فمع انشغال المعارضة بمعاركها، التي تخوضها للقضاء على آخر وجود لقوات النظام في ريف إدلب، ومع تحضيرها لعملية عسكرية في حلب، يعمد "داعش" إلى زيادة عدد مقاتليه على جبهات القتال، ليجبر المعارضة على جلب التعزيزات نحو خطوط الاشتباك، وكأنه يخفف من الضغط عن النظام.
اقرأ أيضاً: 10 قتلى مدنيين في قصف للنظام السوري على ريف حلب
وأكّد مصدر في قيادة "الجبهة الشامية"، التي ما زالت تتواجد في ريف حلب الشمالي بعد انسحاب تشكيلات منها أخيراً، لـ"العربي الجديد، أنّ قوات الجبهة تراقب عن كثب قيام "داعش" بجلب تعزيزات بشكل يومي إلى بلدات إحتيملات ودابق وارشاف التي تسطير عليها في ريف حلب الشمالي، إلى الشرق مباشرة من مدينة مارع، أكبر المدن التي تسيطر عليها المعارضة.
وأوضح المصدر أنّ المعارضة رصدت قيام "داعش" بنقل كميات كبيرة من ذخائر الأسلحة المتوسطة والثقيلة من آليات ومدافع ومدرّعات، إلى المنطقة على طول خط الاشتباك، مع قيامه بتبديل عناصره المتطوعين من أبناء المناطق، التي يسيطر عليها، بعناصر من "المهاجرين" متعددي الجنسيات.
ودفعت تلك التعزيزات بالمعارضة إلى القيام بعمليات قصف استباقية لمناطق سيطرة "داعش" على طول خط الاشتباك، إذ أوضح عضو المكتب الإعلامي في "الجبهة الشامية"، محمد الحريتاني، لـ"العربي الجديد"، أنّ المعارضة المتمركزة قرب مدينة مارع، قامت في الأيام الأخيرة بقصف نقاط تمركز "داعش" شرق مدينة مارع بقذائف المدفعية والدبابات، بهدف منعه من تمركز عناصر جديدة، إلاّ أنّها لم تنجح في ذلك، واستطاع التنظيم حشد مزيد من قواته في المنطقة.
وقد دفع ذلك طيران التحالف الدولي، إلى شنّ غارات جديدة على نقاط تمركز "داعش" في محيط بلدة صرين. ولفت الناشط، عبد الغني حاميش، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الطيران شنّ ثلاث غارات على الأقل فجر أمس على هذه النقاط. ويسعى "داعش" إلى التقدم في ريف حلب الشمالي منذ أشهر، من دون تحقيق أي تقدم يذكر منذ سيطرته على بلدات أخترين واحتيملات ودابق وارشاف في بداية شهر أغسطس/آب الماضي. لكن التنظيم لا يزال يحاول دخول مدينة مارع التي اضطر إلى الانسحاب منها قبل أكثر من عام، تحت ضربات المعارضة السورية، لينطلق منها في هجماته على مدينتي تل رفعت وأعزاز، اللتين تُعَدّان الأكبر في ريف حلب الشمالي، واللتين تشكّلان أكبر مراكز سيطرة المعارضة في المنطقة.
اقرأ أيضاً: فصائل معارضة تشكّل غرفة عمليات جديدة لـ"فتح حلب"