- سعت ميركل لإبطاء انضمام أوكرانيا للناتو خلال ولايتها، خوفًا من رد عسكري روسي، مشيرة إلى التعقيدات العسكرية في شبه جزيرة القرم، وأكدت أن توسيع الحلف يجب أن يعزز الأمن للجميع.
- رغم انتقادات كييف، أوضحت ميركل أن عدم تقديم خطة عمل لعضوية أوكرانيا وجورجيا كان انتكاسة لطموحاتهما، بينما وعد الناتو بانضمامهما مستقبلاً اعتبر استفزازًا لروسيا.
عندما انتُخب دونالد ترامب رئيسا للمرة الأولى، طلبت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل نصائح من بابا الفاتيكان للتعامل مع الرجل، الذي رأت أنه يتحرك وفقا لعقلية الفائز أو الخاسر كونه مطورا عقاريا، وذلك أملا في إيجاد طرق لإقناعه بعدم الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.
وقالت في مذكراتها، التي نُشرت مقتطفات منها في صحيفة (دي تسايت) الأسبوعية الألمانية أمس الأربعاء، إن ترامب بدا لها معجبا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من الزعماء السلطوييين. وكتبت "كان يرى كل شيء من منظور المطور العقاري، وهي مهنته قبل دخول عالم السياسة".
وأضافت "لا يمكن بيع كل قطعة أرض إلا مرة واحدة، وإذا لم يحصل عليها هو فإن شخصا آخر سيحصل عليها. هكذا يرى العالم". وكتبت ميركل أنها عندما سألت البابا فرنسيس النصيحة للتعامل مع أشخاص لديهم "وجهات نظر مختلفة تماما"، أدرك على الفور أنها تتحدث عن ترامب وقال لها "شدي، شدي، شدي، ولكن لا تقطعي".
ميركل: سعيت لإبطاء انضمام أوكرانيا لـ"ناتو"
وتتناول ميركل في الكتاب القمة الرئيسية لـ"ناتو" التي انعقدت في بوخارست عام 2008، والتي ناقشت خلالها طلبات أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف. وتقر المستشارة الألمانية السابقة، في مذكراتها المقبلة، برغبة قوية لدى دول وسط وشرق أوروبا في الانضمام السريع إلى "ناتو". لكنها أوضحت أنها كانت تعتقد أن توسيع عضوية الحلف يجب أن يعزز الأمن ليس فقط لتلك الدول، بل للحلف ككل.
وأعربت ميركل عن قلقها بشكل خاص بشأن العلاقات بين أوكرانيا وروسيا، مشيرة في الكتاب إلى وجود أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014. وكتبت أن أي مرشح سابق لعضوية "ناتو" لم يواجه مثل هذه الظروف، وأن هذه التعقيدات العسكرية كان من الممكن أن تشكل مخاطر على الحلف.
وأشارت ميركل إلى أن نسبة قليلة فقط من السكان الأوكرانيين دعمت الانضمام لـ"ناتو" في ذلك الوقت، ما عزز مخاوفها. ورغم ذلك، يواجه موقفها تجاه أوكرانيا انتقادات مستمرة في كييف. وتطرقت ميركل إلى التسوية التي تم التوصل إليها، لكنها اعترفت بتكاليفها الباهظة. وأوضحت أن عدم تقديم خطة عمل واضحة لعضوية أوكرانيا وجورجيا كان بمثابة "انتكاسة" لطموحاتهما، بينما مثل وعد "ناتو" العام بانضمامهما في المستقبل تحديا مباشرا للمصالح الروسية، وهو ما اعتبرته استفزازا للرئيس فلاديمير بوتين.
ومن المقرر أن تُنشر المذكرات في أكثر من 30 دولة حول العالم، وفقا للناشر. يذكر أن ميركل، التي قادت أكبر اقتصاد في أوروبا لمدة 16 عاما بين عامي 2005 و2021، هي أول امرأة تتولى منصب المستشار في ألمانيا.
(رويترز، أسوشييتد برس)