جرحى مدنيون في قصف على إدلب و"قسد" تلاحق المتصالحين مع النظام

02 ديسمبر 2021
لا يزال المدنيون في سورية ضحايا العمليات الحربية (بكير قاسم/الأناضول)
+ الخط -

قصفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الخميس، مناطق عدة في ريف إدلب شمال غربي البلاد، ما تسبب في وقوع جرحى بين المدنيين، فيما واصلت الطائرات الحربية الروسية قصف مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البادية السورية. كما واصل النظام السوري عمليات "التسوية" في شرق البلاد، وسط أنباء عن إقدام "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على اعتقال العديد من الأشخاص ممن أجروا تسويات مع النظام.

وذكر الدفاع المدني السوري أنّ 6 مدنيين أصيبوا جراء قصف مدفعي لقوات النظام على أطراف بلدة بنش شرقي إدلب، وهم عائلة واحدة مكونة من رجل وزوجته و4 أطفال.

وأفاد الناشط حسان محمد، "العربي الجديد"، بأنّ قصف قوات النظام طاول أيضاً بلدة سرمين بريف إدلب الشرقي، والفطيرة وفليفل في الريف الجنوبي.

من جانب آخر، قتل عنصر من قوات "قسد"، جراء قصف مدفعي لـ"الجيش الوطني السوري" المعارض، على محيط بلدة تل تمر شمالي الحسكة شمال شرقي سورية.

وقال الناشط محمد الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش الوطني" قصف مواقع لقوات "قسد" في ريف بلدة تل تمر، ما أسفر عن مقتل أحد العناصر، في حين شهدت المنطقة تبادلاً للقصف بين الجانبين.

إلى ذلك، شنت طائرات حربية روسية أكثر من 10 غارات على مواقع عند محيط طريق أثريا – خناصر في البادية السورية، تزامناً مع تحليق لطائرة استطلاع في أجواء المنطقة، وذلك لليوم الثاني على التوالي، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وأضاف المرصد، في تقرير له، أنّ سرباً روسياً يضم 10 مقاتلات تناوب على قصف مواقع يتوارى فيها مقاتلو تنظيم "داعش" قرب طريق أثريا – خناصر في البادية السورية من قسمها الواقع من ريف حماة وصولاً إلى ريف حلب.

اشتباكات بين مليشيا "لواء الباقر" الإيرانية و"الفرقة الرابعة"

من جهة أخرى، ذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية، أنّ اشتباكات اندلعت، أمس الأربعاء، بين مليشيا "لواء الباقر" الإيرانية و"الفرقة الرابعة" التابعة للنظام السوري، وذلك "بعد منع حاجز مليشيا "لواء الباقر"، عبور 3 سيارات لـ"الفرقة الرابعة" كانت قادمة من نقاطها في بادية حلب الجنوبية متجهة إلى داخل مدينة حلب شمالي سورية.

ووفق الشبكة، فقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين من مليشيا "لواء الباقر"، وكذلك أصيب عنصر وضابط في "الفرقة الرابعة"، وسط استنفار عسكري للمليشيات في المنطقة.

تواصل التسويات في شرق سورية

وفي شرق سورية، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أنّ عمليات التسوية تتواصل في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، مشيرة إلى أنها شملت حتى الآن أكثر من 10 آلاف شخص من أبناء دير الزور، منذ انطلاقها في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وعلى صعيد متصل، ذكر مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات "قسد" اعتقلت، خلال الأيام الماضية، العديد من نازحي دير الزور في الرقة، وذلك بتهمة إجراء تسويات مع النظام السوري.

وأضاف المصدر أنّ الاعتقالات استهدفت بعض الشبان النازحين في مدينة الرقة وريفها، وذلك خلال توجّههم إلى دير الزور بهدف إجراء تسوية مع النظام، مشيراً الى أنّه جرى، حتى الآن، اعتقال العشرات بهذه التهمة، ينحدر معظمهم من مدينتي الميادين والبوكمال.

ونشط النظام السوري بالتعاون مع بعض الوجهاء المحليين في إجراء اتصالات مؤخراً مع نازحي دير الزور في مناطق سيطرة "قسد" و"الجيش الوطني السوري" لحثّهم على إجراء تسويات مع النظام والعودة إلى مناطقهم.

كما شنّت "قسد" حملات اعتقال في مناطق سيطرتها خلال الساعات الماضية، أبرزها اعتقال 11 شاباً بينهم قاصر في مخيم الرقة وذلك لتجنيدهم في صفوفها. واعتقلت آخرين في بلدة تل تمر بريف الحسكة بتهمة المشاركة في أنشطة "تهريب" للبضائع والبشر.

من جهة أخرى، شهدت العديد من مناطق سيطرة "قسد" احتجاجات شعبية بسبب سوء الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار لا سيما الخبز.

وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، أنّ المتظاهرين في بلدة الحريجة شمالي دير الزور، قطعوا الشارع العام بالإطارات المشتعلة للتعبير عن غضبهم من سياسة "الإدارة الذاتية" والتي أدت إلى توقف عمل الأفران بعد أن قلّصت الإدارة كميات الطحين المخصصة للأفران في محافظة دير الزور.

توترات في جنوب سورية

وفي جنوبي البلاد، ذكرت شبكة "السويداء ANS" أنّ قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى المحافظة، خلال الأيام القليلة الماضية، تتضمن سيارات عسكرية ومدرعات لحفظ النظام.

وأضافت الشبكة أنّ التعزيزات انتشرت أمام مبنى المحافظة وفي مدخلها الشمالي، والهدف منها ترهيب المدنيين بعد أحداث أمنية واسعة شهدتها السويداء في الأسبوعين الماضيين، وتهديد المحافظ نمير مخلوف لأهالي السويداء بقمع أي تحرك ضد النظام. 

شهدت العديد من مناطق سيطرة "قسد" احتجاجات شعبية بسبب سوء الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار لا سيما الخبز

وكانت قوات النظام السوري قد اقتحمت، قبل أيام، مستشفى "السويداء الوطني"، وسط إطلاق نار واشتباكات بالأسلحة الرشاشة مع مجموعة محلية، واعتقلت أربعة مواطنين بينهم جرحى.

وفي محافظة درعا المجاورة، أحرق مجهولون سيارتين في حي السبيل وسط مدينة درعا، يوم أمس الأربعاء، تعودان لأحد تجار الألبسة دون معرفة الأسباب، فيما عثر الأهالي في بلدة المزيريب على جثتين لشابين مجهولي الهوية على أطراف البلدة وعليهما آثار إطلاق رصاص. 

هذا وشهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ارتفاعاً في عمليات ومحاولات الاغتيال في محافظة درعا.

وذكر "مكتب توثيق الشهداء" في درعا، في تقرير له، أنّ الشهر المذكور شهد 48 محاولة وعملية اغتيال أسفرت عن مقتل 30 شخصاً، وإصابة 16، بينما نجا شخصان.

وأوضح التقرير أنّ الاغتيالات استهدفت تسعة مقاتلين سابقين بفصائل المعارضة، أربعة منهم التحقوا بقوات النظام بعد "التسوية"، عام 2018، مشيراً إلى أنّ من بين القتلى، 20 شخصاً قضوا بإطلاق نار مباشر، بينما استُهدف خمسة بعبوات ناسفة، وثلاثة بقنابل يدوية، في حين أُعدم شخصان ميدانياً بعد اختطافهما.

وبحسب التقرير، الذي لم يتضمن الهجمات على حواجز وأرتال قوات النظام، فقد شهد ريف درعا الغربي 32 عملية ومحاولة اغتيال، مقابل 16 عملية ومحاولة بالريف الشرقي، بينما لم تسجل مدينة درعا أي اغتيالات.

المساهمون