حراك صيني في أروقة الأمم المتحدة لتسويق مبادرة السلام في أوكرانيا

27 سبتمبر 2024
وزير الخارجية الصيني خلال اجتماعات الجمعية العامة لمجلس الأمن، 25 سبتمبر 2024 (رويترز)
+ الخط -

شهدت اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة حراكاً صينياً مكثفاً في محاولة من بكين لتسويق مبادرتها بشأن الأزمة الأوكرانية. وقالت وسائل إعلام صينية اليوم الخميس، إن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أجرى الأربعاء مناقشات معمقة ومنفصلة حول أزمة أوكرانيا، من بين قضايا أخرى، مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والأوكراني أندري سيبيا، وأكد خلال اللقاءات المنفصلة على موقف بلاده الثابت من الأزمة وأهمية حل الصراع سلمياً. وأضافت أن الاستجابة الإيجابية والتقدير من الطرفين المتصارعين تجاه المبادرة الصينية يثبتان أن الاتهامات من قبل عدد قليل من البلدان بشأن موقف الصين من الأزمة "هراء".

من جهتها، أشارت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية إلى أن تبادلات الصين وتفاعلاتها مع روسيا وأوكرانيا في الأمم المتحدة كشفت أن بعض الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، لا تقف من أجل السلام، ولا تهتم بالشعبين الأوكراني والروسي اللذين يعانيان من الحرب، وبدلاً من ذلك، لديهم مصلحة تتعلق بالهيمنة والأنانية المفرطة. ووفقاً لوزارة الخارجية الصينية، فقد أكد وانغ خلال اجتماعه مع  كبير الدبلوماسيين الأوكرانيين أن الصين مستعدة للعمل مع أوكرانيا للحفاظ على زخم التنمية المستقرة في العلاقات الثنائية، وكذلك التواصل مع جميع الأطراف لتحقيق السلام في وقت مبكر. في حين أكد سيبيا التزام أوكرانيا بسياسة الصين الواحدة. وأعرب عن استعداده لبناء شراكة قوية مع الصين، مضيفاً أن أوكرانيا تقدر بشدة موقف بكين بشأن الأزمة وجهودها من أجل السلام.

أيضاً لفتت الوزارة في بيانها، أن وانغ شدد خلال اجتماعه مع كبير الدبلوماسيين الروس، على أن الصين ستظل دائماً وفية للتطلعات المشروعة وإثراء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين والتنسيق بشكل مستمر من أجل عصر جديد من العلاقات يضمن الرفاهية الأكبر لشعبي البلدين. بينما قال لافروف خلال الاجتماع مع وانغ إن روسيا مستعدة للعمل مع الصين لدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام. كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن الأزمة الأوكرانية.

وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قد قال الثلاثاء الماضي في مقر الأمم المتحدة أثناء حضوره اجتماعاً رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في أوكرانيا، إن أي محاولة لإلقاء اللوم على الصين أو مهاجمتها أو تشويه سمعتها بشأن قضية أوكرانيا غير مسؤولة ولن تنجح. وأشار إلى أن الولايات المتحدة سعت إلى تشويه سمعة الصين وهاجمتها كثيراً بشأن قضية أوكرانيا. و"لكن عندما قالت كييف إنها تقدر بشدة موقف بكين من الأزمة وجهودها من أجل السلام، فقد انكشفت الأنانية والمصلحة وكيفية ممارسة واشنطن الهيمنة في أزمة أوكرانيا".

وحافظت بكين على اتصال وثيق مع كلا الجانبين منذ اندلاع الصراع بين موسكو وكييف في عام 2022، بالرغم من أنها لم تدن الهجمات الروسية على أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين تبذل جهود وساطة كبيرة لمحاولة وقف الصراع واستعادة السلام وفق رؤيتها الخاصة، وقد تجلى ذلك في مايو/أيار الماضي، عندما اقترحت الصين والبرازيل خريطة طريق لحل الأزمة في أعقاب محادثات في بكين بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي، والمستشار الخاص للرئيس البرازيلي وسيلسو أموريم، حيث قدم الجانبان توافقاً من ست نقاط يتضمن إجراء مفاوضات يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار.