جيش الاحتلال: وجود المحتجزين في غزة يقيد عمليتنا ويغير أساليب القتال

21 نوفمبر 2024
هليفي خلال لقائه قيادات عسكرية، 20 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

اعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن وجود محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة على قيد الحياة، موزّعين على عدة مناطق يقيّد تحركاته، بما في ذلك تدمير حركة حماس. ويدّعي جيش الاحتلال أنه يمتنع عن دخول بعض مناطق القطاع، تفادياً لتشكيل خطر على المحتجزين، ما يتيح لحركة حماس إعادة بناء سلطتها الجزئية في قطاع غزة.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس، بأنه بعد ثلاثة أشهر من مقتل ستة محتجزين إسرائيليين في نفق في رفح، يحرص جيش الاحتلال على عدم القيام بعمليات برية أو هجمات واسعة النطاق في قطاع غزة، خوفاً من تعريض حياة العشرات من المحتجزين المتبقين للخطر. ويرى أن "حماس" تستفيد من هذا الوضع وتعيد بناء قدراتها العسكرية في مناطق واسعة، بما في ذلك شمال القطاع.

ويقول مسؤولون كبار في هيئة أركان جيش الاحتلال، في الجلسات المغلقة، إن "قضية المخطوفين (المحتجزين) الإسرائيليين لدى حماس أصبحت عاملاً رئيسياً يعيق إنجازات الجيش الإسرائيلي في القطاع"، ويشيرون بذلك إلى أحد أهداف الحرب التي وضعتها حكومة الاحتلال، وهو القضاء على البنية التحتية العسكرية والسلطوية لحركة حماس.

ويقول المسؤولون الكبار، وفقاً للموقع العبري، إن "وجود المخطوفين في قطاع غزة يؤثر ويغيّر أساليب القتال، وأماكن العمليات البرية والغارات الجوية، ويحد كثيراً من قدرة القوات على إلحاق ضرر أكبر بحماس، بدءاً من تعليمات إطلاق النار البسيطة للجندي في الميدان، ووصولاً إلى القرارات حول المكان الذي تُرسَل الألوية إليه".

وزعمت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها، أن لدى جيش الاحتلال معلومات استخباراتية معقولة عن حالة المحتجزين، تعتمد أساساً على المعلومات المستخلصة من استجواب الأسرى الفلسطينيين، وإعادة بناء وتحليل أدلة من الميدان (مثل كاميرات المراقبة) وتحليل النتائج الجنائية التي يُعثَر عليها، وتُجمَع من مواقع مختلفة. وتتغير جودة المعلومات الاستخباراتية عن حالة المحتجزين ومواقعهم باستمرار، حيث تحاول حماس، باعتقاد جيش الاحتلال، نقلهم من مكان إلى آخر وتوزيعهم في القطاع لتصعيب عملية إنقاذهم بعمليات خاصة.

ويقدّر الجيش الإسرائيلي، وفق الصحيفة، أن "سياسة حماس التي تصاعدت في الصيف الماضي، والتي تقضي بإعدام المخطوفين إذا رُصدَت حركة قريبة لقوات الجيش الإسرائيلي، لم تتغير، وبالتالي فإن الخطر على حياتهم واضح وفوري، وليس فقط بسبب ظروف الأسر التي ستزداد سوءاً في الشتاء القريب".

ويحاول جيش الاحتلال التوضيح للقيادة السياسية، أن عدم التوجه إلى صفقة لتحرير المحتجزين، يضر مباشرةً بفرصة تحقيق الهدفين اللذين حددتهما الحكومة في بداية الحرب، وهما إسقاط حكم حماس وإعادة المحتجزين. كذلك تشير تقديراته إلى أن "حماس زادت من الحراسة على المخطوفين، وأنه من دون وجود مخطوفين في قطاع غزة، الوضع سيبدو مختلفاً، وستكون عمليات الجيش الإسرائيلي أكثر شراسة ضد حماس، من دون القيود التي تستفيد منها الحركة في إعادة بناء نفسها. هناك فرق بين تفكيك القدرة العسكرية لحماس، والإضرار بحكمها المدني الذي ضعف، لكنه لا يزال موجوداً في القطاع".