أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مقتل جنديين ومجندة في إطلاق نار قرب الحدود مع مصر، وذلك بعد ساعات من إعلانه عن "حادث أمني" هناك.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن مُطلق النار الذي قتل ثلاثة جنود إسرائيليين عند الحدود مع مصر هو شرطي مصري.
وجاء في بيان عممه الجيش أنّ الجنود قُتلوا أثناء "تبادل إطلاق نار مع مخرب (مسلح) داخل الأراضي الإسرائيلية في منطقة اللواء الإقليمي فاران (عند الحدود المصرية) حيث قام الجنود والقادة الذين كانوا برفقته بقتل المخرب. كما أصيب ضابط صف بجروح طفيفة نقل على إثرها لتلقي العلاج في المستشفى".
وأعلن الجيش في بيان سابق أنه يحقق في ملابسات الحادث ويجري أعمال تمشيط في المنطقة.
ونقلت قناة "كان" التابعة لسلطة البث عن المتحدث باسم الجيش دانيال هجري قوله إنّ جيش الاحتلال يحقق في ظروف الحادث، متعهداً بتقديم مزيد من التفاصيل في وقت لاحق.
وأضاف: "لا يمكن تقديم مزيد من التفاصيل حول الحدث نفسه الذي وقع في منطقة تشهد عادة عمليات تهريب مخدرات من مصر".
وقال مصدران أمنيان مصريان لـ"رويترز" إنّ مصر تنسق مع إسرائيل في التحقيق في الحادثة التي وقعت صباح اليوم السبت على الحدود.
من جانبها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، نصب عدة حواجز على الطرقات في منطقة الجنوب، "بهدف الحفاظ على أمن المواطنين"، وستستمر حتى انتهاء عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش.
وكان موقع "والا" العبري نقل في وقت سابق أنّ الشخص المذكور كان يرتدي زي الشرطة المصرية.
وفي أول تعليق من الجانب المصري، قال الناطق باسم الجيش المصري في بيان صدر بعد الحادث بساعات إنه "فجر اليوم السبت، قام أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران مما أدى إلى وفاة عدد 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران".
وأضاف في البيان، أنه "جاري اتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة وكذا اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة". وقدم المتحدث، "خالص التعازي لأسر المتوفيين وتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين".
وكانت شركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، التابعة مباشرة للمخابرات المصرية، وتستحوذ على ملكية أغلب القنوات والصحف في البلاد، قد أصدرت في وقت سابق تعليمات مشددة على عدم نشر أي أخبار عن هذا الحادث حتى إشعار آخر.
وذكر حادث إطلاق النار المصريين بالجندي الشهير سليمان خاطر، الذي كان يؤدي نوبة حراسة في موقعه بسيناء، يوم 5 أكتوبر/ تشرين الثاني 1985، على الحدود مع الكيان الصهيوني. وفوجئ بمجموعة من الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته، فأطلق رصاصات تحذيرية، وحين لم يستجيبوا للتحذير أطلق عليهم الرصاص الحي، وهو ما أسفر عن مقتل سبعة إسرائيليين.
وأحيل خاطر إلى النيابة العسكرية، وتطوع للدفاع عنه المحامي حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح الرئاسي السابق، والمعتقل السياسي حالياً، والذي رفضت المحكمة طلبه بأن يحاكم موكله أمام القاضي الطبيعي. وصدر بحق خاطر حكم عسكري بالسجن المؤبد، في 28 ديسمبر/كانون الأول 1985، وبعد تسعة أيام من الحكم، أعلنت السلطات المصرية أنه وُجد مشنوقاً في محبسه. وروج الإعلام الرسمي حينها بأن ما حدث كان "مجرد عملية انتحار"، وهو ما لم تتقبله الأوساط الشعبية في مصر، باعتبار خاطر بطلاً وطنياً، أدى دوره على الصورة المُثلى.
من جهتها، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن "إقدام شرطي مصري على التسلل وقتل ثلاثة جنود لا يعبر عن واقع العلاقة بين الجيشين المصري والإسرائيلي القائمة على التعاون الوثيق".
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن المصادر قولها إن العملية تعد حدثا "شاذا" ولا تعكس "العمل المشترك بين الجيشين لتأمين الحدود".
وكشفت الإذاعة أن "الوحدة المختارة لمكافحة الإرهاب" التابعة لشرطة الاحتلال "يمام" ووحدة المستعربين التابعة لسلاح حرس الدود بالإضافة إلى منظومة من المسيرات شاركت في عمليات التمشيط في البحث في المنطقة والتأكد من عدم وجود مسلحين آخرين.
من ناحيته قطع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إجازة السبت وأجرى مشاورات مع القيادة العسكرية حول تداعيات الحادث.
ونقلت سلطة البث عن غالانت قوله إن أجرى مشاورات مع رئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي حول الحادث، الذي "انتهى بنتائج صعبة"، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق اليوم السبت، ذكرت قناة "13" الإسرائيلية أنه قبيل وقوع الحادث الأمني أحبط جيش الاحتلال محاولة لتهريب المخدرات عبر مصر، زاعماً أن الذين نفّذوها "مهربون بدو".
وذكر موقع "يديعوت أحرونوت" أنه عُثر على الجنديّين القتيلين بعد نحو ساعتين من توجههما إلى نقطة مراقبة. وقال: "في حدود الساعة 2:00 بالتوقيت المحلي (فجر اليوم السبت) تم إحباط عملية تهريب على مسافة 3 كيلومترات شمال نقطة المراقبة. وفي الساعة 6:00 صباحاً، صعد المجندان لنقطة المراقبة، وعندما بدأت عملية إطلاق نار في المنطقة قاما بالإبلاغ عنها".
وفحص الجيش الإسرائيلي اتجاهين أساسيين، أحدهما إمكانية وقوع عملية خلفيتها أمنية، والآخر عملية انتقام بسبب إحباط عملية التهريب. وأعلن جيش الاحتلال أنه يحقق في العملية بالتعاون مع الجيش المصري.
وكان المعلّق العسكري لصحيفة "معاريف" طال لفرام ذكر، عبر حسابه على "تويتر" في وقت سابق، أنه يرجح حالياً أن عملية إطلاق النار التي جرت صباح اليوم على الحدود المصرية الإسرائيلية جاءت في أعقاب عملية تسلّل من سيناء.
وأشار إلى أن تبادل إطلاق النار الذي جرى أخيراً في المنطقة يدلّ على ذلك.
ولاحقاً، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مسلحاً واحداً، على الأقل، أطلق النار في الساعة الأخيرة باتجاه جنود إسرائيليين، قرب مكان تبادل إطلاق النار الذي وقع في الصباح.