وصل عدد النواب المحافظين في مجلس العموم البريطاني، الذين قدموا رسائل لحجب الثقة عن رئيس الوزراء بوريس جونسون، اليوم الأربعاء، إلى 12 نائباً، فيما يتصاعد غضب الحزب من رئيس الوزراء الذي فتحت شرطة سكوتلانديارد تحقيقاً حول سهرات وحفلات وفعاليات شارك فيها أو أقامها في مقر إقامة رئاسة الوزراء البريطانية (داوننغ ستريت)، خلال فترات الإغلاق بسبب جائحة كورونا.
وتمكن جونسون حتى الآن من الصمود، على الرغم من نشر المسؤولة في الخدمة المدنية سو غراي، تقريرها حول حفلات "داوننغ ستريت" في فترة الإغلاق خلال العامين الماضيين.
12 رسالة لحجب الثقة عن جونسون
وبانتظار صدور نتائج تحقيق الشرطة في 12 من السهرات والتجمعات الـ16 المذكورة في التقرير، ارتفع عدد نواب المحافظين المطالبين علناً ورسمياً بحجب الثقة عن جونسون إلى 12، في إطار معركة تحتاج إلى 54 نائباً من أصل 359 نائباً للمحافظين، لإطلاق التصويت في مجلس العموم على حجب الثقة، لكنها أيضاً تفتح باكراً معركة رئاسة الوزراء البريطانية، وظهور أسماء تريد أن تكون بديلة عن جونسون.
معركة حجب الثقة تحتاج إلى 54 نائباً من أصل 359 نائباً للمحافظين
وآخر الأسماء التي تقدمّت اليوم بطلب حجب الثقة، هو أنتوني مانغنال، النائب عن حزب المحافظين الممثل لمنطقة توتنيس، في جنوب غربي المملكة المتحدة. وأكد مانغنال أن "المعايير في الحياة العامة مهمة"، مضيفاً أنه "في الوقت الحالي لم أعد قادراً على تحمل رئيس الوزراء". ورأى أن تصرفات جونسون "تحجب العمل الرائع لعدد كبير من الوزراء والزملاء الممتازين". وختم عبر "تويتر"، بقوله: "لقد سلّمت رسالة لحجب الثقة".
وكان النائب المحافظ والوزير السابق، توبياس إلوود، وهو أيضاً رئيس لجنة الدفاع في البرلمان، قد تقدمّ اليوم أيضاً برسالة لحجب الثقة عن جونسون، بحسب ما أكد، منضماً بذلك إلى 10 نواب محافظين أعلنوا قيامهم بذلك.
وقال إلوود في مقابلة تلفزيونية: "لا أعتقد أن رئيس الوزراء يعلم كم أن زملاءه قلقون في كل زاوية من الحزب، من أن هذا الأمر يذهب باتجاه واحد فقط، وسوف ينحدر إلى مكان بشع للغاية". ورأى أن على جونسون "أن يدعو بنفسه إلى عقد جلسة لحجب الثقة عنه، بدل أن ينتظر وصول عدد رسائل حجب الثقة إلى 54". واعتبر أنه "يجب حل هذه المسألة نهائياً، حتى يتمكن الحزب من العودة للحكم".
وتقدم رسالة حجب الثقة إلى لجنة 1922 لحزب المحافظين في مجلس العموم، وتعرف أيضاً باسم لجنة الأعضاء الخاصين في المجلس لحزب المحافظين، وهي تشكل المجموعة البرلمانية للحزب في مجلس العموم.
ومن بين من تقدموا أيضاً برسائل لحجب الثقة عن رئيس الوزراء، النواب بيتر أدوس، ووزير بريكست السابق ديفيد دافيس، ودوغلاس روس، وروجر غال.
ويجب أن يقدم 54 نائباً من الحزب رسالة لحجب الثقة، لإجراء تصويت داخل اللجنة الحزبية على حجب الثقة عن جونسون، وإذا خسر الأخير (يكفي تأييد غالبية بسيطة)، تطلق معركة اختيار زعامة جديدة للحزب.
تسري تكهنات حول إمكان استجواب جونسون وزوجته كاري من قبل محققي الشرطة أو فرض غرامة عليهما
جونسون ماضٍ في الحكم
ورداً على ذلك، أكد جونسون اليوم الأربعاء أنه ماضٍ في وظيفته في الحكم. ولدى سؤاله حول رأيه في توالي الرسائل التي قدمت لحجب الثقة عنه، رأى أن ذلك "يقول له إنه من الضروري أكثر من أي وقت مضى لحكومة هذه البلاد أن تقوم بمهامها، تسليم خطتنا لمحاربة كورونا، وهذا ما سنقوم به". وأكد جونسون أيضاً أنه سيلتزم بالقانون، رداً على سؤال حول النتائج المحتملة للتحقيق الذي تجريه الشرطة البريطانية.
يذكر أن تقرير سو غراي لم ينشر بالكامل، بما يشمل 300 صورة يضمها الملف. وقال جونسون، أول من أمس: "بطبيعة الحال سننشر كل ما يمكننا عندما ينتهي المسار". وذكرت صحيفة "ذا غارديان"، أمس الثلاثاء، أن جونسون حضر حفلاً في 14 يناير/ كانون الثاني 2021، في وقت تطبيق الإغلاق بسبب كورونا، ما يضاف إلى قائمة الفعاليات الاجتماعية الحكومية التي انتهكت قواعد الجائحة. وقالت الصحيفة إن الفعالية أدرجت في تحقيق سو غراي حول الحفلات، إذ يُعتقد أن جونسون مكث في الفعالية 5 دقائق.
ويواجه جونسون أزمة غير مسبوقة منذ وصوله إلى الحكم في يوليو/ تموز 2019 ويعاني من انهيار في شعبيته على ما تظهر نتائج استطلاعات الرأي.
ويفترض أن تكون الأسابيع المقبلة محفوفة بالمخاطر لمستقبله السياسي، في حين تسري تكهنات كثيرة حول إمكان استجوابه وزوجته كاري من قبل المحققين أو فرض غرامة عليهما.
وتحقق الشرطة خصوصاً في اجتماع جرى في شقة جونسون وكاري الرسمية في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 حيث بثت أغنية مشهورة لفرقة "آبا" احتفالاً برحيل دومينيك كامينغز، مستشار جونسون النافذ الذي تحول إلى عدو لدود له.
(العربي الجديد، رويترز)