جدل في الجزائر بعد بثّ التلفزيون الرسمي مزاعم باختراق الحراك

18 فبراير 2021
تعليقات ساخرة على ما بثّه التلفزيون الجزائري (يوتيوب)
+ الخط -

نشر التلفزيون الجزائري الرسمي، أمس الأربعاء، مقطع فيديو تضمن اعترافات أثارت جدلاً لشخص قال إنه ينتمي إلى "مجموعة إرهابية" كانت تستهدف اختراق الحراك الشعبي، والتحريض على العصيان المدني، وصولاً إلى القيام بعمل مسلح لإسقاط النظام.

وفي فيديو تحت عنوان "الإرهابي (حسن زرقان المدعو أبو الدحداح جليبيب) يكشف عن مخططات لإثارة الفوضى وضرب استقرار الوطن"، ذكر الأخير أنه التحق بالجماعات المسلحة عام 1994 في جبال الأخضرية، قرب العاصمة الجزائرية.

وزعم أن التنظيم الذي كان ينشط في صفوفه، حاول اختراق الحراك الشعبي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، قائلاً إنّ هدفهم كان "نشر فكرنا المسلح والجهادي داخل المجتمع الجزائري عبر المدعو أمير ديزاد والعربي زيتوت ومراد دهينة، وكنا نركز عليهم لتحريض الشباب"، وهم ناشطون يقيمون على التوالي في باريس ولندن وسويسرا، وينشرون باستمرار فيديوهات تحريضية ووثائق ومعلومات عن الجيش والمسؤولين في الدولة. 


وأضاف: "كان لدينا اتفاق مع الأسماء المذكورة، لإطاحة النظام، من خلال تحريض شباب الحراك على السلمية، رغم أننا نحن لا نؤمن بالسلمية، لكن فقط لاختراقه وتحويله عبر الدعوة إلى عصيان مدني، ثم يتحول العصيان المدني إلى العمل المسلح مثل ما حدث في اليمن وسورية، وفي حال تحوله إلى ثورة نوفر لهم سلاح".

وذكر كذلك أنه أقدم في بداية الحراك الشعبي على "فتح صفحة في تويتر، وقد تابعها الكثيرون، تواصلت مع نشطاء في حركة رشاد (حركة سياسية تضم ناشطين إسلاميين وقيادات في جبهة الإنقاذ المحظورة)، ومع أمير ديزاد (اسمه الحقيقي أمير بوخرص)، وكانت لدي قنوات في يوتيوب خصصتها للحراك قمت من خلالها بالتحريض، كذلك فتحت قنوات في تلغرام بلغ فيها عدد المتابعين ألفي متابع".

وكشف زرقان أن "الجماعة (الإرهابية) كلفت عدداً من الأفراد، منهم أبو عبد الله، وحسين هريدة المدعو أبا موسى، فتحوا أيضاً قنوات على يوتيوب، حيث كانت لدينا رغبة في إسقاط النظام بكل الوسائل".

واعتقلت قوات الجيش في 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي زرقان في منطقة جيجل، 340 كيلو متراً شرق الجزائر، بعد تطويقه ومحاصرته في منطقة بها غابات.

وتعمدت السلطات بثّ هذه الاعترافات، تزامناً مع تصاعد الدعوات في الجزائر إلى استئناف مظاهرات الحراك الشعبي عشية الاحتفال بالذكرى الثانية للحراك، خاصة بعد نجاح التعبئة الكبيرة في مظاهرة الثلاثاء في مدينة خراطة شرقي الجزائر.

وتكثف السلطة والمسؤولون في الحكومة في الفترة الأخيرة، نشر تصريحات تتحدث عن وجود خطط لاختراق وزعزعة استقرار البلاد، في ظل تحذيرات من دعوات التظاهر واستغلال الحراك الشعبي.

لكن اللافت أن بثّ التلفزيون الرسمي لهذا الفيديو، قابلته ردود مستاءة من قبل الجزائريين وسخرية بالغة في مواقع التواصل الاجتماعي، لكون مثل هذه الأساليب في تخويف الجزائريين هي نفسها التي كان يستخدمها النظام في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لمنعهم من التظاهر والخروج إلى الشارع للمطالبة بالحقوق السياسية والاجتماعية. كذلك أثبت الحراك الشعبي في الجزائر سلميته على مدار عامين كاملين. 

وتباينت الردود والتعليقات المنتقدة لما بثه التلفزيون العمومي، وكتب الإعلامي سمير قلالتة في تعليق على حسابه بموقع "فيسبوك": "سيناريو مفضوح.. وإخراج رديء.. في الجزائر الجديدة !!".

وعلّق أستاذ الإعلام في جامعة الجزائر رضوان بوجمعة على "فيسبوك"، قائلاً: "المنظومة الإعلامية في الجزائر أكبر تهديد للأمن القومي، تغييرها مسألة مستعجلة لا تنتظر أي تأخير".

وقال الإعلامي أبو طالب شبوب: "علمتنا تجربة التسعينيات أن النظام لا يتورع عن أي شيء حين يحسّ بالتهديد"، فيما اقترح الكاتب الصحافي نجيب بلحيمر أن "الأولوية العاجلة للسلطة الآن يجب أن تكون لتشكيل فريق لقراءة التعليقات على فيديو أبو الدحداح على صفحة التلفزيون، فضيحة مستعارة من عصور بائدة".

ونشر عدد كبير جداً من الناشطين تعليقات ساخرة على ما بثه التلفزيون العمومي من اعترافات، واتخذ المعلقون من كنيته "أبو الدحداح"، و"الدحدحة" كلمة مكررة في كل التعاليق، وكتب إبراهيم بن تومي: "الفايسبوك يتدحدح".

 
المساهمون