توتر في شبوة: الانفصاليون يجددون تعليق مشاورات اتفاق الرياض

26 يونيو 2021
هذا ثاني تعليق لـ"المجلس الانتقالي" في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، اليوم السبت، تعليق مشاركته في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وذلك على خلفية توترات وصراع جديد على محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز. 

ودعا "المجلس الانتقالي" ممثليه في مباحثات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض "إلى إيقاف كافة أشكال التواصل والاتصال المباشر مع الطرف الآخر، حتى يتم وضع ملف محافظة شبوة في صدارة أولويات تنفيذ اتفاق الرياض، ومعالجة الأوضاع فيها بشكل كامل". 

وهذا ثاني تعليق لـ"المجلس الانتقالي" في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض خلال أقل من نصف شهر، حيث يستغل الانفصاليون الاتفاق الهش للمساومة مع الشرعية، وذلك بهدف إعادة بسط نفوذه بشكل قانوني على محافظة شبوة الغنية بالثروات، والتي تم دحره منها في أغسطس/آب 2019 على أيدي القوات الحكومية.  

واتهم "المجلس الانتقالي" ما أسماه "مليشيات الإخوان" بممارسة الانتهاكات ضد أبناء شبوة، واقتحام ساحة الفعالية الشعبية التي كان قد دعا إليها في منطقة عبدان بمديرية نصاب، حسب بيان صادر عن متحدثه الرسمي علي الكيري.  

ويقول المجلس الانتقالي إن فعاليته التي كان يخطط لها في عبدان سلمية، لكن مصادر محلية قالت لـ"العربي الجديد" إن الفعالية كانت مسلحة، وإن الهدف من ورائها كان إحداث فوضى والسيطرة وتدبير انقلاب مسلح، كما حدث في مناسبات سابقة داخل عدن وسقطرى.  

وزعم "المجلس الانتقالي" أن القوات الحكومية استقدمت بعض أفرادها من محافظتي مأرب والجوف، وارتكبت انتهاكات ضد أنصاره في شبوة واقتحمت القرى والمنازل، ولم يصدر أي تعليق من الجيش اليمني الذي يتصدى لهجمات حوثية في هاتين المحافظتين، ردا على الاتهامات التي ساقها الانفصاليون.  

واعتبر "المجلس الانتقالي" ما وصفه بالممارسات العدوانية للجانب الحكومي "نسفاً لاتفاق الرياض" ولجهود استكمال تنفيذه، لافتا إلى أن الطرف الآخر يعمد إلى إفشال جهود الوسطاء السعوديين لوقف التصعيد وتنفيذ الاتفاق. 

واضطر الانفصاليون لإقامة فعاليتهم في منطقة سقام في المديرية ذاتها، وقال "المجلس الانتقالي"، في بيان منفصل، إن التظاهرة "أقيمت مساء السبت رغم إغلاق عدد من الطرقات بالترسانة العسكرية، وتنفيذ حملة اعتقالات لعدد من المشاركين، واقتحام موقع الفعالية الأساسي بمنطقة عبدان بالدبابات والمدرعات".  

وذكر المجلس أن أنصاره "سلكوا طرقا وعرة وفرعية لتنفيذ فعاليتها في منطقة سقام -جباه، لتكتمل اللوحة الجنوبية وترسل محافظة شبوة رسالة لكل المجتمع الداخلي والخارجي، مفادها أن شبوة لن تغرد خارج السرب الجنوبي، وستقف بقوة أمام ما يحاك ضدها من دسائس ومؤامرات عبر ضعفاء النفوس تستهدف جنوبيتها وتضحياتها وتطلعاتها"، وفقا للبيان.  

وطالب الانفصاليون بخروج ما يصفونه بـ"المليشيات الإخوانية" من شبوة، وتنفيذ اتفاق الرياض، وعودة مليشيات النخبة الشبوانية التي دربتها الإمارات لحفظ الأمن. 

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الوسطاء السعوديين حيال التصعيد الجديد من الانفصاليين، والذي يُنذر بموجة قتال جديدة، وخصوصا في ظل مساعي الرياض لإعادة حكومة المحاصصة لممارسة مهامها من عدن بعد أكثر من 3 أشهر على مغادرتها. 

ويستميت "المجلس الانتقالي" لإعادة بسط نفوذه على محافظة شبوة بعد دحره منها قبل نحو عامين، نظرا للثروات التي تمتلكها، ويطالب بخروج القوات الحكومية منها وتوجهها لقتال الحوثيين في مأرب، وتعيين أحد قادته محافظا لها، كما حصل في محافظة عدن التي بات يحكمها بشكل شرعي، بعد تعيين القيادي أحمد حامد لملس محافظا لها أواخر العام الماضي.  

ويرفض "المجلس الانتقالي" في المقابل تطبيق الشق العسكري من اتفاق الرياض، وعلى الرغم من إصدار قرارات، مساء أمس الجمعة، بنقل مقر وألوية الدعم والإسناد إلى خارج مدينة عدن، إلا أنه أعلن في وقت لاحق على لسان متحدثه الرسمي أن تلك الخطوات "تتماشى مع اتفاق الرياض" وليست تطبيقا له.