حلف شمال الأطلسي يتطلع إلى تعاون أكبر مع الجزائر بمجالات الأمن ومكافحة الإرهاب

19 يناير 2022
كولومينا (يسار) ينوّه بتجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب (تويتر)
+ الخط -

دعا نائب الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، خافيير كولومينا، إلى إطلاق حوار سياسي منتظم ورفيع المستوى مع الجزائر، وتنظيم زيارات رسمية من الجانبين، وإقامة حوار استراتيجي حقيقي في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.

وقال كولومينا خلال محاضرة ألقاها في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة (هيئة تتبع الرئاسة الجزائرية) حول التعاون بين الجزائر وحلف شمال الأطلسي، أمس الثلاثاء، إن "الجزائر محاور أساسي في مكافحة الإرهاب ولاعب رئيسي في منطقة شمال أفريقيا والساحل".

وأضاف أن "التعاون بين الجزائر وحلف الأطلسي يشمل مجالات مكافحة الإرهاب والأسلحة الخفيفة والدفاع الإلكتروني، بحكم الخبرة المعتبرة للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، التي تستحق التنويه"، معلناً أن "حلف شمال الأطلسي يستفيد من هذه التجربة من خلال الحوار السياسي والتعاون العملي والمبادلات بين خبراء من الجانبين".

وفي مارس/ آذار الماضي قدم قادة من الجيش الجزائري دورة تكوين لفائدة المشاركين في الدورة الـ 25 لدرس منظمة حلف شمال الأطلسي لكلية الدفاع للحلف في إيطاليا، حول التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والوضعية الأمنية السائدة في منطقة الساحل، وعرضوا تجارب الجزائر في إدارة الأزمات الإقليمية في المنطقة.

وأكد المسؤول في حلف شمال الأطلسي أن الجزائر "شريك استراتيجي حيث تشارك بصفة منتظمة في مختلف برامج حلف الأطلسي، وهذا دليل إضافي على تصميمنا المشترك على تعزيز تعاوننا"، إضافة الى أنّ الجزائر "عضو فاعل في الحوار المتوسطي منذ أكثر من عشرين سنة".

وأشار إلى أن التعاون مع الجزائر "يقوم على أساس أهداف وتحديات مشتركة، ولا سيما الاستقرار في ليبيا ومنطقة الساحل".

وأعلن كولومينا أن حلف شمال الأطلسي يطمح إلى تعزيز هذا التعاون مع الجزائر، مشيراً إلى أن "الحلف سيتبنى في القمة المقبلة المزمع عقدها في العاصمة الإسبانية مدريد بشهر يونيو/حزيران المقبل، مفاهيم استراتيجية جديدة حول التعاون مع الدول الشريكة".

ورغم مشاركتها في تدريبات عسكرية مع الحلف، لا تبدي الجزائر خلال السنوات الأخيرة حماسة كبيرة للتعاون مع حلف شمال الأطلسي، بسبب ضمه لإسرائيل من جهة، ومن جهة ثانية بسبب رفض الحلف دعم عملية تحديث الجيش الجزائري وترسانته.

ودفع ذلك الجزائر إلى التوجه نحو شركاء آخرين، كروسيا والصين، والتعامل مع دول بشكل منفرد كإيطاليا وألمانيا، كما كانت قد خفضت عام 2009، مستويات التعاون البحري مع حلف الأطلسي في عرض البحر الأبيض المتوسط، بعد قرار الحلف ضمّ قطعة من البحرية الإسرائيلية الى القوات الموجودة في المتوسط.

المساهمون