حركة طالبان تحت الضغط لضمان أمن كابول بعد هجوم المطار

28 اغسطس 2021
شكّل الهجوم على مطار كابول أول اختبار للحركة ( هارون صابون/ فرانس برس)
+ الخط -

شكّل الهجوم على مطار كابول الذي تبنّاه تنظيم "داعش" وأسفر عن عشرات الضحايا أول اختبار لحركة طالبان، إذ يستخدم التفجير ذات الأسلوب الذي استخدمته طالبان سابقاً، ويرى الباحث عبد الباسط، مقرّه سنغافورة، أن الهجوم يثبت أن "أي مجموعة لا يمكنها أن تزعم أنها تحتكر العنف في أفغانستان ولا أن تؤكد تأمين البلاد".

وقال المتحدث باسم طالبان بلال كريمي إن تنظيم "داعش" "سيُهزم". فيما يتواجه التنظيمان المتحدران من فرعين مختلفين من التفكير الجهادي المتشدد منذ سنوات في أفغانستان.
لكن ينبغي على القادة الأفغان الجدد أن يعترفوا بأن فكرتهم تحرير جميع السجناء بشكل منهجي أثناء سيطرتهم الخاطفة على البلاد في الأسابيع الأخيرة كانت سيئة جداً.
"حذرون"
فيما سمح هذا التكتيك لطالبان برصّ صفوفها، فإنه أتاح أيضاً لمجموعات مسلحة أخرى بينها تنظيم "داعش"، اكتساب زخم جديد.
ويُشكل ذلك خطأ فادحاً في حين يبدو مقاتلو الحركة منهكين بعد سنوات من المعارك الشرسة ضد القوات الحكومية. مذّاك يحاول قادة الطالبان المدركون لعواقب هذا الخيار السيئ تبييض صفحتهم عبر إلقاء اللوم على الرئيس السابق أشرف غني الذي فرّ من البلاد.
وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين هذا الأسبوع: "نحن حذرون لأن سجناء من (داعش) غادروا السجن ويختبئون الآن بعد أن ترك موظفون من إدارة كابول مناصبهم".
وفيما كانت الدول الغربية تكثّف تنبيهاتها من خطر شنّ تنظيم "داعش" هجوماً على المطار، اعتمد شاهين لهجة مطمئنة. وقال في حديث مع قناة باكستانية "أجهزتنا الاستخباراتية وقواتنا الأمنية ناشطة لتجنّب حصول هجوم من هذا النوع".
لكن السيناريو الأسوأ حدث وحمّلت طالبان واشنطن المسؤولية، مؤكدةً أن أمن المنطقة التي وقع فيها التفجيران كان من مسؤولية الولايات المتحدة.


كبش فداء 
سيكون من السهل اعتبار واشنطن كبش فداء بعد 31 آب/أغسطس، عندما ستكون قد سحبت كامل قواتها من البلد. ومن المحتمل أن يقوّض عجز طالبان عن منع حصول هجمات في المستقبل الثقة القليلة التي تتمتع بها الحركة، خصوصاً في العاصمة.
ويرى المحلل الأفغاني نيشانك موتواني، ومقرّه أستراليا، أن "نقاط تفتيش طالبان المنتشرة في المدينة لم تنجح في القبض على منفذي الهجوم على مطار كابول". مضيفاً "لكن ذلك يرتكز على فرضية أن طالبان كانت لديها نية ضمان الأمن في المقام الأول لحماية الأرواح".
ويشكل الهجوم الدامي على المطار ذروة سنوات من المعارك بين التنظيمين المسلحين.
وقد كان تنظيم "داعش" مسؤولاً عن بعض من أفظع الهجمات التي نُفّذت في السنوات الأخيرة ضد مساجد ومدارس وتظاهرات وحتى مستشفيات، بينما لا تزال طالبان واثقة من قدرتها على إرغام التنظيم على الخضوع لها.
واعتبر متحدث باسم الحركة بلال كريمي مؤخراً أن "الناس يجب أن يتوقفوا عن مغادرة أفغانستان"، مضيفاً "إنهم الآن بأمانٍ".

(فرانس برس)

المساهمون