ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، اليوم الخميس، أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، طلب من المؤسسة العسكرية إعداد "خطة عملياتية" لمواجهة التهديد النووي الإيراني، في ما قد تكون محاولة لممارسة ضغوط نفسية على طهران والإدارة الأميركية الجديدة في واشنطن.
وفي تقرير أعدّه معلقها العسكري يوآف ليمور، أشارت الصحيفة المقربة من ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى أن توجيهات كوخافي هذه جاءت في أعقاب ما وصفته بـ"تجاوزات" إيران المتكررة لما التزمته في الاتفاق الذي وقعته مع القوى العظمى في 2015، وتحسباً لإمكانية عودة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى الاتفاق النووي.
وزعمت الصحيفة أن جيش الاحتلال يعكف حالياً على إعداد ثلاث خطط جديدة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، تهدف إلى منح إسرائيل القدرة على استخدام خيار عسكري لمواجهته يتطلب تجنيد مليارات الشواكل من خارج إطار موازنة الجيش السنوية.
وأضافت الصحيفة أن الخطط "العملياتية" ستنجز قريباً، وستقدم إلى المستوى السياسي لمناقشتها وإقرارها، وضمن ذلك منح الجيش موازنة إضافية لتمكينه من تنفيذها، مشيرة إلى أن الخطوات التي أقدمت عليها طهران أخيراً بشأن برنامجها النووي، وضمن ذلك زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم، ستمكّنها من تقصير المدة اللازمة لإنتاج السلاح النووي إذا قررت قيادتها السياسية ذلك.
وبخلاف التقديرات السابقة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" التي قدرت أن إيران ستتمكن من انتاج أول قنبلة نووية في غضون عامين بعد أن تقرر قيادتها ذلك، فإن ليمور ينقل عن أوساط التقدير الاستراتيجي في تل أبيب قولها إنه يرجح أن تتمكن إيران من إنتاج سلاح نووي في غضون عام بعد اتخاذ قرار سياسي بهذا الخصوص.
ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس قوله: "حققت إيران تقدماً في الأعوام الماضية في مجال البحث والتطوير النووي، وحصلت على كميات من المادة المخصبة (اليورانيوم)، ولديها قدرات هجومية، فضلاً عن أن نظامها السياسي معني بالحصول على سلاح نووي".
وأردف غانتس قائلاً: "من الواضح أن إسرائيل مطالبة بتأمين خيار عسكري (في مواجهة النووي الإيراني)، وهذا يلزمنا بتوفير الموارد والاستثمار اللازم، وأنا أعمل من أجل توفير ذلك"، على حدّ تعبيره.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن إيران تمكنت من إنتاج ثلاثة أطنان من اليورانيوم المخصب بمستوى منخفض، بخلاف التزاماتها، فضلاً عن تزويدها منشآتها النووي بأجهزة طرد مركزي متطورة، إلى جانب شروعها في زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20%، وتهدد بخطوات إضافية في هذا الاتجاه.
وبحسب أوساط رسمية اقتبستها الصحيفة، فإن إيران معنية بالحصول على "مكتسبات" عشية المفاوضات التي يمكن أن تجريها مستقبلاً مع إدارة بايدن، مشيرة إلى أن صنّاع القرار في تل أبيب يرون أن العودة إلى الاتفاق الأصلي خطأ، وأنه يجب إجراء الاتصالات مع هذه الإدارة لثنيها عن هذا التوجه لإقناعها بالتوصل إلى اتفاق "محسن".
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو معنيّ بتعيين مفوض لإدارة الجهود الهادفة إلى إقناع إدارة بايدن بعدم العودة إلى الاتفاق مع إيران، وأن رئيس الموساد يوسي كوهين هو المرشح المفضل لتولي هذا المنصب، ولا سيما بعدما يترك مهام منصبه الحالي في يونيو/ حزيران المقبل.
وأبرز ليمور حقيقة أن شروط إسرائيل لتحسين الاتفاق تشمل زيادة مدة التفتيش على المنشآت النووية، فرض قيود على مجال البحث والتطوير النووي، وتقييد قدرتها على تطوير الصواريخ وإنتاجها، إلى جانب لجم حضورها الإقليمي.
ويشار إلى أن رئيس جهاز الموساد السابق، مئير دغان، كشف قبل موته عن أنه أحبط بالتعاون مع رئيس الأركان الأسبق غابي أشكينازي، مخططاً لنتنياهو بتنفيذ ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية في 2012.
في سياق متصل، نفت أوساط رسمية في تل أبيب تصريحات مسؤول استخباري أميركي أمس الأربعاء، بأن تكون الغارات التي نفذتها إسرائيل في العمق السوري الليلة قبل الماضية قد طاولت أهدافاً مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
ونقلت قناة "كان" الرسمية وصحيفة "هآرتس" اليوم عن المصادر تأكيدها أن الغارات على منطقة دير الزور، شمال شرقيّ سورية، هدفت إلى إحباط تحركات إيرانية تهدف إلى التمركز عسكرياً على طول الحدود السورية العراقية.