جنرال إسرائيلي: وقف الحرب على غزة شرط لمواجهة تحديات الشمال

05 يونيو 2024
دبابات إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية، كريات شمونة 30 أكتوبر 2023 (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- رئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو، يهدد بعملية عسكرية ضد حزب الله ويستدعي جنود الاحتياط وسط تحديات متزايدة على الجبهات الشمالية وفي غزة، مما يتطلب تقييمًا للموارد والاستراتيجيات.
- جنرال احتياط يدعو لوقف العمليات ضد غزة والتركيز على حزب الله، محذرًا من ضرر هائل قد يلحق بإسرائيل ويستدعي إعادة تقييم الأولويات نحو الجبهة الشمالية.
- نتنياهو يلمح لإمكانية اللجوء للدبلوماسية لإعادة الهدوء مع حزب الله، في ظل أزمة خيارات وانتقادات داخلية لسياسته، مما يحتم على إسرائيل مراعاة الشرعية الدولية ومصير الأسرى لدى حماس.

في ظل تهديد رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بشن عملية عسكرية واسعة ضد حزب الله، وقرار جيش الاحتلال استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، دعا جنرال احتياط في جيش الاحتلال إلى وقف الحرب على غزة، من منطلق أن هذه الخطوة لا بد منها لمواجهة التحديات على الجبهة الشمالية.

وقال إيال بن رؤفين، القائد السابق للفيلق الشمالي في جيش الاحتلال، إن دولة الاحتلال ليس بوسعها مواجهة التحدي الذي يمثله حزب الله في الشمال في الوقت الذي تواصل فيه الحرب على غزة. ودحض بن رؤفين، في مقابلة نشرها موقع "معاريف"، اليوم الأربعاء، مزاعم رئيس الموساد السابق يوسي كوهين بأن دولة الاحتلال بإمكانها "حسم" المواجهة ضد حزب الله، مشدداً على أن النجاح في تحقيق هذا الحسم يتطلب توجيه كل قوات الجيش إلى الجبهة الشمالية. وحذر من أنه بخلاف المواجهة ضد حماس في الجنوب، فإن مواجهة مع حزب الله ستفضي منذ بدايتها إلى "ضرر هائل" في العمق الإسرائيلي، مشدداً على أن المواجهة مع حزب الله تتطلب تضافر جميع أذرع جيش الاحتلال الجوية والبحرية، وتحديداً البرية.

وحسب بن رؤفين، فإن حملة عسكرية ضد حزب الله تتطلب شن عملية برية تشارك فيها كل القوات، محذراً من أن جيش الاحتلال ليس بوسعه تنفيذ هذه العملية، في الوقت الذي يواصل فيه العمليات العسكرية بغزة "وهذا ما يوجب وقف الحرب على غزة"، وضمان إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس، مشدداً على أن هذا يعد مطلباً أساسياً قبل التورط في مواجهة شاملة مع حزب الله.

ولم يستبعد بن رؤفين أن يفضي وقف الحرب على غزة إلى حل معضلة الساحة الشمالية بدون عمل عسكري، مشيراً إلى أنه يمكن لحزب الله أن يسحب قواته إلى نهر الليطاني، لاسيما مقاتلي وحدة الرضوان، وأردف قائلاً: "لقد بتنا مثل حاملة طائرات ضخمة تتم مهاجمتها من كل مكان. فمنذ السابع من أكتوبر تحولت إسرائيل إلى كيان يمكن ضربه، وهذا يحتم علينا العمل انطلاقاً مما يوجهه العقل وليس العاطفة"، مضيفاً أن دولة الاحتلال مطالبة بأن تأخذ في الاعتبار مستقبل المواجهة على الجبهات الأخرى في حال قررت شن حرب على حزب الله في الشمال، "ليس بوسعنا مواجهة التحديات في الشمال من دون أن نأخذ في الاعتبار التحديات في الجنوب والشرق، ومن دون مراعاة الشرعية الدولية ومصير الأسرى لدى حركة حماس".

من ناحيته، هدد نتنياهو، اليوم الأربعاء بشن عملية عسكرية واسعة ضد حزب الله، خلال جولة تفقدية في مستوطنة "كريات شمونا" القريبة من الحدود مع لبنان، وقال: "لقد تعهدنا في بداية الحرب بأن نعيد الأمن إلى الجنوب والشمال، وهذا ما نفعله اليوم"، مضيفاً: "من يعتقد أن بوسعه المسّ بنا ونحن نجلس مكتوفي الأيدي يخطئ خطأ كبيرا، نحن نستعد لعملية واسعة في الشمال". لكن نتنياهو ألمح إلى أن الخيار الدبلوماسي ما زال قائماً، "بهذه الطريقة أو تلك سنعيد الهدوء والأمن إلى الشمال". وذكر موقع "معاريف" أن جيش لاحتلال استدعى مؤخراً 50 ألف جندي احتياط، مشيراً إلى أن 300 ألف جندي احتياط ينخرطون حالياً في عمليات عسكرية داخل قطاع غزة وعلى الحدود الشمالية.

وفي السياق، لفتت صحيفة هآرتس إلى أن جيش الاحتلال يواجه أزمة خيارات في كل ما يتعلق بشأن آليات مواجهة اتساع دائرة التصعيد مع حزب الله، وتعاظم الانتقادات التي يوجهها الجمهور لسياسات نتنياهو، واستراتيجية الاحتلال إزاء التعاطي مع هذا التصعيد. وبحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من التصريحات النارية التي أطلقها قادة جيش الاحتلال، وتحديداً رئيس الأركان هرتسي هليفي، بشأن الاستعداد لشن هجوم واسع على حزب الله، فإن المؤسسة العسكرية في تل أبيب في المقابل قلقة من عدم إدراك الجمهور في دولة الاحتلال تبعات مواجهة شاملة مع حزب الله.

المساهمون