حرب إثيوبيا: المتمرّدون مستعدون للتفاوض مع مواصلة التقدم شمالا

30 اغسطس 2022
مساعدات الأمم المتحدة لإثيوبيا، في يونيو الماضي (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن المتمردون في منطقة تيغراي الإثيوبية، اليوم الثلاثاء، أنهم لا يزالون منفتحين على إجراء مفاوضات مع الحكومة الفيدرالية، لكنهم عازمون أيضاً على مواصلة التقدم في شمال إثيوبيا، ما دامت التعزيزات العسكرية الحكومية تشكل "تهديداً" لمنطقتهم.

وكانت المعارك قد تجددت بين "جبهة تحرير شعب تيغراي" وأديس أبابا في 24 أغسطس/آب الحالي، بعد هدنة استمرت خمسة أشهر. ولا يستطيع الصحافيون الوصول إلى الشمال الإثيوبي، ما يجعل أي عملية تحقق مستقلة أمراً مستحيلاً، فضلاً عن انقطاع شبكتي الهاتف والانترنت.

وأفادت مصادر متطابقة بأن المتمردين تقدموا في الأيام الأخيرة نحو 50 كيلومتراً جنوبي حدود إقليم تيغراي، داخل منطقة أمهرة المجاورة، وكذلك في جنوب شرقي منطقة عفر.

المتمردون يوضحون مواقفهم

وقال المتحدث باسم "جبهة تحرير شعب تيغراي" غيتاشو رضا، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: "نخوض حرباً دفاعية"، مشدّداً على أنه "نبقى منفتحين على أي مفاوضات". وجدد اتهام حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد بأنها انتهكت الهدنة التي جرى الالتزام بها منذ نهاية شهر مارس/آذار الماضي، موضحاً أن المتمردين شنّوا هجوماً مضاداً بعدما "دافعوا في مرحلة أولى عن مواقعهم".

وأضاف رضا أن "أبي لا يزال يقوم بحسابات خاطئة عبر مواصلة إرسال تعزيزات. سنواصل تحييدها ما سيؤدي بنا على الأرجح إلى التوغل أكثر في منطقة أمهرة". وتابع "لسنا مهتمين بالسيطرة على هذه المنطقة، ولكن ما دامت القوات التي تهاجمنا تستمر في تهديد أمن شعبنا، سنواصل اتخاذ التدابير الملائمة لتحييدها"، و"هذا الأمر سيحدد أين نتوقف". 

المتحدث باسم المتمردين: نخوض حرباً دفاعية ومنفتحين على أي مفاوضات

واتهم المتحدث باسم المتمردين رئيس الوزراء الإثيوبي بـ"خداع المجتمع الدولي ليعتقد أنه جدي في موضوع السلام". وأضاف: "يبدو مؤكداً أنه لا يمكن التعويل على المجتمع الدولي لضبط أبي. علينا أن نتكل دوماً على قواتنا".

ورداً على سؤال لوكالة "فرانس برس"، ذكّرت الحكومة الإثيوبية بـ"جهودها من أجل السلام، والإجراءات الملموسة التي اتُخذت"، مؤكدة "عزمها على حل النزاع المتجدد في شكل سلمي".

وحمّلت "إرهابيي" تيغراي مسؤولية اندلاعه. وشهد إقليم أمهرة، أمس الاثنين، معارك عدة، تمركزت في جنوب كوبو التي فر منها عدد كبير من السكان منذ سقوطها السبت الماضي بأيدي المتمردين في تيغراي.

وكانت الحكومة الإثيوبية، قد أعلنت أمس الاثنين، تمسكها بوقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية، وعدم خوض حرب جديدة ضد تيغراي. وقال السفير الإثيوبي في السودان بيلطال أميرو في مؤتمر صحافي، بمقر السفارة في الخرطوم، إن "الحكومة الإثيوبية أعلنت في مارس الماضي وقف إطلاق النار الأحادي، ونحن متمسكون بذلك ولن نخوض جولة جديدة من الحرب في تيغراي".

وشدّد على أن "الحكومة الإثيوبية ستعمل على استتباب الأمن وفرض هيبة الدولة في كل أقاليم البلاد". وأوضح أميرو أن "قضايا ومطالب جبهة تحرير شعب تيغراي تتطلب النقاش والحوار، على الرغم من أن الجبهة تسببت في المشاكل بالمناطق الشمالية لإثيوبيا". واتهم السفير الإثيوبي المتمردين بانتهاك وقف إطلاق النار في إقليمي أمهرة وعفر.

الحكومة الإثيوبية أعلنت تمسكها بوقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية

 

تحذيرات إنسانية

وحذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، مساء أمس، من أن "الوضع في شمال إثيوبيا لا يزال يثير القلق". وأشار إلى التقارير غير المؤكدة التي تفيد بحدوث نزوح في مناطق الخطوط الأمامية في أمهرة وعفر.

وكشف دوجاريك عن تعليق عملية تسليم الإمدادات الإنسانية عن طريق البر إلى تيغراي منذ 24 أغسطس الحالي، مشيراً، وفق موقع الأمم المتحدة الرسمي، إلى أنه أيضاً "لم تتمكن الخدمات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من السفر من تيغراي وإليها منذ 25 أغسطس الحالي، مما أوقف عملية نقل المبالغ النقدية اللازمة للأغراض التشغيلية وكذلك تناوب العاملين في المجال الإنساني".

وقال دوجاريك: "نواصل مع شركائنا من المنظمات غير الحكومية تقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص المتضررين حيثما يسمح الوضع الأمني بذلك".

وجدّد دعوة الأمم المتحدة إلى جميع أطراف النزاع من أجل تسهيل استئناف المرور السريع ودون عوائق للعاملين في المجال الإنساني، والإمدادات إلى جميع أنحاء شمال إثيوبيا بموجب القانون الإنساني الدولي.
(العربي الجديد، الأناضول، فرانس برس)