كوربين يعمل على استراتيجية سياسية تتحدى نظام الحزبين الكبيرين في بريطانيا

15 يوليو 2024
كوربين خلال مظاهرة مناصرة لغزة في لندن بعد يومين من الانتخابات (ربيع عيد/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جيريمي كوربين، الزعيم السابق لحزب العمال، يسعى لتحدي نظام الحزبين الكبيرين في بريطانيا عبر عقد "منتديات شعبية" شهرية لتعزيز الدفاع عن حقوق الناس.
- كوربين يؤكد أن الحركة الجديدة ستقدم تحديًا قويًا للنظام السياسي الحالي، مشيرًا إلى الاستياء العام من قضايا مثل فقر الأطفال والإبادة الجماعية.
- يعمل كوربين مع أربعة نواب مستقلين فازوا في الانتخابات، ويعتزمون طرح تعديلات تشريعية للضغط على رئيس الوزراء بشأن مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.

بعد فوزه في انتخابات مجلس العموم البريطاني مرشحًا مستقلًا لأول مرّة خارج حزب العمّال، يسعى الزعيم السابق لحزب العمّال والمفصول منه النائب جيريمي كوربين للبدء باستراتيجية عمل سياسيّة جديدة تتحدى نظام الحزبين الكبيرين الذي يهيمن تاريخيًّا على الخريطة السياسيّة في بريطانيا.

ومن المقرر أن يعقد كوربين ومناصروه "منتديات شعبيّة" شهريّة وصفها في مقال له قبل أيام في صحيفة ذا غارديان البريطانية بأنها "مساحة ديمقراطيّة مشتركة" للحملات المحليّة والنقابات المختلفة. ويعتقد كوربين أن هذه المنتديات هي الأساس لنموذج تنظيمي شعبي جديد "يزرع بذور طريقة جديدة لممارسة السياسة" على حد قوله. ويرغب كوربين أن يتم تكرار ذلك في جميع أنحاء البلاد داعيًا الناس إلى "الدفاع عن أنفسهم وضد أولئك الذين تجاهلوا مطالبهم بالسلام والإنسانية".

وفي معرض حديثه عن تكهنات بشأن حزب سياسي جديد، قال جيريمي كوربين إنه "ليس لديه أدنى شك" في أن هذه الحركة ستقدم تحديًّا انتخابيًّا قادرًا على تحدي نظام الحزبين القديم"، ولكن ليس قبل بناء سلطة المجتمع "من الأسفل". وأشار إلى "الاستياء العام من النظام السياسي المكسور"، قائلًا إن هذه الحركة ستنمو ما دامت قضايا مثل فقر الأطفال والإبادة الجماعيّة من دون معالجة من طرف من هم في السلطة. وحذر كوربين بالقول: "لا يخطئنّ أحد، فهذه مجرد البداية لحركة يمكن أن تفوز مع -ولصالح- المجتمعات في جميع أنحاء البلاد".

واعتبر أن هذه الانتخابات لم تسمح بالتعبير الكامل عن سلطة الشعب، قائلًا "رأينا رفضًا للمؤسسة السياسية، أدى إلى انهيار ساحق بلا محبة؛ وشهدت هذه الانتخابات ثاني أقل نسبة إقبال منذ عام 1918 وأصغر حصة تصويت مجمعة للحزبين الرئيسيين منذ عام 1945. ولن يتزايد السخط العام على النظام السياسي المكسور إلا مع فشل الحكومة في إحداث التغيير الحقيقي الذي يتوقعه الناس".

ودعا كوربين إلى توجيه الطاقة الموجودة الآن قائلًا: "سيتم تنظيم حملتنا مع أولئك الذين استلهموا انتصارنا لبناء قوة المجتمع في كل ركن من أركان البلاد. وبمجرد تكرار نموذجنا الشعبي في أماكن أخرى، قد يكون هذا بمثابة نشأة لحركة جديدة قادرة على تحدي نظام الحزبين القديم". وتأتي فكرة المنتديات الشهريّة مساحةً لمحاسبة النواب على أدائهم خلال الشهر الأخير والاستماع إلى الناس استماعًا متواصلًا.

ومن المتوقع أن يعمل كوربين جنبًا إلى جنب في البرلمان مع أربعة نواب مستقلين فازوا بعد حملات شعبيّة دعت إلى التصويت ضد الحزبين الكبيرين – العمّال والمحافظين – بسبب موقفهم من الإبادة الجماعيّة في غزّة. وخسر حزب العمّال في هذه الانتخابات شرائح من الجاليات العربيّة والمسلمة واليساريّة كانت تصوت له تاريخيًّا بسبب الموقف من غزّة.

والتقى كوربين النواب الأربعة الفائزين الأسبوع الماضي وهم شوكت آدم في ليستر ساوث، وأيوب خان في بيري بار برمنغهام، وعدنان حسين في بلاكبيرن، وإقبال محمد في ديوسبري وباتلي. كما تحدث النواب المستقلون ومن ضمنهم كوربين في المظاهرة الوطنيّة الأخيرة في لندن نصرة لغزّة.

وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، تعتزم المجموعة المستقلة طرح تعديلات على التشريعات في محاولة للضغط على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشأن قضايا مثل مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل. ومن شأن التجمع المحتمل للمستقلين أن يساوي عدد نواب حزب الإصلاح اليميني المتطرف، وأن يتجاوز عدد حزب الخضر، الذين لديهم أربعة نواب وكان لديهم أيضًا برنامج مؤيد للفلسطينيين في الانتخابات العامّة. ومن غير الواضح مدى إمكانية تأثير المستقلين باعتبارهم قوة في البرلمان، نظرًا إلى الأغلبية الكبيرة لحزب العمال.

وفي الوقت نفسه هناك خشية في حزب العمال أن يثير النواب الجدد المزيد من الانقسام داخل الحزب وجذب المزيد من الاهتمام إلى موقف زعيم الحزب ورئيس الحكومة كير ستارمر وخطابه بشأن غزة، وهو ما لا يتفق عليه جميع الأعضاء.

يذكر أن جيريمي كوربين فاز بصفته مرشحًا مستقلًّا في إسلينغتون نورث في لندن، متغلبًا على مرشح حزب العمال بأكثر من 7000 صوت بعد حملة شعبيّة لدعمه من سكّان المنطقة ومن خارج لندن.