قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، يوم الخميس، إن بلاده تنوي نقل السيطرة في مناطق تواجدها حالياً إلى النظام السوري حال تحقق الاستقرار السياسي، مشدداً على ضرورة تأمين عودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم.
وأوضح جاووش أوغلو، خلال كلمة له بإحدى فعاليات وزارة الخارجية التركية، أن نظام بشار الأسد يرغب بعودة السوريين إلى بلادهم، مشدداً على ضرورة وأهمية التواصل مع النظام السوري لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين، ولضمان عودة آمنة للاجئين.
واعتبر الوزير التركي أنه من المهم أيضاً إشراك النظام الدولي والأمم المتحدة أيضاً في موضوع عودة اللاجئين السوريين.
وبخصوص التواصل مع النظام السوري، قال وزير الخارجية التركي إن المرحلة التالية في خارطة الطريق، هي عقد اجتماع على صعيد وزيري خارجية البلدين، مبيناً أنه لم يتم بعد تحديد التوقيت بشأن ذلك.
وحول ردود فعل المجتمع الدولي إزاء المباحثات بين أنقرة والنظام السوري، قال جاووش أوغلو إن هناك دولاً تؤيد هذا الأمر وترغب في تحوله لخطوات ملموسة، مقابل وجود أخرى معارضة له أو حذرة تجاهه.
ونفى الوزير التركي أن يكون قد تم عقد لقاء مع بشار الأسد، قائلاً إن ذلك لم يتم لا على مستوى الوزير ولا على أي مستوى سياسي آخر، مؤكداً من جهة أخرى مواصلة بلاده بحزم، مكافحة الإرهاب.
وفيما لفت إلى أن الخلافات بين أنقرة ودمشق، حالت دون تأسيس تعاون بينهما في هذا المجال، أشار إلى إمكانية العمل المشترك مستقبلاً، في حال تشكلت أرضية مشتركة بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب.
وفيما يخص مطالب النظام بخروج القوات التركية من سورية، قال جاووش أوغلو إن الغرض من تواجد قوات بلاده هناك "هو مكافحة الإرهاب، لا سيما وأن النظام لا يستطيع تأمين الاستقرار".
وأشار جاووش أوغلو أن التقدم المطلوب إحرازه لم يتحقق خلال اجتماعات آستانة واللجنة الدستورية بسبب تعنت النظام السوري، مؤكداً وجوب تفاهم النظام والمعارضة.
وأضاف: "نحن الضامن للمعارضة السورية، ولن نتحرك بما يعارض حقوقها، على العكس من ذلك فإننا نواصل مباحثاتنا للإسهام في التفاهم على خارطة الطريق التي يريدونها".
ويطلق المسؤولون الأتراك منذ أشهر تصريحات حول نية أنقرة التقارب مع النظام السوري، لمواجهة ما تصفه تركيا بتهديدات التنظيمات الكردية المسلحة الموجودة على الأراضي السورية، غير أن النظام السوري يحاول إظهار عدم تحمسه لهذه المساعي، ويطلق شروطاً للحوار مع تركيا، منها انسحاب قواتها من الأراضي السورية، ووقف دعمها فصائل المعارضة في الشمال السوري.
وحول موقف الإدارة الأميركية من اليونان وقبرص قال جاووش أوغلو إن الولايات المتحدة أخلت بالتوازن عندما قدمت السلاح لأثينا، مضيفاً: "هم يقولون العكس، ولكننا ننظر إلى أفعالهم لا أقوالهم". وتابع: "كذلك رفعوا حظر الأسلحة المفروض على الجانب الرومي في قبرص لمدة عام واحد".
العلاقات مع مصر والسعودية
وعلى صعيد العلاقات مع مصر، قال وزير الخارجية التركي إن تباطؤ التطبيع مع القاهرة "ليس مصدره أنقرة"، مضيفاً أن "وتيرة السرعة والبطء في التطبيع مع مصر، لا علاقة لها بالانتخابات المقبلة في تركيا".
ونفى الوزير التركي وجود أي مشاكل حالياً في مسار التطبيع بين أنقرة والقاهرة، مؤكداً مواصلة البلدين الحفاظ على مبدأ عدم المعاداة في المحافل الدولية.
من جهة أخرى، قال جاووش أوغلو، إن تطبيع العلاقات بين تركيا والسعودية جرى بسرعة، وأن علاقات التعاون بين الجانبين تتطور في العديد من المجالات بما فيها مجال الصناعات الدفاعية.
وأضاف: "في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص، هناك المزيد من التصميم من الجانب السعودي على التعاون الوثيق مع تركيا، ونحن نرحب بذلك ".
وأوضح جاووش أوغلو: "تطبيع علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية جرى بسرعة، لذا فإن تعاوننا في العديد من المجالات يتطور، بما في ذلك الصناعات الدفاعية".
وتابع: "ليس من الصواب أن نعزو تعاون الصناعات الدفاعية إلى منتج ما، وحتى في هذا الصدد فقد جاء عرض الإنتاج المشترك (للمسيرات) من الجانب السعودي".
(الأناضول، العربي الجديد)