- الجهود الدبلوماسية تتسارع بقيادة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين لتهدئة الأوضاع، مع تأكيد الولايات المتحدة على دعم استقرار لبنان ومؤسسته العسكرية.
- تصاعد المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، مع هجمات متبادلة وتهديدات بتوسيع الحرب، مما يرفع التحذيرات الدولية من تدهور الوضع.
يتكثف الحراك الدبلوماسي تجاه لبنان على وقع تنامي المخاوف الدولية من حرب شاملة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي في ظلّ تسجيل تحوّلات في العمليات العسكرية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ولجوء كلِّ طرف إلى أسلحة أكثر تطوّراً، وفتكاً وتدميراً، مع توسيع رقعة الاستهدافات، وتحديث قواعد الاشتباك التي شهدت خروقات عدة منذ بدء "المعركة المصغّرة" في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبرز الحديث عن زيارة قريبة للوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت في محاولة جديدة لتهدئة المواجهات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، علماً أنّ عودته كانت مرتبطة بوقف إطلاق النار، للتمهيد لمفاوضات غير مباشرة لحلّ "الصراع البري" على غرار "نجاحه" في ملف ترسيم الحدود البحرية. وفي الإطار، يقول مصدر في السفارة الأميركية في بيروت لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن هويته: "ليس لدينا حتى الآن إعلان عن زيارة لهوكشتاين إلى بيروت".
ويشير المصدر إلى أنّه "فور الاتفاق على زيارة لهوكشتاين سيتم الإعلان عنها، وحتى ذلك الوقت، نؤكد أنّ الوسيط الأميركي يتابع الملف الأمني في لبنان، من خلال اتصالاته مع المسؤولين اللبنانيين كما الإسرائيليين، والشركاء في المنطقة الذين يعملون على خطّ الحل والتهدئة، وسيكثف من جهوده في ظلّ المخاوف الحقيقية من انفلات الوضع أكثر، ونشوب حرب شاملة". ويلفت المصدر إلى أنّ "هناك أفكاراً طُرحت على المسؤولين اللبنانيين خصوصاً رئيس البرلمان نبيه بري في إطار وقف إطلاق النار والحل الدبلوماسي السياسي، وهي قيد التشاور والمتابعة والنقاش، وستبقى الولايات المتحدة حريصة على استقرار لبنان، ودعمه هو ومؤسسته العسكرية في هذه الظروف الدقيقة".
بدوره، يقول مصدر مقرّب من رئيس البرلمان نبيه بري لـ"العربي الجديد"، "لم نتبلغ بعد بأي زيارة لهوكشتاين إلى بيروت، وهو في الأساس كان سيعود في حال حمله أي جديد في جعبته، لكن لا شيء ملموسا بعد، وقد تكون جولته على المنطقة في إطار التهدئة، علماً أنّ موقف لبنان واضح ولا تبدّل فيه، بأنّه يجب أولاً وقف العدوان على غزة، والانتهاكات الإسرائيلية للقرار 1701، وللسيادة اللبنانية".
وعلى مدى 200 يوم، بقيت المواجهات "مضبوطة" رغم امتداد مساحة النيران الإسرائيلية نحو أعماقٍ لبنانية، منها على الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعلبك، والبقاع، ومناطق جنوبية خارج دائرة القرار 1701، بيد أنّ الأيام الماضية، شهدت تصعيداً عنيفاً رفع من مستوى التحذيرات الخارجية من انفلات الأوضاع، سواء لناحية شنّ حزب الله أعمق هجوم في "الداخل الإسرائيلي" منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، مع وصول مسيّراته إلى شمال مدينة عكا المحتلة، وذلك رداً على اغتيال إسرائيل أحد مقاتليه، أو كشفه أكثر عن ترسانته العسكرية، وقدرات وحدة الدفاع الجوي لديه، بإسقاط المسيّرات الإسرائيلية، أبرزها من نوع "هرمز 450". واتخذت عمليات حزب الله أيضاً شكلاً مختلفاً، من حيث الردّ مباشرة وبشكل مُعلَن على اغتيال إسرائيل لمقاتليه وقادته، وتوسعة عملياته أكثر في إطار مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
من جهته، يواصل جيش الاحتلال قصفه القرى والبلدات الحدودية، واستهدافه الأطفال والعائلات المدنية والأطقم الصحية، وشنّه غارات على مناطق جنوبية من خارج نطاق القرار الدولي 1701، زاعماً قصف بنى تحتية ومبانٍ عسكرية لحزب الله، وتنفيذ بعض العمليات العسكرية بقاعاً، مع رفعه وتيرة اغتيالاته لقادة الحزب، وآخرهم حسين عزقول، ومواصلته التهديد بتوسعة الحرب وتدمير بيروت.