رئيس بلدية إسطنبول يعلن ترشحه مجدداً إلى الانتخابات البلدية

15 اغسطس 2023
تجري تركيا الانتخابات البلدية في 31 مارس/ آذار 2024 (مراد سيزر/رويترز)
+ الخط -

أعلن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى عن المعارضة أكرم إمام أوغلو، اليوم الثلاثاء، عزمه الترشح مجدداً لانتخابات البلدية في إسطنبول، وذلك خلال الانتخابات المحلية التي تترقبها تركيا العام المقبل.

وقال إمام أوغلو، في مؤتمر صحافي عقده بإسطنبول، إنه سيبدأ مشواره من أجل تقديم خدمات بشكل متساو لـ16 مليوناً هم سكان إسطنبول، و"للدفاع مجدداً عن المدينة".

وأكد أنه سينطلق كما حصل في العام 2019، مع رفاقه في حزب الشعب الجمهوري، وبدعم بقية الأحزاب من أجل الفوز مجدداً في إسطنبول وإنشاء تحالف لخدمة سكان المدينة في انتخابات 31 مارس/ آذار 2024.

يؤكد إعلان إمام أوغلو نيته الترشح للانتخابات البلدية مسألة فشله في تحقيق خرق مهم داخل حزب الشعب الجمهوري

وكانت الأوساط التركية تترقب من إمام أوغلو إعلاناً حول مشروع التغيير الذي بدأ قيادته منذ خسارة تحالف المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو/ أيار الماضي.

ودارت تكهنات بشأن سعي إمام أوغلو لتولي زعامة حزب الشعب الجمهوري، ولكنه اصطدم بتمسك زعيم الحزب المرشح الرئاسي السابق كمال كلجدار أوغلو بمنصبه، الذي أكد أنه سيقود سفينة التغيير في الحزب.

ويؤكد إعلان إمام أوغلو نيته الترشح للانتخابات البلدية مسألة فشله في تحقيق خرق مهم داخل حزب الشعب الجمهوري، خاصة أنّ الحزب أتم انتخابات المندوبين على مستوى الأحياء والمناطق، والتي ستستكمل في الولايات وصولاً إلى المؤتمر العام في الخريف المقبل.

مسؤولية تاريخية

وتحدث إمام أوغلو، في المؤتمر عن مرحلة ما بعد الانتخابات بالقول: "إن أكبر الجهود لتصفية المعارضة من قبل الحكومة ستكون من إسطنبول وكبريات المدن التركية، وأدعو المواطنين من أجل إعادة إحياء الديمقراطية مجدداً في الانتخابات المقبلة".

وأضاف: "أرى أنّ هناك مسؤولية تاريخية لرؤساء البلديات الكبرى، من يكسب تركيا يكسب إسطنبول، وهي كلمة مهمة، الفوز بإسطنبول هو نجاح سياسي كبير، وحل مشاكل إسطنبول يعني حل مشاكل تركيا، هناك مسألة الكثافة السكانية ومشاكل اللاجئين والازدحام والأمن".

وشدد إمام أوغلو على أنه "مرشح دائم للمهام وليس للكراسي، والمهام اليوم هي الوصول لإدارة جديدة لتركيا بمفهوم مختلف: ديمقراطية شجاعة، ومجتمع شجاع. وفق مفهومي لن يكون المسير وفق الحزب السياسي، بل الشباب والنساء هم رفاقي".

رئيس بلدية إسطنبول تحدث عن سعيه لتأسيس تحالف إسطنبول الجديد كما حصل بانتخابات العام 2019، مبيناً: "أقول لأصدقائي في حزب الشعب الجمهوري، لقد اعتذرت عن خسارة الانتخابات السابقة، وهذا لا يعني مواجهة أسباب الفشل".

وأكمل: "الموقف الذي طرح من المعارضة بعد الانتخابات لا يمكن فهمه، ليس هناك مجال لليأس، ويجب إزالة العوائق أمامنا، ومسألة التغيير بالحزب واحدة من مهامي المهمة، وما أهدف إليه هو الوصول إلى التغيير، ويجب على الحزب أن لا يخسر الانتخابات، ولا يجب امتداح الشعب الجمهوري باعتبار أنه الحزب الثاني في تركيا".

وبين أنّ حزب الشعب الجمهوري "مجبر على الفوز بالانتخابات المحلية المقبلة، وعليه يجب أن ينطلق الحزب في مساره، وأنتظر المقترحات في هذا السياق، والتغيير يكون عبر تحولات جذرية في الكوادر تشمل مواضيع عديدة وصولاً لاختيار زعيم الحزب، وسأواصل جهودي في التغيير كعضو في الحزب".

وعقب نتائج الانتخابات السابقة، عاشت المعارضة التركية إحباطاً كبيراً بعد تفاؤلها بالفوز، ونادى إمام أوغلو بالتغيير داخل حزب الشعب الجمهوري. وعقدت وستعقد عدة أحزاب مؤتمرات عامة وطارئة للتغيير والترتيبات، فيما تشهد أوساط المعارضة اتهامات متبادلة بين الفترة والأخرى لتحميل بعضها بعضا مسؤولية خسارة الانتخابات.

وينتظر أن تعلن زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر، في 26 أغسطس/ آب الجاري، خطة الحزب المقبلة للانتخابات، ودعا المتحدث باسم الحزب كورشاد زورلو لترقب هذه الكلمة، في ظل دعوات من حزب الحركة القومية للحزب الجيد بالانضمام للتحالف الجمهوري الحاكم.

وكثف حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، جهوده لخوص الانتخابات البلدية المقبلة في مارس/ آذار من العام المقبل، وحدد آليات عمل مستفيداً من الأخطاء السابقة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو/ أيار الماضي.

الحزب المعارض الذي يحكم حالياً 11 مدينة كبرى في تركيا ومدن أخرى على رأسها كبرى المدن وهي إسطنبول وأنقرة وإزمير وأضنة وغيرها، يسعى بكل قوة للحفاظ على حكم هذه المدن ويعوض بنفس الوقت خسارة تحالف المعارضة الذي قاده الحزب ورشح رئيسه كمال كلجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية، في الانتخابات العامة السابقة.

وكانت المعارضة قد حققت فوزاً نادراً بانتخابات العام 2019 البلدية عقب فوزها بأكبر المدن التركية وهي إسطنبول وأنقرة وإزمير، فيما تلقى حزب العدالة والتنمية الحاكم أولى خسائره في تلك الانتخابات منذ سيطرته على مقاليد الحكم بالبلاد في العام 2002.

المساهمون