استمع إلى الملخص
- البيان الرسمي العراقي أكد على سيادة العراق دون التطرق للحشد الشعبي، بينما اعتبر بعض السياسيين العراقيين تصريحات خامنئي إهانة للحكومة العراقية وتدخلاً في شؤونها.
- يرى المحللون أن تصريحات خامنئي تُظهر إصرار إيران على المواجهة في العراق، مما قد يجعله ساحة صراع بين طهران وواشنطن، مع رفض بعض العراقيين لتدخل خامنئي.
أثارت تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس الأربعاء، خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في طهران، ردود فعل سياسية واسعة في العراق تخوفاً من أن تكون بمثابة إشارة إلى الفصائل المسلحة الموالية لإيران لاستئناف هجماتها على القواعد والمصالح الأميركية في البلاد.
ووفقاً لبيان صدر عن المكتب الإعلامي للمرشد الإيراني، فقد أكد الأخير ضرورة إخراج القوات الأميركية من الأراضي العراقية، مشدداً على أن حضورها "غير شرعي" ويتعارض مع مصالح العراق وشعبه، وأضاف خامنئي أن "ثمة شواهد ومؤشرات تدل على محاولة الأميركيين تثبيت وتوسيع حضورهم في العراق ويجب الوقوف بجدية أمام هذا الاحتلال"، مشدداً على أن "الحشد الشعبي يمثل أحد المكونات المهمة للقوة في العراق، ويجب بذل مزيد من الاهتمام للحفاظ عليه وتعزيزه"، كما دعا خامنئي إلى "التصدّي لهذا الاحتلال بجدّية".
الأدلة والشواهد تؤكد أن الأمريكيين يسعون إلى تثبيت وتعزيز وجودهم في العراق، لذا يجب التصدي لهذا الاحتلال بجدية.
— الإمام الخامنئي (@ar_khamenei) January 8, 2025
وجاءت تصريحات خامنئي مخالفة للبيان الرسمي العراقي الذي صدر من مكتب رئيس الوزراء، والذي جاء فيه أن السوداني أكد لخامنئي أن "الحكومة (العراقية) تتحرك انطلاقاً من مصالح العراق العليا، وبما يضمن الحفاظ على السيادة"، ولم يتطرق البيان العراقي إلى ملف "الحشد الشعبي"، لكن الجانب الإيراني، من خلال مكتب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تطرق إلى أن اللقاء مع السوداني أكد دور "الشعب والحشد الشعبي في الوحدة والانسجام الوطني".
وأثارت تصريحات خامنئي مخاوف من إمكانية أن تحرك دعوته الجديدة، حول "التصدي" لما اعتبره "الاحتلال الأميركي" في العراق، الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وقال الباحث بالشأن السياسي العراقي سلام الجاف إن التصريحات الجديدة للمرشد الإيراني "قد تكون بمثابة تكليف شرعي للفصائل العراقية الموالية لإيران لاستئناف الهجمات على المصالح الأميركية". وأضاف الجاف لـ"العربي الجديد" أن التصريحات تعتبر "تصعيداً إيرانياً قد يسبب حرجاً كبيراً للعراق وحكومته أمام الولايات المتحدة، وتستدعي العمل على منع عودة هجمات الفصائل، التي يتعامل بعضها مع مواقف وتصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي باعتبارها تكليفات شرعية".
من جهته، اعتبر النائب والسياسي العراقي ظافر العاني أن تصريحات المرشد الإيراني هي "إهانة للحكومة العراقية". وأضاف في منشور على حسابه في منصة إكس: "تصريحات خامنئي بالأمس بأن العراق تحت الاحتلال الأميركي وأنه تجب مقاومته هي إهانة للحكومة العراقية التي لديها اتفاقيات رسمية مع الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "تزامن التصريحات مع زيارة رئيس الوزراء محمد شياع الى طهران الغرض منها إشعار المجتمع الدولي بوجود وصاية ايرانية على العراق".
تصريحات خامنئي بالأمس على ان العراق تحت الاحتلال الامريكي وانه يجب مقاومته هو إهانة للحكومة العراقية التي لديها اتفاقيات رسمية مع الولايات المتحدة ،أما تزامن التصريحات مع زيارة رئيس الوزراء محمد شياع الى طهران فالغرض منها إشعار المجتمع الدولي بوجود وصاية ايرانية على العراق .
— ظافر العاني (@DhaferAlani) January 9, 2025
فيما أشار الباحث المختص بالشأن الإيراني فراس إلياس إلى أن "المتتبع المواقفَ الصادرة عن المرشد الإيراني علي خامنئي، على هامش زيارة السوداني إلى طهران، يجد أن إيران ليست بوارد التراجع في العراق، بل أظهرت إصراراً واضحاً على المواجهة"، واعتبر في منشور على منصة إكس أن ذلك "هو ما سيجعل العراق جبهة المواجهة الرئيسية بين طهران وواشنطن في المرحلة القادمة".
المتتبع للمواقف الصادرة عن المرشد الإيراني (علي خامنئي) على هامش زيارة السوداني إلى طهران، يجد بأن إيران ليست بوارد التراجع في العراق، بل أظهرت إصرار واضح على المواجهة، وهو ما سيجعل العراق جبهة المواجهة الرئيسية بين طهران وواشنطن في المرحلة القادمة.
— فراس إلياس (@FirasEliasM) January 8, 2025
وعلق الكاتب والإعلامي العراقي أحمد خضر على حديث خامنئي بالقول: "مثل ما نرفض تدخل السفراء أو قادة الدول بالشأن العراقي، فإننا نرفض تدخل خامنئي أيضا فنحن نتعامل مع الجميع بمعيار واحد ولا نميز جهة على حساب جهة اخرى"، وأضاف على منصة إكس: "دينك وعقيدتك شأن خاص بك، أما العراق فهو شأن عام يخصنا جميعاً كوننا عراقيين، فلا تحاول أن تسقط شأنك الخاص على الشأن العام وتتعامل معه كواحد".
مثلما نرفض تدخل السفراء او قادة الدول بالشأن العراقي فاننا نرفض تدخل خامنائي ايضا فنحن نتعامل مع الجميع بمعيار واحد وﻻ نميز جهة على حساب جهة اخرى .. دينك وعقيدتك شأن خاص بك اما العراق فهو شأن عام يخصنا جميعا كعراقيين فلا تحاول ان تسقّط شنك الخاص على الشأن العام وتتعامل معه كواحد
— احمد خضر (@ahmed62923559) January 8, 2025