أكد عدد من حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الأربعاء، دعمهم لجهود حماية الملاحة في البحر الأحمر بعد هجمات شنتها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، في حين قال بعضهم إنهم لن ينضموا إلى التحالف البحري الذي أعلنت واشنطن تشكيله لهذه المهمة.
وزاد الرد من حيرة شركات الشحن التي غير بعضها مسار السفن بعيداً عن المنطقة بعد الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، قد أعلن أمس الثلاثاء، خططاً لتشكيل تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر يسمى "عملية حارس الازدهار".
وقال أوستن خلال جولة له عبر المنطقة: إن "العمليات ستنضم لها بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا".
ورداً على هذه الإجراءات، قال كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، في حديث مع وكالة رويترز، أمس الثلاثاء، إنّ الجماعة "لن تغير موقفها من الصراع في غزة بسبب تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر".
وأضاف أنّ التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة "لا داعي له أساساً"، وأن المياه المحاذية لليمن آمنة للجميع باستثناء السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى إسرائيل، بسبب "الحرب العدوانية الظالمة على فلسطين والحصار على قطاع غزة".
المواقف الدولية من التحالف الدولي ضد جماعة الحوثي
وقالت وزارة الدفاع الفرنسية: إنها "تدعم الجهود الرامية إلى تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر والمنطقة المحيطة به، وإنها تعمل بالفعل في المنطقة، لكنها أكدت أن سفنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية ولم تذكر ما إذا كانت ستنشر قوات بحرية أخرى".
ولفرنسا قاعدة بحرية في الإمارات و1500 جندي في جيبوتي، وتتواجد فرقاطتها "لانغدوك" حاليا في البحر الأحمر.
بدورها، أكدت وزارة الدفاع الإيطالية أنها سترسل الفرقاطة البحرية "فيرجينيو فاسان" إلى البحر الأحمر لحماية مصالحها استجابة لطلبات محددة قدمها أصحاب سفن إيطاليون، مضيفة أن هذا التوجه يأتي في إطار عملياتها الحالية وليس جزءا من عملية حارس الازدهار.
في حين قالت وزارة الدفاع الإسبانية إنها لن تشارك إلا في مهام يقودها حلف شمال الأطلسي أو عمليات ينسقها الاتحاد الأوروبي، مؤكدة عدم مشاركتها من جانب واحد في عملية البحر الأحمر.
من جهتها، أكدت بريطانيا أن المدمرة "دايموند" ستنضم إلى عملية حارس الازدهار، حيث لفتت وزارة الدفاع البريطانية إلى إن "التحالف سيعمل كجزء من القوات البحرية المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة".
أما في موسكو فقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنّ روسيا لا تشارك في العملية التي أطلقتها الولايات المتحدة في مسعى لضمان الأمن في البحر الأحمر.
وقالت هولندا إنها سترسل ضابطين، بينما أكدت النرويج أنها سترسل عشرة ضباط بحرية إلى البحرين التي تستضيف مقر قيادة القوات البحرية المشتركة.
في السياق الخليجي، كشفت وكالة بلومبيرغ في تقرير لها، أول من أمس الاثنين، أنّ الخلاف بين الإمارات والسعودية حول شكل الرد على هجمات الحوثيين يعيق الجهود الأميركية الساعية لإنهاء هذه الهجمات.
ففي حين تضغط الإمارات من أجل القيام بعمل عسكري تجاه الحوثيين، تدعم السعودية نهجاً أكثر وسطية، خوفاً من أنّ أي عمل عسكري كبير سيؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء أي فرصة لوقف إطلاق نار دائم في اليمن.
و أعلنت جماعة الحوثي في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استهداف إسرائيل للمرة الأولى بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات، أعقب ذلك الكشف عن عمليات أخرى.
واستولت الجماعة، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، وجرى اقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامناً مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع. وجاءت هذه الواقعة ضمن سلسلة من الهجمات استهدفت بها جماعة الحوثي المتمركزة في شمال اليمن سفناً تقول إنها مملوكة لإسرائيل أو متجهة إليها.
(رويترز، العربي الجديد)