"داعش" يتحضر لمعركة في دير الزور

01 ابريل 2015
"داعش" قام بحملة اعتقالات بعد العمليات ضده (فرانس برس)
+ الخط -

تعرّض تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في دير الزور وريفها، خلال الربع الأول من العام الحالي، لمجموعة من العمليات التي استهدفت العشرات من عناصره، ما أدى إلى مقتلهم، إما بعمليات قنص فردية أو عبوات متفجرة، وفي بعض الحالات كان الاستهداف يتم من خلال اشتباكات مع حواجز التنظيم ومقراته. وكانت هذه العمليات تُنسب لمجهولين، وحتى إن البعض كان يتحدث عن خلايا للنظام السوري تعمل في مناطق سيطرة "داعش".

ويكشف منسّقون في حملة "دير الزور تحت النار" لـ"العربي الجديد"، أنّ مدينة البوكمال شهدت خلال الشهر الأول من هذا العام، عدة عمليات نوعية ضد عناصر التنظيم، كان أبرزها استهداف سيارتين لدوريات "الحسبة"، ما أدى إلى مقتل مجموعة من عناصر "داعش"، كان بينهم مقاتلون من جنسيات عربية (عراقية وتونسية). ولم يتمكن التنظيم من معرفة أي تفاصيل عن هوية المنفذين.

كما شهدت مدينة العشارة وبعض البلدات في ريف دير الزور، ومنها الجلاء، بقرص، البوليل، صبيخان، والقورية، وغيرها من القرى، عمليات مسلّحة لمجموعات أخرى ضد التنظيم، خلال الشهر الثاني من العام الحالي، وتم خلالها استهداف دوريات للتنظيم وقَتل عدد من عناصره بعد خطفهم ورميهم في الحدائق العامة، لإيصال رسالة للتنظيم بأنه ليس بمأمن من تلك العمليات.

أما مدينة الميادين فقد تصدرّت المشهد بعمليات عسكرية متنوعة ضد "داعش" خلال شهر مارس/آذار الحالي، إذ تم الهجوم على عدد من مراكز التنظيم في المدينة، وكان أهمها "المحكمة الشرعية"، كما تمت مهاجمة عدد من الحواجز ومنها حاجزا الجسر ودوّار الطيبة، وغيرها من النقاط في مدن وبلدات ريف دير الزور، وسقط خلال تلك العمليات عشرات القتلى والجرحى من عناصر التنظيم.

اقرأ أيضاً: "داعش" والنظام السوري: حرب على طرق الإمداد بدير الزور

ولم يتمكن "داعش" من تحديد هوية تلك المجموعات التي بثّت الرعب بين عناصره، ولكنه اكتفى بشن حملة دهم واعتقالات واسعة في تلك المناطق عقب كل عملية ضده، بحجة أن من تم اعتقالهم هم خلايا معادية للتنظيم ومتعاونون إما مع الجيش السوري الحر و"جبهة النصرة"، أو مع النظام السوري.

ويقول تيم العلي، أحد منسّقي الحملة، إنه "بعد كل تلك العمليات العسكرية في عقر دار التنظيم والتي استهدفت مقراته، بات داعش على دراية أن هناك عملاً عسكرياً يتم الترتيب له في المنطقة ولكن بشكل أوسع، وخصوصاً بعد ورود أنباء كثيرة عن وصول مجموعات من "جيش الشرقية" المتمركز في القلمون، وانتشار تلك المجموعات وتمركزها في ريف دير الزور كخلايا نائمة إلى أن يتم الإشعار لها ببدء العمل".

وكان من بين المخاطر التي تحسّسها التنظيم، إمكانية حصول عمل عسكري للنظام في البادية الجنوبية لدير الزور، وخصوصاً بعد تمكّن النظام ومليشياته خلال الشهر الماضي، من التوغل في عمق مناطق سيطرة "داعش"، وصولاً الى حقل "الكم T2 " النفطي الواقع جنوب مدينة البوكمال الذي يسيطر عليه التنظيم، حيث جرت عملية في ظروف غامضة ومباغتة، تمكّن خلالها النظام من اقتحام الحقل النفطي وقتل جميع عناصر التنظيم الموجودين فيه ومن ثم الانسحاب منه.

ويؤكد منسّقون في حملة "دير الزور تحت النار" أن التنظيم بدأ ومنذ بداية الشهر الحالي، بالعمل على رفع تحصينات على مشارف مدن وبلدات دير الزور وريفها، وقد بدأها برفع ساتر ترابي كبير على أطراف مدينة البوكمال من الجهة الجنوبية للمدينة، بدايته من الحدود العراقية ويمتد حول المدينة إلى الجهة الجنوبية الغربية. ومن ثم رفع ساتراً ترابياً كبيراً من جهة البادية الجنوبية أيضاً، على أطراف بلدة المجاودة وصولاً إلى بلدة الصالحية، كما قام برفع ساتر ترابي على أطراف مدينة الميادين ومحيطها في البادية من الجهة الجنوبية للمدينة.

وبهذا يكون التنظيم قد شكّل سوراً ترابياً من الجهة الجنوبية لريف دير الزور الشرقي (خط الشامية)، وهي الجهة المتوقع أن ينطلق من خلالها العمل العسكري المرتقب، بالإضافة لحفر وتجهيز عشرات الخنادق وبناء التحصينات الكثيرة، لتكون نقاط ارتكاز لعناصر "داعش" على السور الترابي.

ولم يكتفِ التنظيم ببناء السور الترابي، بل أنشأ العديد من الخطوط الدفاعية المتتالية كالخنادق والتحصينات، في عمق البادية الجنوبية لريف دير الزور الشرقي.

وتأتي هذه الإجراءات، على خلفية معركة متوقّعة، لن تكون سهلة على التنظيم، خصوصاً أن غالبية الأهالي في دير الزور وريفها معارضون له.