثنين، الضوء على قدرات خفر السواحل الصيني، وقالت صحيفة جنوب الصين إن المواجهات البحرية المتكررة بين خفر السواحل الصيني والسفن الفيليبينية لفتت اهتماماً كبيراً إلى القدرة الهائلة لخفر السواحل الصيني في الامتداد الشاسع لبحر الصين الجنوبي. وأشارت إلى أن وجود خفر السواحل يمتد إلى ما هو أبعد من الممر المائي الاستراتيجي الغني بالموارد في جنوب شرق آسيا، إذ يقوم بدوريات على مساحة تبلغ حوالي 14500 كلم من الساحل وحوالي 1.16 مليون ميل مربع من الأراضي البحرية.

ويُشار إلى أنه تم تأسيس قوات خفر السواحل الصينية في عام 2013 تحت مسمى مجموعة التنسيق البحري، وتكونت في حينه من أربع هيئات إدارية بحرية في إطار إصلاح شامل لوكالة إنفاذ القانون البحري في الصين. وكانت الإدارة البحرية آنذاك غير فعّالة إلى حد كبير وفي حالة من الفوضى، وقد سمح توحيد هذه الهيئات لبكين بملاحقة استراتيجية أكثر تماسكاً لإنفاذ القانون البحري. وفي عام 2018، تم نقل خفر السواحل الصيني من إدارة الدولة للمحيطات المدنية إلى الشرطة المسلحة الشعبية، والتي تتبع اللجنة العسكرية المركزية الصينية. وبات يشار إليها اليوم باعتبارها "البحرية الثانية للصين"، وهي قوة شبه عسكرية، تتكون من عدة كتائب فرعية تنتشر في بحر الصين الشمالي والشرقي والجنوبي.