تهديدات الفصائل العراقية للقوات الأميركية... ورقة ضغط سياسية؟

20 نوفمبر 2021
الموعد المحدد لانسحاب القوات الأميركية هو 31 ديسمبر (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

أطلقت فصائل عراقية مسلحة تهديدات جديدة ضد الوجود الأميركي في العراق، موضحة أنها ستستهدف القوات الأميركية إذا لم تغادر العراق في الموعد المحدد لانسحابها في الحادي والثلاثين من الشهر المقبل. 

وجاءت التهديدات متزامنة مع مشاركة هذه الفصائل ضمن حملة رفض نتائج الانتخابات العراقية من قبل قوى وحركات مسلحة منضوية ضمن ما بات يعرف بـ "الإطار التنسيقي"، ما دفع إلى التساؤل عن مدى وجود علاقة بين القضيتين. 

ودعا زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، إلى التطوع في صفوف جماعته المسلحة، استعداداً لقتال القوات الأميركية، قائلاً في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر": "مع اقتراب ساعة الحسم والمنازلة الكبرى، تعلن (المقاومة الإسلامية كتائب سيد الشهداء) فتح باب الانتماء والتطوع في صفوفها، وتدعو إلى رفع مستوى الجاهزية تحضيراً للمواجهة الحاسمة والتاريخية مع الاحتلال الأميركي في 31/ 12/ 2021 بعد الساعة 12 ليلاً".

من جانبه، ربط زعيم مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية أبو حسين الحميداوي بين رفض نتائج الانتخابات والموقف من القوات الأميركية.

ونقل الموقع الرسمي للمليشيا عن الحميداوي قوله خلال لقاء جمع "الإطار التنسيقي" بممثلة الأمين العام للامم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، إن "الرهان على تغييب فئة مؤثرة وفاعلة من الشعب سيخيب بلا شك، وإن الرغبة في إشعال الحرب الداخلية ستفشل".

وأشار إلى أن "نار الحرب في حال اندلاعها ستشعل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها"، فيما هدد قائلاً: "إما أن ينعم الجميع بالأمن والخير أو يحرم الجميع".

وكانت "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" قد أطلقت أمس الجمعة تهديدات ضد القوات الأميركية في العراق، وقالت في بيان: "نراقب من قرب مدى التزام مخرجات ما يُسمى جولة الحوار الاستراتيجي الذي لم نكن مؤمنين بجدية الاحتلال والتزامه كطرف فيه، ولأننا آلينا على أنفسنا منح المفاوض العراقي فرصةً لإخراج الاحتلال الأميركي من أرضنا بالطرق الدبلوماسية، فإننا لم نرَ حتى الآن أي مظهر من مظاهر الانسحاب، على الرغم من أنه لا يفصلنا سوى 42 يوماً فقط عن نهاية العام، بل على العكس، فقد رصدنا قيام الاحتلال الأميركي بزيادة أعداده ومعداته في قواعده المنتشرة في العراق"، مهددة باستخدام السلاح في مواجهة القوات الأميركية بعد انتهاء مهلة الانسحاب.

من جانبها، نفت قيادة العمليات العراقية المشتركة أي حديث عن تمديد موعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد. وقال المتحدث باسمها اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع"، مساء الجمعة، إن "الحديث عن تمديد موعد انسحاب القوات الأميركية غير دقيق وغير صحيح"، مشيراً إلى أن موعد خروج القوات القتالية الأجنبية "ثابت ولا تغيير فيه".

ولفت إلى أن "العلاقة بين الطرفين بعد خروج القوات القتالية ستكون علاقة استشارية في مجالات التدريب والتسليح والمعلومات الاستخبارية والأمنية ضد تنظيم (داعش) الإرهابي".

بدوره، رجّح عضو سابق في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية خلال حديث مع "العربي الجديد" وجود علاقة بين تزامن إثارة قضية إخراج القوات الأميركية ورفض الانتخابات العراقية، مشيراً إلى أن الإصرار على إخراج القوات الأميركية والتهديد باستهدافها قد يكون ورقة ضغط على الحكومة والقوى السياسية الفائزة لدفعها باتجاه الجلوس مع الأطراف الخاسرة والتوصل إلى تفاهمات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.

وأضاف أن "تجدد المطالبات بإخراج القوات الأجنبية بالتزامن مع قرب تصديق المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات يدفع إلى الاعتقاد أن هذه المطالبات تحمل غايات سياسية".

المساهمون