يتجه جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة، في وقت بدأ تقليص قواته الموجودة في القطاع وتسريح ألوية بأكملها وإبعادها عن المشاركة في الحرب البرية.
وفي حين شهدت المرحلة الأولى من الحرب غارات جوية وبرية وبحرية مكثفة، تضمنت المرحلة الثانية اجتياحا بريا موسعا بالدبابات والمشاة وتنفيذ عمليات برية بغطاء جوي، فيما تتضمن المرحلة الثالثة انسحاب القوات الإسرائيلية من قلب قطاع غزة وإعادة انتشارها حوله، وإقامة عازل داخل أراضي القطاع، والانتقال إلى شن اقتحامات عسكرية "موضعية" في قلب القطاع، مثلما يفعل الجيش في شمال الضفة الغربية المحتلة، ولكن بشكل أوسع بكثير.
وعلى مدار الأيام الماضية كان الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب يحظى باهتمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في ظل ارتفاع حجم الضحايا المدنيين، وعدم تحقيق الجيش إنجازات كما كانت تقدر، إذ ترى واشنطن أن الانتقال إلى مرحلة أكثر دقة في الحرب قد يحقق الأهداف ويحد من التصعيد الإقليمي.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المرحلة الثالثة من الحرب "ستستغرق ستة أشهر على الأقل وستتضمن عمليات تطهير مكثفة" ضد المقاومة.
وأضاف المسؤول في سياق حديثه لـ"رويترز" حول سحب جيش الاحتلال بعض قواته من غزة، أن الحرب ستستمر في القطاع الفلسطيني حتى القضاء على حماس، لافتا إلى أن بعض القوات المنسحبة ستستعد لجبهة ثانية محتملة في لبنان.
وأشار المسؤول نفسه أيضا إلى أن الانسحاب ركز على جنود الاحتياط ويهدف إلى "إعادة تنشيط الاقتصاد الإسرائيلي". لكنه أضاف أن بعض القوات التي انسحبت من غزة في الجنوب ستكون مستعدة للخدمة على الحدود الشمالية مع لبنان. كما قال إنه "لن يُسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار. إن فترة الستة أشهر القادمة هي لحظة حرجة"، على حد تعبيره.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن بدأ سحب خمسة ألوية من المعارك الدائرة. وقال موقع "والاه" إن القرار ناجم عن انخفاض نطاق المعارك، زاعماً أنه تم تفكيك العديد من كتائب حماس وقتل أكثر من 8 آلاف مقاوم، و"تطهير" العديد من المناطق داخل قطاع غزة بما في ذلك بنى تحتيّة للمقاومة، من بينها أنفاق وبيوت ومستودعات أسلحة ومواقع إطلاق صواريخ وغيرها.
ورغم هذا الادعاء تتواصل المعارك مع المقاومة في مختلف أنحاء القطاع وتحديدًا في مناطق الجنوب، فيما كانت "كتائب القسام" قد أطلقت رشقة صاروخية على تل أبيب الليلة الماضية مع دخول العام الجديد.