خطاب بايدن عن السياسة الخارجية يثير مخاوف إسرائيلية

07 فبراير 2021
بايدن ذكر إسرائيل بشكل ثانوي في خطابه(Getty)
+ الخط -

رغم التزام القيادة الإسرائيلية الصمت إزاء ما ورد في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي جو بايدن قبل ثلاثة أيام، وتعرّض فيه لاتجاهات السياسة الخارجية في عهد الإدارة الجديدة، إلا أن معلقي الصحف اليمينية التي تؤيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عبّروا عن خيبة أمل واضحة مما ورد في هذا الخطاب.
وقد كان أهم ما أثار حفيظة هؤلاء المعلقين من خطاب بادين، ما عدوه مؤشراً على نيته العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، فضلاً عمّا انطوى عليه من قرارات ستجمد مسار عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
وقد وصف أبراهام بن تسفي، المتخصص في العلاقات الإسرائيلية الأميركية "عقيدة السياسة الخارجية" التي عبّر عنها بايدن في خطابه الأخير، بـ"ثورة في كل ما يتعلق بالأهداف وسلم الأولويات".

وفي مقال نشرته اليوم صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، والمقربة من ديوان نتنياهو، حذّر بن تسفي من أن الانقلاب الذي يقوده بايدن على السياسة الخارجية الأميركية سيفضي إلى وقف مسار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وسيحول دون توسعه.
وأشار إلى أن قراره القاضي بوقف بيع السلاح والمساعدات العسكرية للسعودية في حربها في اليمن سيقلص من دافعية الرياض لدعم مسار التطبيع وأن تصبح شريكاً مستقبلاً، محذراً من أن الأمر ينطبق أيضاً على الإمارات، التي وقّعت بالفعل على تطبيع العلاقات.
وأعاد إلى الأذهان حقيقة أن إدارة دونالد ترامب السابقة وظفت مبيعات السلاح المتطور إلى الدول الخليجية لتشجيعها على خوض مسار "السلام الإقليمي" (التطبيع)، مشيراً إلى أن موافقة إدارة دونالد ترامب على بيع طائرات "أف 35" كانت أحد المسوغات التي استندت إليها أبوظبي في التوقيع على اتفاق "السلام" مع تل أبيب.
وادعى المعلق الإسرائيلي أنه على الرغم من أن بايدن برر قراره بشأن وقف مبيعات السلاح المتعلقة بالحرب في اليمن بدواعٍ إنسانية، إلا أنه في الواقع وظف هذه الخطوة في إرسال رسالة إلى إيران تشي بنياته تجاهها وبمؤشر على رغبته في العودة إلى الاتفاق النووي.

أما أرئيل كهانا، المراسل السياسي، لصحيفة "يسرائيل هيوم"، فكان أكثر تشاؤماً إزاء دلالات خطاب بايدن، حيث عدّه مؤشراً على أن "المواجهة بين الإدارة الجديدة في واشنطن وإسرائيل باتت حتمية".
وأضاف كهانا في تحليل نشرته الصحيفة، اليوم الأحد، أن الإدارة الجديدة تكرّس الانطباع بأنها تتجه للعودة إلى الاتفاق النووي "الأصلي"، وضمن ذلك رفع العقوبات عن طهران، معتبراً أن إجماع مستشاري بايدن على أن العودة إلى الاتفاق النووي تُعَدّ الوسيلة الوحيدة الكفيلة بمنع طهران من الحصول على سلاح نووي مؤشر واضح على رغبة الرئيس الجديد في إحياء هذا الاتفاق.
وأوضح أن إدارة بايدن معنية بالتوصل إلى اتفاق جديد فقط بعد العودة إلى الاتفاق الأصلي ورفع العقوبات عن طهران، محذراً من أن هذا المسار يمكن أن يدهور الإقليم إلى أتون حرب.
ولفت إلى أن كل المؤسسات السياسية والعسكرية والاستخبارية في تل أبيب تجمع على أن رفع العقوبات عن طهران سيحرم الإدارة الجديدة روافع الضغط التي بالإمكان توظيفها لإقناع إيران بقبول الشروط اللازم توافرها في الاتفاق الجديد العتيد.

ومما عده مؤشرات سلبية على موقف بايدن من إسرائيل، لفت المعلق الإسرائيلي إلى أن الرئيس الجديد تواصل هاتفياً مع العديد من القادة في العالم، لكنه تجاهل نتنياهو، فضلاً عن أن خطاب السياسة الخارجية الأول له تضمن إشارة ثانوية إلى إسرائيل.
واستدرك كهانا بأن العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي تحظى بدعم منظمة الضغط اليهودية الأميركية ذات التوجهات اليسارية "جي ستريت"، التي حذرت من أن العقوبات التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أسهمت فقط في دفع طهران إلى زيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم.
أما مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، فقد قال لصحيفة "جيروزاليم بوست" اليمينية، إن بايدن أخطأ لأنه لم يسارع لإجراء حوار مسبق مع كل من إسرائيل والدول الخليجية قبل شروعه في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
ونقلت الصحيفة أيضاً عن ناتان ساكس، مدير "مركز دراسات الشرق الأوسط" في معهد "بروكينغز"، قوله إنه باستثناء ذكر الحرب في اليمن، فقد تجاهل خطاب السياسة الخارجية الأول لبايدن، منطقة الشرق الأوسط.