دعا قادة كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى "تهدئة" المواجهة البحرية مع طهران في أعقاب الكشف عن مسؤولية إسرائيل عن شن هجمات استهدفت ناقلات النفط الإيرانية المتجهة إلى سورية.
وكشف موقع "والاه" الإخباري اليوم الأحد، عن أن قادة عسكريين دعوا في مداولات داخلية إلى الامتناع عن القيام بردات فعل على عمليات تنفذها إيران، إثر توجيه الأخيرة اتهامات لتل أبيب بتنفيذ تفجيرات استهدفت سفنها في عرض البحر المتوسط.
وأشار الموقع إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي هو أحد الذين أيدوا "تهدئة" المواجهة البحرية مع إيران خشية أن تقود إلى تدهور الأوضاع الأمنية.
وحسب أحد المصادر العسكرية الإسرائيلية التي اقتبسها "والاه" فإن المطالبين بتهدئة المواجهة البحرية مع إيران يرون أنه على الرغم من أن إيران ضربت هدفا مدنيا من خلال استهدافها سفينة تعود إلى أحد رجال الأعمال الإسرائيليين في خليج عمان قبل أيام، إلا أنه "ليس من الحكمة العمل بقوة ضد إيران في الوقت الذي تعكف الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة حاليا على صياغة سياساتها تجاه إيران، وفي الوقت ذاته تجري معها مفاوضات حول مصير الاتفاق النووي".
ليس من الحكمة العمل بقوة ضد إيران في الوقت الذي تعكف الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة حاليا على صياغة سياساتها تجاه طهران
ولفت المصدر إلى سبب آخر يدعو إسرائيل للتهدئة، ويتمثل في حقيقة أن المسار البحري الذي تسلكه التجارة الإسرائيلية إلى آسيا حساس بشكل خاص لأنه يمر في مضيق هرمز الذي يفصل الخليج العربي عن خليج عمان، وهي المنطقة التي تم تحديدها كساحة تنفذ فيها إيران ردودها في العقد الأخير، وهذا يعني أن الأمور يمكن أن تتدهور بسهولة، في إشارة إلى مخاوف المصادر العسكرية الإسرائيلية من أن تقوم طهران باستهداف مكثف للسفن الإسرائيلية المتجهة إلى آسيا أثناء مرورها في خليج عمان.
وكانت وسائل إعلام أميركية قد كشفت أن إسرائيل تنفذ هجمات منذ 2019 استهدفت 12 ناقلة نفط إيرانية متجهة إلى سورية.
ورجحت مصادر في تل أبيب أن يكون تلوث شواطئ المدن الإسرائيلية بالزفت والوقود الذي كشف عنه الأسبوع الماضي ناجما بشكل أساس عن هجوم نفذته وحدة "الكوماندوس البحرية"، المعروفة بـ "القوة 13"، التابعة لسلاح البحرية، ضد إحدى ناقلات النفط الإيرانية المتجهة إلى سورية.
ورجحت المصادر أن تكون إدارة بايدن قد سربت نبأ مسؤولية إسرائيل عن استهداف الناقلات الإيرانية إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" بهدف إحراج حكومة نتنياهو.
في المقابل، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر في سلاح البحرية الإسرائيلية قولها إن إسرائيل ومنذ عام قادرة على مراقبة حركة السفن في البحار، وتعرف في كل لحظة أين تتواجد السفن المختلفة، ولأي جهة تتبع، ولأن السفن تتحرك ببطء فيمكن جمع المعلومات عن تحركاتها من مصادر كثيرة، أرضا وبرا ومن الفضاء عبر الأقمار الصناعية، ونقوم بإعداد ملف عن كل سفينة يهمنا أمرها قبل أن تصل إلى المنطقة، وقبل أن تدخل "لبنك" أهداف الجيش".
وكان وزير الأمن في حكومة الاحتلال، الجنرال بني غانتس أقر بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم بأن إسرائيل تعمل لمنع "تحركات إيرانية مشبوهة في البحر"، مضيفا " أننا نعمل على عرقلة عمليات لنقل أسلحة وعتاد عسكري من إيران، أو أي قدرات جوية بحرا، وبرا، لا أقول إننا فعلنا شيئا ما أو لا، لكن من واجبنا العمل ضد هذا الأمر وسنواصل ذلك".