عدد نائب هيئة أركان جيش الاحتلال السابق، الجنرال يئير غولان، فرضيات عدة أسقطتها عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من الشهر الجاري، موضحاً أن سياسات حكومات تل أبيب التي قادها بنيامين نتنياهو في الأعوام الأخيرة كانت توجهها تلك الفرضيات، داعياً إلى التخلص من رئيس الوزراء الإسرائيلي، حتى في أثناء الحرب، على اعتبار أن هذه الخطوة "مصلحة وجودية لإسرائيل".
وقال إن أولى الفرضيات التي أسقطتها "طوفان الأقصى" تمثلت بانهيار "استراتيجية إدارة الصراع" تجاه القضية الفلسطينية التي عكفت عليها حكومات نتنياهو التي تعاقبت على إدارة شؤون إسرائيل منذ 2009.
وفي سلسلة تغريدات كتبها اليوم على حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، لفت غولان إلى أن نتنياهو استغل الصراع بين حركتي حماس وفتح في تبرير عدم استعداد حكوماته للشروع في مفاوضات بهدف حل الصراع.
ولفت إلى أن استراتيجية إدارة الصراع دفعت إسرائيل إلى "عمى سياسي وعسكري وشلّ قدرتها على العمل"، مشيراً إلى أن رفع شعار "إدارة الصراع" ساعد نتنياهو على بناء تحالف مع قوى اليمين الديني المتشدد المطالب بضم الضفة الغربية إلى الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح أن نتنياهو حرص على عدم التصدي لممثلي هذه القوى المتطرفة.
وحسب غولان، فإن الإستراتيجية الثانية التي أسقطتها "طوفان الأقصى" تمثلت برهان حكومات نتنياهو على إضعاف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية من منطلق أن ذلك يخدم مصالح قوى اليمين الديني المتطرف في إسرائيل التي تخشى أن يسهم وجود سلطة فلسطينية فاعلة في تحولها لاحقاً إلى "دولة"، فيما أدت سياسات نتنياهو إلى تعزيز حضور حركة حماس العسكري في قطاع غزة.
وشدد غولان على أن "طوفان الأقصى" أسقط الافتراض بأن إسرائيل تمثل "قوة عظمى بإمكانها الاستغناء عن الولايات المتحدة"، وهو ما جعل نتنياهو لا يتردد في تحدي الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما "حيث حاول نتنياهو أن يبني لنفسه صورة الزعيم الذي يتحدى قوى عالمية، وهو ما قاد إلى تدهور العلاقات مع الحزب الديمقراطي الأميركي".
وأوضح أن "طوفان الأقصى"، وتحديداً إن قادت الحرب على غزة إلى تفجر ساحات أخرى تجعل قدرة إسرائيل على الحفاظ على أمنها القومي مرتبطة بالاعتماد على الولايات المتحدة.
أما الفرضية الرابعة التي انهارت، فتمثلت بسقوط صورة "سيد الأمن"، التي كرسها نتنياهو عن نفسه، "بعدما تمكن تنظيم صغير (حماس) من إهانة إسرائيل وألحق بها أكبر هزيمة في تاريخها"، على حد تعبيره.
وتتمثل الفرضية الخامسة التي أسقطتها "طوفان الأقصى"، كما يرى غولان، بتهاوي خطة "التعديلات القضائية" التي طرحتها حكومة نتنياهو الحالية، حيث أثبتت الأحداث الأخيرة أن هذه الخطة أسهمت في "تمزيق الشعب وأضعفت المكانة الدولية لإسرائيل وقادت إلى أزمة اقتصادية خانقة وأبرزت ضعفنا أمام أعدائنا... فنحن نعيش في بيئة قاسية، فيها يجري التعرف إلى مظاهر الضعف بسرعة وتُستغَلّ في وقت قصير".
ولليوم الـ19 على التوالي، يشنّ جيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على غزة، قتلت إجمالاً 5791 فلسطينياً، بينهم 2360 طفلاً و1292 امرأة و295 مسناً، وأصابت 16297 شخصاً، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كذلك يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
وخلال الفترة ذاتها، قتل أكثر من 1400 إسرائيلي وأصيب 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كذلك أُسر ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب رفيعة.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة"، أطلقت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، في السابع من الشهر الجاري من قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
ورداً على ذلك، تواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ20 على التوالي، غاراتها المكثفة على قطاع غزة، مستهدفةً عدداً من المباني والتجمعات السكنية والمؤسسات الحكومية، فيما بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي، في آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية، 6546 شهيداً و17439 مصاباً بجراح مختلفة.