قتل طالب يبلغ 16 عاماً السبت خلال تظاهرة في جنوب السنغال ليرتفع إلى ثلاثة عددُ القتلى في البلاد منذ بدء الأزمة المرتبطة بتأجيل الانتخابات الرئاسية.
وقضى لاندينغ كامارا مساء السبت، متأثراً بجروح في مستشفى في مدينة زيغينشور (جنوب)، في إقليم كازامانس معقل المعارض البارز المسجون عثمان سونكو، إذ تواصلت المواجهات بين مجموعات من الشبان وقوات الأمن السبت.
وقدّمت سفارة الولايات المتحدة في السنغال تعازيها لأسر الضحايا وأصدقائهم. وقالت في رسالة نشرتها على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي "نحث جميع الأطراف على التصرف بطريقة سلمية ومدروسة، ونواصل دعوة الرئيس سال إلى احترام الجدول الزمني للانتخابات واستعادة الثقة وتهدئة الوضع".
وأعلن الرئيس السنغالي ماكي سال في 3 فبراير/ شباط أنه ألغى مرسوماً كان قد حدد بموجبه موعد الانتخابات الرئاسية في 25 فبراير. وصوّت البرلمان لمصلحة تأجيل الانتخابات إلى 15 ديسمبر/ كانون الأول، بعدما اقتحمت قوات الأمن المجلس وأخرجت نواباً معارضين بالقوّة.
وينص القانون على مواصلة ماكي سال مهامه إلى أن يتمّ تنصيب خلف له في مطلع 2025 على الأرجح، مع العلم أن ولاية الرئيس تنتهي رسمياً في الثاني من إبريل/ نيسان.
وأثار إرجاء الانتخابات الرئاسية لمدة عشرة أشهر موجة احتجاجات في عدد من المدن الجمعة، عمدت قوات الأمن إلى قمعها من خلال تفريق أي تجمعات بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وعاد الهدوء إلى غالبية مدن السنغال السبت بينها العاصمة دكار، لكن استمرت التظاهرات في مدينة زيغينشور، وضمت عشرات الشباب وبعضهم صغار في السن، أقاموا حواجز على الطرق، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة.
وقال مسؤول في مستشفى لوكالة "فرانس برس" طالباً عدم الكشف عن هويته إنّ في مدينة زيغينشور "أصيب شاب بإطلاق نار في رأسه، وتوفي متأثراً بجروحه في وحدة للعناية المركزة مساء" السبت.
وأفاد هذا المصدر في البداية بأن القتيل يبلغ 19 عاماً، لكن وثيقة هوية تعود إلى الشاب اطلعت عليها وكالة "فرانس برس" تشير إلى أن عمره 16 عاماً.
وقال منسق حزب "باستيف" المعارض في زيغينشور عبدو ساني لـ"فرانس برس" إن "أشخاصاً عديدين أصيبوا بجروح حرجة خلال التظاهرات وتوفي أحدهم. أُصيب برصاصة في الرأس".
إلى ذلك، فُتح تحقيق بعد مقتل طالب جامعي في الجغرافيا يبلغ 22 عاماً الجمعة في سان لويس (شمال) في ظروف ما زالت غامضة. كما قضى بائع جوال يبلغ 23 عاماً متأثراً بجروحه السبت في دكار، جراء إطلاق الشرطة النار عليه الجمعة، بحسب ما قال أقاربه.
وأثار إرجاء الانتخابات موجة احتجاجات اجتاحت مواقع التواصل. ونددت المعارضة بـ"انقلاب دستوري".
شركاء السنغال قلقون
وأعرب شركاء السنغال الدوليون عن قلقهم، ودعوا إلى إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن.
ودعا الاتحاد الأوروبي الأحد السلطات السنغالية إلى ضمان "الحريات الأساسية"، وكتبت نبيلة مصرالي المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة "إكس" أن "الاتحاد الأوروبي يقدم تعازيه إلى عائلات الضحايا، ويدعو السلطات إلى ضمان الحريات الأساسية".
وامتدت التحركات الاحتجاجية السبت إلى خارج البلاد، حيث جرت تظاهرات ضمت بضعة آلاف من الأشخاص في باريس وبرلين.
والأحد، أكد كهنة ترأسوا قداديس في دكار لا سيما في أبرشية نوتردام دي آنج في واكام أن الوضع السياسي "يؤثر" على جميع السنغاليين و"يقلقهم".
قمع احتجاجات السنغال يثير سخط المعارضة
وأثار قمع التظاهرات سخط المعارضة. وقال المعارض السنغالي خليفة سال، أحد المرشحين الرئيسيين في الاقتراع، "ندعو المجتمع الإقليمي والدولي إلى أن يشهد على تجاوزات هذه السلطة المشرفة على نهايتها".
وندد ائتلاف المرشح المعارض باسيرو ديوماي فاي المدعوم من عثمان سونكو، بـ "وحشية قوات الأمن التي ارتكبت أعمال عنف غير مسبوقة".
وأشاد الائتلاف بـ"جهود" المجتمع المدني والجهات السياسية الفاعلة لـ "عرقلة الانقلاب الدستوري" للرئيس سال والحفاظ على موعد الانتخابات الرئاسية في 25 فبراير.
ومن المقرر تنظيم تظاهرة جديدة بدعوة من مجموعة من المجتمع المدني، الثلاثاء. وقال منسق هذه المجموعة مالك ديوب لـ"فرانس برس": "نحتاج إلى استراتيجية لنضال المواطنين. العصيان المدني هو سلاح سنستخدمه لتعطيل البلاد واستعادة الشرعية الدستورية".
(فرانس برس)