اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بقتل الرضيع الفلسطيني محمد هيثم التميمي (3 أعوام)، زاعماً أن أحد جنوده أطلق النار على سيارة والده بـ"الخطأ"، فيما قرر "توبيخ" أحد ضباط الفرقة المسؤولة عن إطلاق النار.
وأصيب الطفل التميمي ووالده بجروح في الأول من يونيو/ حزيران الحالي، عندما كان الوالد هيثم يستقل سيارته مع طفله قرب منزلهما في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، ما أسفر عن إصابتهما بجروح، قبل أن يعلن عن استشهاد الطفل محمد بعد 4 أيام.
وادعى جيش الاحتلال حينها أن استهداف السيارة جاء بعد إطلاق نار استهدف مستوطنة "نفيه تسوف" المقامة على أراضي النبي صالح، وكذلك على موقع عسكري عند أطراف القرية.
وقالت والدة الطفل الشهيد مروة التميمي، لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، إن المشهد كان فظيعاً عندما رأت أمام أعينها إطلاق النار على ابنها وزوجها حين كانوا يريدون الذهاب إلى منزل شقيقتها في قرية دير نظام المجاورة للمشاركة في عيد ميلاد ابنة شقيقتها.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال منعتها حتى من الوصول إلى مكان الإسعاف الأولي لطفلها محمد، وهددوها بإطلاق النار عليه.
وقال جيش الاحتلال في بيان نشره اليوم إن نتائج التحقيق الداخلي الذي فتحه خلص إلى أن الجندية المكلفة بالاستطلاع أبلغت عن رصد فلسطينيين اثنين أطلقا النار صوب موقع عسكري مقام على أراضي قرية النبي صالح، دون أن تتمكن من تحديد مصدر النيران، ما دفع أحد ضباط الفرقة إلى إجراء عملية تمشيط بحثاً عنهما.
وأضاف الجيش أن ضابطاً في الفرقة وصل إلى مكان إطلاق النار وبدأ بتمشيط المنطقة، لتحديد مكان مطلقي الرصاص، وأثناء ذلك اكتشف سيارة وصفها بـ"المشبوهة"، فيما رصد جنديٌ في موقع قريب من القرية شخصين يدخلان السيارة، زعم أنه ظن أنهما مطلقا الرصاص، ليتم إطلاق عدة رصاصات على السيارة، قبل أن يتبين أن الطفل ووالده بداخلها.
وقال التحقيق إن الحادث يشير إلى وجود فجوات في سيطرة القادة، كذلك يشير إلى اتخاذ قرارات خاطئة بفعل البلاغات والحوارات بين القوات في الميدان.
وأحيلت نتائج التحقيق، حسب الإجراءات الروتينية، إلى النيابة العسكرية للنظر فيها، من أجل اتخاذ قرار بشأن فتح تحقيق استخباراتي عسكري لتوضيح ملابسات القضية.
في أعقاب نتائج التحقيق، قال جيش الاحتلال إن قائد لواء "كفير"، الكولونيل شارون ألتيت، قرر، اليوم الأربعاء، اتخاذ إجراء توبيخي بحق أحد ضباط الفرقة.
وحاول قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، يهودا فوكس، تبرير الجريمة، قائلاً إن "الجيش الإسرائيلي يعمل وسط بيئة مدنية يرتكب منها المخربون عمليات تخريبية وإرهابية"، معرباً عن أسفه لقتل الطفل وإصابة المدنيين.