مصادر لـ"العربي الجديد": مباحثات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني لا تزال خلافاتها عميقة رغم تقدّمها
كشفت مصادر مطلعة مواكبة لمباحثات فيينا بشأن تنفيذ الاتفاق النووي لـ"العربي الجديد"، عن أنه "رغم التقدم الذي حصل خلال الأيام الماضية منذ السبت، لكن إحياء الاتفاق النووي ما زال يواجه عقبات أساسية".
وأضافت هذه المصادر أن المباحثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة كادت أن تنفجر نهاية الأسبوع الماضي، وواجهت "مأزقاً"، قبل أن تتدخل الأطراف الأخرى وعلى وجه التحديد الجانب الروسي لإقناع إيران بالاستمرار في المفاوضات.
وأشارت المصادر التي فضلت عدم تحديد هويتها، لـ"العربي الجديد" إلى أنه "لا استعداد أميركيا بعد للتجاوب مع مطلب طهران بشأن رفع جميع العقوبات"، كاشفة عن أن الولايات المتحدة اقترحت على إيران عبر أطراف الاتفاق النووي "إعفاءات لتصدير النفط والإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة" في الخارج بسبب العقوبات التي فرضت عليها.
وأوضحت أن الولايات المتحدة ومعها الدول الأوروبية الثلاث الشريكة في الاتفاق النووي، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تدفع باتجاه إبرام "اتفاق مؤقت" على أساس تلك المقترحات، لافتة إلى أن الوفد الإيراني يرفض هذا التوجه مع التمسك بالموقف من تنفيذ الطرفين بالكامل للاتفاق النووي.
وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد" أنه "بعد احتدام الخلافات اتفقت الأطراف على صياغة مسودة بشأن النقاط المشتركة مع ترحيل النقاط الخلافية إلى المراحل المقبلة من المباحثات"، مشيرة إلى أنها، بشأن رفع العقوبات، "لم تحرز تقدما كبيرا وذلك لوجود خلافات عميقة بين الطرفين حول طبيعة العقوبات التي يجب أن تلغى".
وبيّنت أن الولايات المتحدة أبلغت إيران استعدادها لرفع العقوبات التي لا تنسجم مع الاتفاق النووي، "لكن هذا الموقف أيضا يخضع عند مناقشة التفاصيل لتفسيرات ترفضها طهران"، مشيرة إلى أن هذا الموقف الأميركي لا يشمل العقوبات الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على إيران، وهي غير تلك العقوبات التي رُفعت عنها وأعاد ترامب فرضها.
وقالت المصادر ذاتها، إن "هناك تداخلا عميقا بين العقوبات" التي فرضت على إيران، "فهناك عقوبات فُرضت عليها بسبب البرنامج النووي لكنها فُرضت مرة أخرى تحت عنوان مكافحة الإرهاب وعناوين أخرى"، مشيرة إلى أن "إلغاءها بالكامل يتسم بتعقيدات فنية وسياسية في الداخل الأميركي ويعرّض إدارة الرئيس بايدن لإحراج داخلي كبير".
وتوقعت المصادر أن يعود رؤساء الوفود إلى بلدانهم اليوم أو غدا الأربعاء بعد مباحثات الثلاثاء للتشاور، مؤكدة أن أطراف الاتفاق النووي تسعى إلى عودة الوفود "بعد تسجيل اختراق مهم اليوم لكن لا شيء مضمونا حتى اللحظة، وإذا أصرّ الطرفان على التمسك بالكامل بمواقفهما فالمأزق سيكون سيد الموقف".
ومن المقرر أن تلتئم اللجنة المشتركة لأطراف الاتفاق النووي في تمام الساعة الثانية بتوقيت فيينا على مستوى نواب وزراء الخارجية، في ضوء ارتفاع منسوب التفاؤل لدى هذه الأطراف التي عبرت عنها في تصريحات مختلفة. وسيكون الاجتماع حضوريا برئاسة المدير السياسي للاتحاد الأوروبي أنريكه مورا، وبمشاركة المديرين السياسيين ومساعدي وزراء الخارجية للدول الأعضاء بالاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
والاجتماع هو الجولة الرابعة لمفاوضات اللجنة المشتركة على هذا المستوى، وسيبحث فيه المجتمعون نتائج المباحثات المكثفة التي أجريت خلال الأيام الماضية على مستوى الخبراء، فضلا عن لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف للاتفاق النووي مع كل من الوفدين الإيراني والأميركي على حد سواء.