توقيف أكثر من 178 متظاهراً روسياً لمعارضتهم الحرب في أوكرانيا

02 ابريل 2022
شرطي يقتاد إحدى المتظاهرات بموسكو (فرانس برس)
+ الخط -

أفادت منظمة "أو في دي-إنفو" غير الحكومية المتخصصة في رصد التظاهرات، عن اعتقال أكثر من 170 شخصًا السبت في روسيا تظاهروا ضد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقالت المنظمة غير الحكومية، في بيان، إنه قرابة الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش "تم توقيف أكثر من 178 شخصًا في 15 مدينة روسية".

في موسكو، تم تنظيم اعتصام ضد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش في متنزه زاريادي قرب الكرملين. بعد قليل، بدأت الشرطة باعتقال الأشخاص الجالسين على مقاعد الحديقة وسط عاصفة ثلجية.

وصرخت شابة اعتقلتها الشرطة "لا للحرب في أوكرانيا!".

انتشرت أكثر من 30 آلية تابعة للشرطة حول المتنزه وبالقرب من الكرملين، وأوقف أكثر من 20 شخصًا، بحسب مراسل وكالة "فرانس برس".

كما جرت اعتقالات في سانت بطرسبرغ (شمال غرب) خلال تجمع مماثل في إطار حراك وطني أعلن على شبكات التواصل الاجتماعية.

وأعلن ناشطون معارضون للهجوم الروسي اعتصاماً السبت ضد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على مواقع التواصل الاجتماعي في نحو ثلاثين مدينة روسية، من فلاديفوستوك (شرق) إلى سوتشي (جنوب).

وأكد المنظمون، في بيان، أنهم يريدون كذلك الاحتجاج على "انهيار الاقتصاد الروسي وضد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" ومن أجل الإفراج عن المعارض المسجون أليكسي نافالني.

وكتبوا: "روسيا تستحق السلام والديمقراطية والازدهار".

في سانت بطرسبرغ، كان نحو 40 شخصًا في المكان المخصص للاعتصام في وسط المدينة، بدون التمكن من تحديد ما إذا كانوا متظاهرين، وفقًا لما ذكرت مراسلة وكالة "فرانس برس".

وشاهدت، رغم ذلك، اعتقال نحو 25 شخصًا.

وقالت غالينا سيدوفا (50 عاماً) لـ"فرانس برس": "جئت للاعتصام فقط. للتعبير بطريقة ما عن احتجاجي على ما يحدث".

ورغم الحظر، يتجمع متظاهرون بشكل سلمي يومياً في روسيا للتنديد بالتدخل العسكري في أوكرانيا.

تظاهرة ضد بوتين في قرغيزستان

بدورها، اعتقلت الشرطة في قرغيزستان 20 ناشطاً خالفوا قرارات قضائية تحظر التظاهرات على خلفية الاجتياح الروسي لأوكرانيا، ونظموا احتجاجاً ضد بوتين، حسبما شاهد مراسل وكالة "فرانس برس" السبت.

وتأتي التوقيفات في العاصمة بشكيك على وقع احتدام الحرب التي تؤجج المشاعر المناهضة والمؤيدة لموسكو في الجمهوريات السوفييتية السابقة في منطقة آسيا الوسطى، وعددها خمس دول على علاقة وثيقة بروسيا.

وكان رئيس قرغيزستان الموالي للكرملين صدر جباروف قد دعا المتظاهرين الجمعة إلى حصر تظاهرتهم في متنزه في المدينة بدلا من السير نحو السفارة الروسية، كما كانوا قد أعلنوا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال جباروف إنّ السفارات "ملكية مصانة للدول الأجنبية"، وكتب على "فيسبوك": "لا يحق لأحد تحطيم أبوابهم وإثارة الضوضاء".

واستند عناصر الشرطة الذين نفذوا الاعتقالات بعد أن طلبوا من المتظاهرين فض التجمع، إلى قرارات لمحاكم المدينة الجمعة حظرت تنظيم التظاهرات في أنحاء بشكيك على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال النشطاء إنّ قرارات المحاكم غير دستورية.

الصورة
لم يمنع الحظر المتظاهرين من الخروج بقرغيزستان (فياشيسلاف اوسيليدكو/ فرانس برس)
لم يمنع الحظر المتظاهرين من الخروج بقرغيزستان (فياشيسلاف اوسيليدكو/ فرانس برس)

وسمع مراسل "فرانس برس" شرطيا يقول لأحد المتظاهرين "يبدو أنكم لا تحترمون المحكمة؟" قبل أن تقوم الشرطة بتطويق المتظاهرين ودفعهم داخل آلية بعد عشر دقائق على بدء التظاهرة.

وعادة ما تتهاون السلطات مع الاحتجاجات في قرغيزستان حيث استقال ثلاثة رؤساء منذ الاستقلال على وقع اضطرابات سياسية.

وتطبق جارتها كازاخستان قوانين أكثر تشدداً إزاء التظاهر، لكنها أعطت الإذن بتنظيم تظاهرة كبيرة ضد الحرب التي تشنها حليفتها موسكو في أوكرانيا، في أكبر مدنها ألماتي مطلع الشهر الماضي.

ورفضت سلطات ألماتي الموافقة على تظاهرة أخرى بعد أسبوعين على الأولى.

وأصدرت كل من كازاخستان وأوزبكستان، الدولة الأكثر كثافة سكانية في آسيا الوسطى، بيانات نأت فيها بنفسها عن الاجتياح الروسي.

أدى النزاع في أوكرانيا إلى مقتل الآلاف وتسبب بأكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وترافق مع عقوبات غير مسبوقة على موسكو.

وقال مساعد لرئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في وقت سابق هذا الأسبوع للموقع الإعلامي "يوراكتيف" المعني بأوروبا، إنّ الجمهورية الغنية بالنفط لا تريد المجازفة بأن "توضع في السلة نفسها مع روسيا" ولن تساعد موسكو في الالتفاف على العقوبات.

(فرانس برس، العربي الجديد)