حرب غزة: جهود مكثفة للتوصل إلى هدنة لمدة شهر وتبادل أسرى

24 يناير 2024
تزايد في الساعات الأخيرة الحديث عن إمكانية التوصل إلى هدنة في غزة (علي جاد الله/الأناضول)
+ الخط -

تحدثت ثلاثة مصادر لوكالة "رويترز"، مساء الثلاثاء، عن أن إسرائيل وحركة حماس وافقتا بنسبة كبيرة، من حيث المبدأ، على إمكانية إجراء تبادل للمحتجزين الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهراً.

وذكرت المصادر أن الخطة الإطارية تأخر طرحها بسبب وجود خلافات بين الجانبين بشأن كيفية التوصل إلى نهاية دائمة للحرب في غزة.

وركزت جهود الوساطة المكثفة التي قادتها قطر وواشنطن ومصر في الأسابيع القليلة الماضية، على نهج تدريجي لإطلاق سراح فئات مختلفة من المحتجزين الإسرائيليين، بدءاً من المدنيين وانتهاء بالجنود، مقابل وقف الأعمال القتالية، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، وإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة.

وتزايدت في الساعات الأخيرة المعلومات حول إمكانية التوصل إلى هدنة جديدة في قطاع غزة، يجري بموجبها الإفراج عن المزيد من الأسرى من الطرفين.

وقال موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي في وقت سابق الثلاثاء، إن الاحتلال اقترح على "حماس"، عبر الوسيطين، القطري والمصري، هدنة لشهرين في الحرب، وذلك مقابل إطلاق الحركة سراح جميع الأسرى والمحتجزين لديها.

ولا يعني هذا الاقتراح نهاية الحرب على غزة، بل هدنة ثانية بعد تلك التي استمرّت أسبوعاً وأتاحت إطلاق سراح حوالي مئة من الأسرى والمحتجزين.

وبحسب "أكسيوس"، ينصّ الاقتراح الإسرائيلي على الإفراج عن جميع المحتجزين في غزة على مراحل، تشمل في البداية النساء المدنيات، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.

أما المراحل اللاحقة، فيُفرَج فيها عن المجندات، ثم عن الرجال المدنيّين الذين تقلّ أعمارهم عن 60 عاماً، ثم عن الجنود، وأخيراً عن جثامين الأسرى.

وفي إطار الخطة، يتعيّن على إسرائيل وحماس الاتّفاق مسبقاً على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرَج عنهم مقابل المحتجزين الإسرائيليين.

ولا تلحظ هذه الخطة نهاية للحرب على غزة أو حتى حلاً سياسياً طويل الأمد، بل إعادة انتشار لقوات الاحتلال الإسرائيلي خارج المدن الرئيسية في القطاع الفلسطيني وعودة تدريجية لمئات آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا من شمال القطاع إلى جنوبه.

ويأتي هذا في وقت يزور المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط بريت ماكغورك القاهرة، لإجراء مناقشات "جدية" بخصوص إطلاق سراح المحتجزين في غزة، والتوصل إلى هدنة إنسانية.

كذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن الوساطة القطرية فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة مستمرة، وأن الكثير من المعلومات المنشورة في هذا الشأن مغلوطة.

وقال الأنصاري، في مؤتمر صحافي، إنّ هناك مفاوضات جدية تجري في هذا الشأن، وإن الوساطة القطرية تعمل على التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام في غزة، موضحاً أنه لا يوجد "أثر مباشر حتى الآن لمقتل الجنود الإسرائيليين في غزة على عملية التفاوض".

وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية أن الوساطة القطرية نجحت في إيصال الأدوية إلى مستشفيات قطاع غزة، وأيضاً للأسرى المحتجزين هناك، كما أنها تمكنت من إخراج الدفعة التاسعة من الجرحى من غزة، بالإضافة إلى إدخال 11 طناً من المساعدات، مؤكداً في هذا الشأن أن الوضع الصحي في القطاع يزداد سوءاً في ظل الحصار.

وأوضح أن التطورات على الأرض، والتصريحات الإسرائيلية بشأن رفض حل الدولتين، فضلاً عن انقطاع الاتصالات مع غزة، هي عوامل تؤثر في سير المفاوضات.

(رويترز، العربي الجديد)