جنرال إسرائيلي: حرب غزة انتهت بخسارتنا لا بالتعادل

25 مايو 2021
تدمير الأبراج السكنية يرتد على إسرائيل (Getty)
+ الخط -

يواصل جنرالات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي توجيه انتقادات حادة لأداء الجيش في العدوان الأخير على قطاع غزة الذي استمر 11 يوماً، في وقت حذرت فيه صحيفة "هآرتس" من إمكانية تفجر مواجهة جديدة مع حركات المقاومة في غزة رغم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، فجر الجمعة الماضي.

وفي تحليل نشرته اليوم، الثلاثاء، ذكر المعلّق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أنّ سياسة الرد التي اعتمدتها تل أبيب بعد وقف إطلاق النار في مواجهة أي عمليات تتم من قطاع غزة، بالإضافة إلى التوتر في الضفة الغربية، يمكن أن يقودا إلى تصعيد جديد بين حركة "حماس" وجيش الاحتلال.

وأوضح هارئيل أنه على الرغم من كون الحفاظ على وقف إطلاق النار وتجنب التصعيد يعد مصلحة مشتركة لـ"حماس" وإسرائيل في الوقت الحالي، فإنّ الظروف التي تتعلق بوقف إطلاق النار يمكن أن تساهم في تسخين الأوضاع من جديد.

ولفت إلى أنه نظراً لأنّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مصرية وبرعاية أميركية، لم يتطرق إلى أي تفاصيل تتعلق بالتهدئة، فإنّ هذا يوفر بيئة لتفجر الأوضاع، ولا سيما في حال طبّقت تل أبيب السياسة التي أعلنتها بعد انتهاء الحرب والمتمثلة في الرد بشكل غير متناسب على أي عملية تنطلق من غزة، سواء كانت إطلاق بالون حارق أو صاروخ.

وفي سياق متصل، هاجم رئيس هيئة أركان سلاح الجو الإسرائيلي السابق، الجنرال أساف أغمون، أداء الجيش والحكومة الإسرائيلية في الحرب.

وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، قال أغمون إنّ "المعركة لم تنته بالتعادل، بل بخسارة إسرائيلية واضحة"، مشدداً على أنّ حركة "حماس" ذاتها لم تعرف حتى الآن حجم الإنجازات التي حققتها في الحرب.

ولفت أغمون إلى أنّ القيادة السياسية في تل أبيب أمرت الجيش باستنفاد كل قوته العسكرية في المواجهة دون أن تحدد أهدافاً واضحة، ما جعل تل أبيب تفشل في تحقيق إنجازات، بعكس حركة "حماس".

وبحسب أغمون، فإنّ إنجازات "حماس" تكمن في إعادتها القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام، فضلاً عن أنه بات ينظر إلى الحركة على مستوى المنطقة والشعب الفلسطيني على أنها "جهة رئيسية وباتت الطرف المهيمن في الساحة الفلسطينية وفي القدس ولدى الفلسطينيين داخل إسرائيل".

أغمون: المعركة لم تنته بالتعادل، بل بخسارة إسرائيلية واضحة

ودعا أغمون إلى الاعتراف بحقيقة أنّ إسرائيل لم تتمكّن من ردع حركة "حماس" رغم أنها خاضت ضدها أربعة حروب "تمكنت الحركة خلالها من إدراك حدود قوة الجيش الإسرائيلي"، على حد قوله.

وشدد على أنّه "لا أحد في العالم يقتنع بالمبررات التي قدمتها إسرائيل لتدمير الأبراج السكنية العالية في غزة، فضلاً عن أنّ هذه الخطوة لم تساهم في مراكمة الردع ضد حماس"، مرجّحاً أنّ إسرائيل "ستدفع ثمن هذا السلوك".

وحمّل أغمون هيئة أركان الجيش المسؤولية عن دفع المستوى السياسي لمواصلة التشبث بالخيار العسكري في مواجهة غزة، لافتاً إلى أنّ القيادة العسكرية تمجّد القوة الهجومية بزعم أنها تجلب الانتصار و"هذا ما لن يحدث".

من ناحيتها، فنّدت المعلّقة السياسية في "هآرتس" نوعا لانداو مزاعم القيادات في تل أبيب بأنّ إسرائيل لم تعد تحتل قطاع غزة.

وفي مقال نشرته الصحيفة اليوم، الثلاثاء، اعتبرت لانداو أنّ تكرار هذا الزعم يعد "الكذبة" التي تمثل قاسماً مشتركاً للساسة الإسرائيليين الذين يوظفون هذا الشعار في الحرب الدعائية، التي يحاولون من خلالها إقناع العالم بأنّ العمليات العسكرية غير المتناسبة التي تنفذها إسرائيل ضد غزة مبررة لأنها أنهت احتلالها للقطاع.

وأشارت لانداو إلى أنه على الرغم من أنّ إسرائيل سحبت قواتها وفككت مستوطناتها وأخلت مستوطناتها من قطاع غزة، إلا أنّها ما زالت تحاصر قطاع غزة براً وجواً وبحراً، وتتحكم في حرية الحركة من القطاع وإليه.

المساهمون