رئيس الوزراء البريطاني يقدّم 5 وعود في أول خطاب هذا العام

04 يناير 2023
دعا سوناك الناخبين لبناء أحكامهم على فترة ولايته انطلاقاً من تلك الوعود (Getty)
+ الخط -

في أول خطاب له هذا العام، أطلق رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، خمسة وعود، داعياً الناخبين لبناء أحكامهم على فترة ولايته، انطلاقاً من تلك الوعود، ومن قدرته على الوفاء بها.

ويأتي خطاب سوناك في الوقت الذي يرزح فيه الملايين تحت وطأة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الطاقة وتردّي الخدمات العامة، ولا سيما القطاع الصحي وقطاع النقل العام والإضرابات المرتبطة بهما.

وكان خفض التضخّم إلى النصف على رأس تلك الوعود "لتخفيف تكاليف المعيشة ومنح الناس الأمن المالي"، بحسب ما جاء في الخطاب.

ومع أن المعاناة اليومية للمواطن البريطاني مرتبطة مباشرةً بالتضخم وبآثاره الخطيرة على كل القطاعات الحيوية، إلا أن مطالبة ملايين البريطانيين بتحمّل الجوع والمرض والبرد والفقر لسنة إضافية، يبدو مطلباً تعجيزياً اليوم، وسط حالة العجز وانعدام اليقين التي تعيشها المملكة المتحدة.

وما زال سوناك متمسكاً منذ اليوم الأول للسباق إلى الزعامة برؤيته الاقتصادية التي تقضي بالتعامل مع التضخّم أولاً وبالسيطرة عليه قبل الالتفات إلى تخفيض الضرائب ورفع الأجور، وهو الأمر الذي يتركّز عليه أيضاً "الصراع" الحالي بين النقابات العمالية والحكومة.

أما الوعد الثاني، فجاء اقتصادياً أيضاً، حيث وعد سوناك بتنمية الاقتصاد، وبخلق فرص عمل ذات أجور أفضل والمزيد من الفرص في جميع أنحاء البلاد. يُذكر أن المملكة المتحدة هي الوحيدة بين مجموعة الدول السبع التي لم يستعد اقتصادها بعد حجمه الذي كان قبل الوباء.

كذلك وعد رئيس الحكومة بتخفيض الديون الوطنية حتى "نتمكن من تأمين مستقبل الخدمات العامة". أما الوعد الرابع، فجاء استجابة لوضع متأزم وخطير جداً تعيشه خدمة الصحة الوطنية NHS، فأكّد سوناك نيّته العمل على تخفيض قوائم الانتظار، بحيث "يحصل المواطنون على الرعاية التي يحتاجون إليها بسرعة أكبر".

ويأتي هذا الوعد أيضاً وسط ساعات طويلة وأيام وأحياناً أسابيع ينتظرها المرضى والمحتاجون للرعاية الطبية قبل أن يتمكّنوا من الحصول على موعد مع طبيب مختص، ويأتي أيضاً بالتزامن مع أوسع إضراب تخوضه الممرّضات منذ تأسيس خدمة الصحة الوطنية قبل أكثر من مئة عام.

ولم يشأ سوناك أن ينهي قائمة الوعود تلك دون التطرّق إلى قضية الهجرة والمهاجرين، مستخدماً كلمات لا تليق بمعاناة مئات الآلاف ممن دفعهم القتل والدمار والتعذيب والحروب إلى الهرب من بلدانهم، طلباً للحماية الإنسانية. إذ وعد سوناك بإصدار قوانين جديدة لوقف عبور القوارب الصغيرة، مخاطباً طالبي اللجوء: "لو أتيتم إلى هذا البلد بشكل غير قانوني، فسيجري احتجازكم ومن ثم إبعادكم بسرعة".

وأشار سوناك في ختام خطابه إلى أن "أولويات الناس هي أولويات الحكومة"، مؤكداً عزمه على "إعادة بناء الثقة في السياسة". ورغم هذا، يبدو أن حجم الانفصال عن الواقع أكبر بكثير من قدرة "حزب المحافظين" على الصمود في الزعامة حتى الانتخابات العامة المقبلة المقررة بعد عامين على أبعد تقدير.

المساهمون