تنديد عربي وإسلامي بالرسوم المسيئة للنبي محمد في فرنسا: تغذي الكراهية

24 أكتوبر 2020
تنديد بالإساءة إلى النبي محمد عليه السلام(Getty)
+ الخط -

لقي تبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي محمد، التي نُشرت على واجهات مبانٍ في مدينتي مونبلييه وتولوز، موجة تنديدات عربية وإسلامية.

الكويت
أعربت الكويت، فجر السبت، عن استيائها البالغ من نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم.

وقالت وزار ة الخارجية الكويتية، في بيان، إنّ دولة الكویت تابعت باستياء بالغ استمرار نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول (صلى الله علیه وسلّم).

وأكدت تأییدها لبیان منظمة التعاون الإسلامي الذي یعبِّر عن الأمة الإسلامية جمعاء وما جاء به من مضامين شاملة رافضة لتلك الإساءات والممارسات.

وحذّرت الخارجية الكويتية "من مغبّة دعم تلك الإساءات واستمرارها، سواء للأديان السماوية كافة، أو الرسل علیھم السلام، من قبل بعض الخطابات السياسية الرسمية التي تُشعل روح الكراهیة والعداء والعنف، وتقوّض الجھود التي یبذلھا المجتمع الدولي لوأدها وإشاعة ثقافة التسامح والسلام بین شعوب العالم".

وحذّرت من مغبة الاستمرار في دعم هذه الإساءات والسياسات التمییزیة التي تربط الإسلام بالإرهاب، لما تمثله من "تزییف للواقع وتطاول على تعاليم شريعتنا السمحاء الرافضة للإرهاب، فضلاً عمّا تمثله من إساءة بالغة إلى مشاعر المسلمين حول العالم".

الأردن
بدورها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، اليوم السبت، استمرار نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم تحت ذريعة حرية التعبير.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، السفير ضيف الله الفايز، إدانة المملكة الاستمرار في نشر مثل هذه الرسوم واستياءها البالغ من هذه الممارسات التي تمثّل إيذاءً لمشاعر ما يقارب من مليارَي مسلم، وتشكل استهدافاً واضحاً للرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية، وخرقاً فاضحاً لمبادئ احترام الآخر ومعتقداته.

وأكد الفايز أنّ الأردن طالما كان نصيراً لثقافة السلام دولياً، وتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعايش بين الشعوب، فتبدّى ذاك في مبادرات تبنّاها المجتمع الدولي، مثل مبادرة أسبوع الوئام العالمي، ومبادرة كلمة سواء.

وقال الفايز: "ما يريده المجتمع الدولي اليوم، في خضمّ عديد أخطار تحدق بالإنسانية جمعاء، مزيد من التعاضد والتكاتف والتلاقي، لا تغذية لأسباب فرقة مذهبية أو دينية أو إثنية". وشدد على أن "هذه الإساءات تغذي ثقافة التطرف والعنف التي تدينها المملكة".

وأكد الوزير الأردني إدانة الأردن أيَّ محاولات تمييزية تضليلية تسعى إلى ربط الإسلام بالإرهاب، تزييفاً لجوهر الدين الإسلامي الحنيف. وأكد ضرورة تكاتف جميع الجهود لمحاربة ثقافة الكراهية والتمييز ضد الآخر ولتكريس ثقافة احترام الآخر، مشدداً على ضرورة رفض المجتمع الدولي الإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية.

منظمة التعاون الإسلامي

أدانت منظمة التعاون الإسلامي استمرار الهجوم المنظم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى الرموز الدينية وإلى شخص الرسول محمد عليه السلام.

وعبّرت المنظمة، في بيان، عن استغرابها "الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسؤولين الفرنسيين، الذي يسيء إلى العلاقات الفرنسية الإسلامية، ويغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية".

وقالت إنها "ستواصل إدانة السخرية من الرسل عليهم السلام، سواء في الإسلام أو المسيحية أو اليهودية".

وجددت الأمانة العامة للمنظمة التأكيد أنها "تشجب أي أعمال إرهابية تُرتكب باسم الدين". وأشارت إلى إدانتها السابقة لـ "الجريمة البشعة التي ارتُكبت في حق المواطن الفرنسي صموئيل باتي"، الذي قُطع رأسه قبل أيام في باريس. واعتبرت أن "ذلك ليس من أجل الإسلام ولا قيمه السمحة، بل هو إرهاب ارتكبه فرد أو جماعة يجب معاقبتهم وفق الأنظمة". لكنها استنكرت في الوقت ذاته أي تبرير لإهانة الرموز الدينية من أيّ ديانة باسم حرية التعبير، وشجبت "ربط الإسلام والمسلمين بالإرهاب".

وحثّت المنظمة الإسلامية على مراجعة السياسات التمييزية التي تستهدف المجتمعات الإسلامية، وتسيء إلى مشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم.

مجلس التعاون الخليجي
من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، في بيان نشره الموقع الرسمي للمجلس، إنّ تصريحات الرئيس الفرنسي غير المسؤولة عن الإسلام والمسلمين "تزيد من نشر ثقافة الكراهية بين الشعوب".

وأشار البيان إلى أن هذه التصريحات المرفوضة والدعوة إلى الاستمرار في الرسومات المسيئة إلى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام تخرج في وقت يجب أن تنصبّ الجهود فيه نحو تعزيز التسامح والحوار بين الثقافات والأديان.

ودعا البيان قادة دول العالم والمفكرين وأصحاب الرأي إلى تحمّل المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق كل من يسعى للسلام والتعايش لنبذ خطابات الكراهية وإثارة الضغائن وازدراء الأديان ورموزها.

كذلك دعا إلى احترام مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، بدلاً من الوقوع في أسر الإسلاموفوبيا الذي تتبناه المجموعات المتطرفة.

إيران
بدورها، نددت الخارجية الإيرانية بـ"شدة" باستمرار التصرفات المسيئة إلى الرسول في فرنسا، معربة عن أسف طهران لـ"دعم بعض المسؤولين الرسميين الفرنسيين لهذه التصرفات"، مؤكدة "التنديد بشدة لأي إساءة للأنبياء، وتحديداً خاتم المرسلين رسول الإسلام".  
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في بيان نشره عبر حسابه على تطبيق "تليغرام"، أن "التحركات والتصرفات غير المقبولة والعنيفة من قبل متطرفين، التي تعود إلى فكر متطرف ومنحرف في العالم الإسلامي، يعتبر أصحابه من الشركاء السياسيين المقربين من الغرب وأميركا، لا يمكن أن تشكل هذه التصرفات أي مبرر للإساءة إلى الشخصية السماوية التي يحترمها مليار و800 مليون مسلم في العالم".  
وأكد خطيب زادة أن "موقف السلطات الفرنسية غير مقبول ولا يمثل رداً مناسباً وحكيما تجاه التطرف والعنف المرفوض"، مشيراً إلى أن "هذا الموقف ينشر الكراهية أكثر من ذي قبل".

مقاطعة البضائع الفرنسية
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، دعوات إلى مقاطعة المنتَجات الفرنسية. وتصدّر وسم "مقاطعة_المنتَجات_الفرنسية" قائمة الترند في العديد من الدول العربية والإسلامية، في ردّ فعل على نشر صور مسيئة إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وتفاعل كثيرون من قطر والمغرب والجزائر ومصر والكويت والبحرين والسعودية وغيرها من الدول، مع حملة لمقاطعة البضائع الفرنسية.

وتشهد فرنسا، أخيراً، جدلاً حول تصريحات قسم كبير من السياسيين، تستهدف الإسلام والمسلمين عقب حادثة قتل مدرس وقطع رأسه في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

والأربعاء، قال ماكرون، في تصريحات صحافية، إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" (المسيئة إلى الرسول محمد والإسلام).