قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الأربعاء، إنّ النظام السوري لا يزال يزج السوريين في المعتقلات ويمارس الإخفاء القسري والتعذيب بحق المعتقلين، ما يؤكد عدم امتثاله لأمر محكمة العدل الدولية الذي صدر قبل عام، باتخاذ جميع التدابير لمنع أعمال التعذيب في البلاد. وجاء تأكيد المنظمة الدولية بعد أيام من إبداء الخارجية الأميركية "الأسف"، لتواصل عمليات التعذيب في سجون النظام.
وأكدت "هيومن رايتس ووتش"، في بيان لها، أنّ السوريين ما زالوا معرضين لخطر الإخفاء القسري والموت تحت التعذيب وظروف الاحتجاز المروعة. وقالت بلقيس جراح، المديرة المساعدة لبرنامج العدالة الدولية في المنظمة ومقرّها نيويورك: "لا يزال المسؤولون السوريون يزجّون بالناس في المعتقلات المعروفة بممارسة التعذيب. رغم الصعوبات، يستمر إصرار العائلات والناجين السوريين على نضالهم من أجل العدالة سواء من خلال أعلى محكمة في العالم أو غيرها من السبل".
وكانت محكمة العدل الدولية قد طالبت النظام السوري قبل عام بعد شكوى مشتركة قُدمت من كندا وهولندا بـ"اتخاذ كل التدابير لمنع أعمال التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو القصاص، القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة".
كما طالبت نظام الأسد بـ"اتخاذ إجراءات فعالة لمنع إتلاف الأدلة"، المتعلقة بأعمال التعذيب وغيرها. ورحبت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سورية في حينه بقرار المحكمة ووصفته بـ"التاريخي"، لصدوره من أعلى محكمة في العالم لـ"وقف التعذيب والإخفاء القسري والوفيات في مرافق الاحتجاز السورية". "ظلت مثل هذه الانتهاكات السمة المميزة للصراع السوري منذ 12 عاماً، وكانت من بين الأسباب الجذرية الرئيسية له"، وفق رئيس اللجنة باولو بينيرو.
وبمناسبة مرور عام على قرار محكمة العدل الدولية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان له، قبل أيام، إنه من المؤسف أن النظام السوري أخفق في الامتثال لهذه التوجيهات، حيث "تواصل منظمات حقوق الإنسان والمنظمات القانونية توثيق استخدام النظام للاحتجاز التعسفي وتعذيب المعتقلين، بما في ذلك أخيراً ضد السوريين الفارين من الصراع في لبنان". وأضاف بيان الخارجية الأميركية أنه على مدار الصراع في سورية، "كان هناك أكثر من 15 ألف حالة موثقة لأشخاص ماتوا بسبب التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، بمن فيهم مواطنون أميركيون.
وفي السياق، أكدت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان أن النظام السوري قتل ما لا يقل عن 84 شخصاً تحت التعذيب واعتقل 1161 مدنياً، بينهم 18 طفلاً و43 سيدة، منذ صدور قرار محكمة العدل الدولية. وتؤكد الشبكة أن هناك 136614 سورياً في سجون النظام السوري، و96321، شخصا لا يزالون تحت الإخفاء القسري لدى النظام، موضحة أن 15102 شخص قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام منذ عام 2011 وحتى منتصف الشهر الجاري.