جرحى في قصف للنظام السوري واستنكار لهجوم "هيئة تحرير الشام" في أعزاز

20 ديسمبر 2023
أصيب طفلان بجروح في قصف للنظام على الأحياء السكنية بريف حلب (فرانس برس)
+ الخط -

أصيب ثلاثة أطفال بقصف للنظام السوري والطيران الحربي الروسي على شمال غربي سورية، فيما سلمت "هيئة تحرير الشام" القيادي المنشق عنها أبو أحمد زكور لتركيا بعد اعتقاله من أعزاز وسط استنكار من قبيلة العكيدات لهجوم الهيئة وترويع السكان.

وقال الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" إن طفلين أصيبا بجروح مساء أمس جراء قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام استهدف الأحياء السكنية في قرية الأبزمو بريف حلب الغربي، مضيفا أن القصف أدى لاندلاع حريق في أحد المنازل.

وذكر الدفاع أن طفلا آخر أصيب بجروح جراء غارة جوية روسية استهدفت محيط قرية القنيطرة في ريف إدلب الغربي، كما أدت الغارات إلى حدوث أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.

وقال الناشط مصطفى المحمد، إن الطيران الحربي الروسي جدد قبيل منتصف الليلة الماضية غاراته في شمال غربي سورية مستهدفا مناطق تخضع لـ"هيئة تحرير الشام" في ناحية الشيخ يوسف غرب مدينة إدلب، دون أن يتبين حجم الخسائر الناجمة عنها. 

وكان قصف من قوات النظام السوري قد أسفر يوم الأحد الماضي عن مقتل وجرح 23 شخصا بينهم أطفال ونساء في مدينة إدلب وريف حلب الغربي.

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خلايا تنظيم "داعش" خطفت ثلاثة رعاة أغنام في بادية السبخة بريف الرقة الجنوبي الشرقي ونقلتهم إلى مكان مجهول، فيما تجري مليشيات الدفاع الوطني عمليات تمشيط في المنطقة بحثا عن المخطوفين.

بالمقابل، اتهم ناشطون المليشيات الإيرانية المدعومة من النظام السوري بالوقوف وراء عملية الخطف، على غرار مجموعة من الحوادث المشابهة التي حصلت في مناطق نفوذ هذه المليشيات بالرقة وريف حلب الشرقي.

أحداث أعزاز

في شأن آخر، استنكرت قبيلة البكارة في بيان هجوم "هيئة تحرير الشام" على القيادي المنشق عنها أبو أحمد زكور في مدينة أعزاز الخاضعة لفصائل الجيش الوطني السوري والجيش التركي واعتقاله خلال اشتباكات أدت إلى وقوع خسائر بشرية.

وقالت القبيلة في البيان إنها لا تقبل مثل هذه الأعمال وإن هناك طرقا أخرى لحل الخلافات غير الاحتكام للسلاح وترويع المدنيين الآمنين، مشيرة في بيانها إلى أن القيادي المنشق عن الهيئة أبو أحمد زكور هو من أبناء القبيلة.

من جانبه، قال المرصد السوري إن "هيئة تحرير الشام" سلمت القيادي المنشق أبو أحمد زكور للمخابرات التركية، بعد أن جرى اعتقاله من منزله في أعزاز، مضيفا أن القوات التركية منعت الهيئة من نقل القيادي إلى إدلب عن طريق إغلاق الطرق بالمدرعات والدبابات.

وكانت "هيئة تحرير الشام" قد حاصرت أيضا مضافة رئيس مجلس شورى قبيلة البكارة في الشمال، على خلفية الاشتباكات مع القيادي المنشق عنها. وأوضح المرصد أن الاشتباكات في مدينة أعزاز أدت إلى مقتل اثنين من مسلحي مجموعات القيادي المنشق، فضلا عن إصابة 6 مدنيين بينهم حالات خطيرة. 

وكانت مصادر مقربة من "الجيش الوطني السوري" قد أكدت في حديث مع "العربي الجديد" مساء أمس، أن مجموعات عسكرية من "هيئة تحرير الشام" بمساندة مجموعات عسكرية أخرى عاملة تحت مظلة "الفيلق الثاني" لدى فصائل "الجيش الوطني السوري" اشتبكت مع جهاد عيسى الشيخ المعروف باسم أبو أحمد زكور وألقت القبض عليه.

وكان جهاد عيسى الشيخ أحد أبرز قادة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، قد أعلن يوم الخميس الفائت من خلال بيان رسمي، الانشقاق عن صفوف الهيئة، وذلك بعد تغيير سياستها، لا سيما فيما يخص العلاقات مع "الجيش الوطني السوري" المعارض للنظام السوري والحليف لتركيا، والعامل في مناطق "درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام" شمال سورية.

ويعد أبو أحمد زكور من أبرز مؤسسي "جبهة النصرة" التي أصبحت فيما بعد "هيئة تحرير الشام"، وشغل منصب عضو في مجلس الشورى وأميراً على قطاع حلب والمشرف على المحفظة الاقتصادية للهيئة في الخارج وأذرعها المالية.

وكانت الولايات المتحدة وتركيا قد فرضتا عقوبات في الثاني من مايو/ أيار العام الجاري 2023 على أبو أحمد زكور.