خاص| حركة النجباء تعلن تهدئة مشروطة مع الأميركيين

20 فبراير 2024
جاءت أن الهدنة بعد ضغوط مجتمعية وسياسية ودينية (العربي الجديد/فرانس برس)
+ الخط -

المتحدث الرسمي باسم حركة النجباء لـ"العربي الجديد":

التهدئة فرصة للأميركيين من أجل إستكمال متطلبات الانسحاب من العراق

لن تستمر التهدئة في حال فشلت حكومة السوداني بإخراج الأميركيين

سلاح المقاومة جاهز وثابت وقادر على المواجهة في أي وقت

التهدئة أتت بعد ضغوط مجتمعية وسياسية ودينية

دخلت حركة النجباء العراقية في تهدئة "مشروطة" مع القوات الأميركية، بعد "ضغوط مجتمعية وسياسية ودينية"، لإفساح المجال "أمام الحكومة العراقية لتأخذ بزمام المبادرة باتجاه وضع حلول لإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد"، وفقاً لما أكده المتحدث باسم الحركة حسين الموسوي، في حديث خاص مع "العربي الجديد".

وتفردت حركة النجباء، خلال الأشهر الأربعة الماضية، بخيار التصعيد العسكري ضد التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وقصفت القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسورية.

وتمسكت حركة النجباء، التي تنشط في مناطق عراقية وسورية بقيادة أكرم الكعبي، بخيار "المقاومة" ضد القوات الأميركية، وأعلنت خلال الأشهر الماضية استهداف قواعد قوات التحالف الدولي عشرات المرات، بالإضافة إلى مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال ضربات وُجّهت من سورية.

فيما ردت الولايات المتحدة على الحركة بقصفٍ طاول مقار تابعة لفصائل مسلحة في بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل، ومدينة القائم على الحدود العراقية السورية، وقتلت القيادي في الحركة أبو تقوى السعيدي بغارة في بغداد، في 4 يناير/كانون الثاني الجاري.

ونفذت "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تتألف من عدة فصائل مقربة من طهران، أبرزها "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"سيد الشهداء"، و"الإمام علي"، أكثر من 180 هجمة متفرقة، وكانت أقسى الضربات التي وجّهت إلى الأميركيين، هي هجوم بطائرة مسيّرة في يناير/كانون الثاني الماضي، استهدفت قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.

وتقول في بياناتها إن "العمليات العسكرية تأتي رداً على العدوان الأميركي الصهيوني على غزة"، مشيرة إلى استمرار ذلك حتى تحقيق "طرد آخر جندي للمحتل من أراضينا". لكنها اختارت الآن الركون إلى تهدئة مرتبطة بنجاح حكومة محمد شياع السوداني، في تحقيق مطالب المقاومة بإخراج الأميركيين.

حركة النجباء: تهدئة مشروطة

وردّ المتحدث الرسمي باسم حركة النجباء حسين الموسوي، على سؤال لـ"العربي الجديد" حول دقة التسريبات عن وجود تهدئة أو هدنة غير معلنة رسمياً في العراق تتعلق بتوقف عن قصف القواعد الأميركية، بالقول: "الهدنة حالياً هي فرصة للأميركيين والتحالف الدولي من أجل استكمال متطلبات الانسحاب من العراق (مفاوضات الحكومة العراقية مع واشنطن)، لأن سلاح المقاومة جاهز وثابت وقادر على المواجهة في أي وقت".

وأضاف أن "الأميركيين لا يريدون الخروج من العراق، لأن طبيعة مصالحهم في المنطقة وفي غرب آسيا، وفي العراق خصوصاً، تحول دون ذلك. واشنطن تُدرك أن وجودها أساسي وضروري في بلادنا، لكن على الولايات المتحدة أن تدرك أن وجودها العسكري يمثل حالة عدم استقرار، ومن ثم لا بد أن يتخلوا عن أفكارهم الاستعمارية".

وأضاف الموسوي: "الأميركيون ربطوا كل المصالح العراقية السياسية والاقتصادية بهم، في سبيل خنق العراق وشل خياراته، وهناك قادة وسياسيون عراقيون يعتبرون أن وجودهم مرتبط بالوجود الأميركي، وهذا يشير إلى ضعف الوازع الوطني لديهم، مع العلم أن المصلحة الوطنية يجب أن تكون أكبر من المصالح الشخصية والسياسية".
 
وأشار الموسوي إلى أن "المقاومة العراقية نجحت خلال الفترة الماضية، ودليل على ذلك، أنها دفعت الأميركيين إلى الجلوس على طاولة المفاوض العراقي، لكن إذا فشلت حكومة السوداني في إخراج الأميركيين وإنهاء دور التحالف الدولي، فلن تستمر الهدنة".

وتابع أن "الأميركيين يمارسون المراوغة دائماً، ويكذبون، وليست لديهم أية وعود ثابتة، ونجد أن من مصلحتهم تبني خطاب واضح وصريح في عملية الخروج من العراق، لأن في ذلك طوق نجاة لهم"، وأشار إلى "ضغوط مجتمعية وسياسية ودينية"، من أجل إفساح المجال أمام الحكومة العراقية لتأخذ بزمام المبادرة باتجاه وضع حلول لإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد.

وبيّن الموسوي أن "المقاومة العراقية نجحت خلال الفترة الماضية، ودليل على ذلك أنها دفعت الأميركيين إلى الجلوس على طاولة المفاوض العراقي، كما أن الضربات المؤثرة للمقاومة العراقية استطاعت أن تصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما هو الحال مع الضربات في العراق وسورية، التي أجبرت الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات جادة لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين، وحثّ الإسرائيليين على تقديم التنازلات، ناهيك عن الوساطات من الدول العربية"، بحسب وصف المتحدث الرسمي باسم الجماعة.

 
وتأسست "حركة النجباء" في 2013 بعد عدة انشقاقات داخل التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، ويؤكد أعضاء فيها أن قيادات في "حزب الله" اللبناني تولّت، بدعم إيراني، تدريب الجماعة الجديدة وتهيئتها بزعامة الكعبي، الذي كان من قيادات "جيش المهدي" المؤسس في 2003.

ويتجاوز عدد عناصر الحركة 10 آلاف مسلح ينتشرون في العراق، تحديداً: في بغداد، وصلاح الدين، ونينوى، وبابل، كما تنشط الحركة في سورية، ولها مقارّ في محافظات ومناطق سورية مختلفة. وللحركة لواءان ضمن هيئة "الحشد الشعبي".

وسبق أن أعلنت واشنطن أنها أدرجت حركة النجباء، وقائدها أكرم الكعبي على قائمة الإرهاب، "بهدف منع الموارد التي تستخدمها النجباء وقائدها في التخطيط لهجمات إرهابية وتنفيذها".