مسؤولون إسرائيليون ينتقدون نتنياهو لتشدد مواقفه إزاء الصفقة مع حماس

15 يوليو 2024
جدارية بمنزل تعرض للقصف الإسرائيلي في دير البلح، 8 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

جهات إسرائيلية انتقدت سلوك نتنياهو قبل مجزرة مواصي خانيونس

تعتقد إسرائيل بأن حماس تعيد حساباتها بشأن استمرار المفاوضات

مفاوضات الصفقة لم تتوقف ويُنتظر وصول وفد إسرائيلي إلى الدوحة

بالرغم من تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه ملتزم بمقترح للتوصل إلى اتفاق في غزّة كما طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن، وأنه لم يحد عنه، إلا أن مسؤولين كبارا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، يرون أنه تشدد في مواقفه بشأن عودة "المسلحين" من عناصر المقاومة الفلسطينية إلى شمال قطاع غزة ومحور فيلادلفيا (بين غزة ومصر)، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الاثنين. بدورها أفادت القناة 13 العبرية، بأن جهات إسرائيلية مطلعة على تفاصيل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، انتقدت سلوك نتنياهو في الأيام التي سبقت المجزرة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في المواصي في خانيونس، أول من أمس السبت، واستشهد فيها نحو 90 فلسطينياً، وتصريحاتها التي بدا من خلالها أن إسرائيل لا تريد صفقة. وبحسب مصادر القناة، فإن رسائل نتنياهو العلنية في ذروة مفاوضات الصفقة، دفعت حركة حماس إلى الاعتقاد بأن إسرائيل لا تريد التوصل إلى صفقة.

وقالت المصادر إن محاولة اغتيال محمد الضيف قائد كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، تأتي بعد أيام قليلة من البيانات الرسمية والتسريبات التي خرجت من إسرائيل وجعلت حماس تعتقد أن إسرائيل لا تريد صفقة. وعلّق مكتب نتنياهو على توجه القناة: "أوضح رئيس الحكومة لفريق التفاوض بعد الهجوم الذي وقع يوم السبت أن إسرائيل مستعدة لمواصلة المفاوضات.. وبدلاً من الإحاطات الإعلامية التي تهدف إلى الضغط على إسرائيل، يُتوقّع من الجهات التي لم تذكر اسمها (مصادر القناة) استثمار طاقتها في تعزيز المفاوضات في إطار الشروط الأساسية التي حددها رئيس الوزراء والمستوى السياسي، مع مواصلة الضغط العسكري على حماس".

نتنياهو يتشدد في مواقفه

وعلى الرغم من محاولة اغتيال محمد الضيف وإعلان الاحتلال أمس تمكّنه من اغتيال قائد لواء خانيونس في كتائب القسام، رافع سلامة، إلا أن مفاوضات الصفقة لم تتوقف حتى الآن، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وأن الوسطاء، الولايات المتحدة وقطر ومصر، يواصلون جهودهم، كما من المتوقع توجه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع إلى الدوحة. ومع ذلك تعتقد إسرائيل بأن حماس تعيد حساباتها بشأن استمرار المفاوضات، ولم تتخذ قراراً بعد.

وذكرت الصحيفة العبرية، أنه حتى قبل مجزرة المواصي التي ارتكبها الاحتلال بذريعة محاولة تصفية الضيف، كانت هناك فجوات ليست بسيطة بعدة قضايا، وهذا هو سبب "زيادة إسرائيل الضغط العسكري" (في إشارة الى المجازر بحق الفلسطينيين)، ومصادقة المستوى السياسي على الضربة في خانيونس، على الرغم من إدراك المسؤولين الإسرائيليين بأنها قد تعيق الصفقة ولو إلى حين.

وقال نتنياهو في مؤتمره الصحافي مساء أول أمس السبت، إنه لم يتحرك مليمتراً واحداً من مقترح بايدن، ولم يزد عليه أو ينقص منه. لكن نتنياهو لم يكن دقيقاً في هذا الشأن، ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار، لم تسمّهم الصحيفة، أن نتنياهو تشدد في مواقفه، خاصة ما يتعلق بمعارضة عودة "المسلحين" إلى شمال غزة والإصرار على الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا. وفي مؤتمر صحافي عقده رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي في قاعدة عسكرية، سُئل عن السيطرة على محور فيلادلفيا، ليجيب "سيطرتنا على المحور مهمّة للغاية ونعمل هناك بعزم كبير، وندمر الأنفاق التي استخدمتها حماس".

وإلى جانب ذلك، أوضح هليفي: "نعرف كيفية السيطرة على محور فيلادلفيا بطرق مختلفة، ليس هذا هو المكان المناسب للخوض في تفاصيلها، وأعتقد أنه عندما ندخل في مناقشة حول ما هو الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه، وما هي الحلول، يجب مناقشة هذه الأمور في الغرف المغلقة. سنناقش الأمور بمسؤولية، وسيتم اتخاذ القرارات من قبل المستوى السياسي، فيما سنقدّم أفضل نصائح أمنية يمكننا تقديمها". ويرى مسؤولون في فريق المفاوضات الإسرائيلي بأن "الإصرار على منع عودة المسلحين" والسيطرة على محور فيلادلفيا، يعني فض المفاوضات.