رئيس سابق لـ"الموساد": نتنياهو يوظف الجهاز لمصالحه الشخصية

15 ابريل 2021
هليفي دعا إلى توخي الحذر في تعاطيهم مع إدارة بايدن (رونين زفولون/فرانس برس)
+ الخط -

اتهم رئيس "الموساد" السابق إفرايم هليفي، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتوظيف الجهاز وعملياته لخدمة أهدافه السياسية الشخصية.

وقال هليفي، في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم الخميس، إنه لم يحدث أن أقدم قائد سياسي إسرائيلي على توظيف "الموساد" لحساباته الشخصية كما يفعل نتنياهو حاليا.

ولمّح إلى أن رئيس حكومة الاحتلال يصرّ على وصف اتفاقات التطبيع الأخيرة مع الإمارات والبحرين بأنها "اتفاقات سلام" لدواع سياسية داخلية؛ مشيرا إلى أن "إسرائيل لم تكن في حالة حرب مع أي من الدول الخليجية".

وأوضح أن اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين أدت إلى "ازدهار العلاقات مع هاتين الدولتين، مع أن هذه العلاقات كانت قائمة على المستوى السري"، وكشف عن أنه كمسؤول كبير في "الموساد" وكرئيس للجهاز زار مرات عديدة دولا في الخليج، وبحث معها سبل تطوير العلاقات.

واعتبر هليفي أن توظيف نتنياهو اتفاقات التطبيع على الصعيد الداخلي، "يضفي صدقية على ما قاله وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر يوما بأن إسرائيل تملك سياسة داخلية لا سياسة خارجية".

وفي ما يتعلق بمستقبل المواجهة مع إيران، لفت إلى أنه "من السابق لأوانه التعرف إلى توجهات إيران بشكل نهائي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في الصيف المقبل والتعرف إلى نتائجها"، مشيرا إلى أن وثيقة "التعاون المشترك" مع الصين ستترك آثارا أيضا على توجهات طهران إزاء العلاقة مع الولايات المتحدة، وعلى موقفها من مسألة العودة للاتفاق النووي الأصلي.

ودعا هليفي صنّاع القرار في تل أبيب إلى "توخي الحذر في تعاطيهم مع إدارة جو بايدن عندما يتعلق الأمر بكثير من الملفات، وتحديدا الملف النووي الإيراني، على اعتبار أن هذه الإدارة تتبنى مواقف مختلفة عن سابقتها".

اعتبر هليفي أن توظيف نتنياهو اتفاقات التطبيع على الصعيد الداخلي، "يضفي صدقية على ما قاله وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر يوما بأن إسرائيل تملك سياسة داخلية لا سياسة خارجية"

ودعا إلى عدم اتخاذ إسرائيل خطوات على صعيد العلاقة مع واشنطن مثل تلك التي اتخذتها في مواجهة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي وصلت إلى حد إقدام نتنياهو على تحدي أوباما عبر مخاطبة الكونغرس مباشرة والتحريض على اتفاق 2015.

وشدد رئيس "الموساد" السابق، على وجوب أن تأخذ إسرائيل اتفاق التعاون المشترك بين إيران والصين في حساباتها عند دراسة أي قرار يتعلق بطهران مستقبلا.

وفي ما يتعلق بمواجهة التهديد الذي تمثله حركة "حماس" على العمق الإسرائيلي، دعا هليفي مجددا صناع القرار في إسرائيل إلى الشروع في مفاوضات مع الحركة.

وحسب هليفي، فإن الحوار مع "حماس" سيمنح إسرائيل فرصة للتأثير على الواقع في غزة، فضلا عن أنه سيمكنها من الحصول على المعلومات التي تلزم لمواجهة الحركة مستقبلا، مشيرا إلى أن بعض جنرالات هيئة أركان الجيش باتوا يتبنون وجهة نظره.

وأبرز أن التفاوض مع "حماس" بات أمرا ضروريا، لأنها باتت "تمثل طرفا كبيرا في المعادلة عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، لا سيما في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في 2005".

ورأى المسؤول الإسرائيلي السابق أن تعمد إسرائيل حرمان "حماس" من أي إنجازات، جعل الحركة غير مستعدة لدفع أي ثمن مقابل الاعتراف الضمني بحكمها في قطاع غزة.

وتتجنب إسرائيل، وفق هليفي، خيار القضاء على حكم "حماس" في قطاع غزة، على اعتبار أن ذلك يعني أن تصبح إسرائيل مسؤولة عن إغاثة حوالي 2.5 مليون شخص يعيشون في القطاع.

واعتبر إجراء إسرائيل مفاوضات مع الحركة بشكل مباشر، وليس عبر طرف ثالث، أمرا حيويا، مشددا على أنه على الرغم من أن الحركة ترفض الاعتراف بوجود إسرائيل، إلا أن الوثيقة السياسية التي صدرت عنها قبل ثلاث سنوات تعترف بشكل مؤقت بدولة فلسطينية على حدود 1967، وهو ما يمثل اعترافا غير مباشر بإسرائيل، على حد تقدير هليفي.

وأشار إلى أن "حماس" حاليا تحصل على ما تريده من إسرائيل، دون أن تكون مضطرة للدفع مقابل ما تأخذه.

المساهمون